أفلامهم تجيد فن صناعة الكراهية والبطل الصهيوني مصاص دماء عربية "أعتقد أنني حققت انتصارات لصالح إسرائيل دون معارك".. بهذه الكلمات الواضحة عبر المخرج الصهيوني مناحيم جولان عن الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه السينما في تحقيق انتصارات سياسية وعسكرية للدول التي تستطيع توظيفها بالشكل الأمثل لنكتشف الخيبة والهزيمة العربية أمام التفوق التعبوي الصهيوني الذي نجحت من خلاله إسرائيل في قلب الحق إلي باطل والباطل إلي حق. ومنذ تأسيس إسرائيل 1948 يواصل الصهاينة خلق حالة من الربط الوثيق بين الضوء والبارود.. الاستديو والخندق.. الكاميرا والمدفع لذلك يتوافد المنتجون والمخرجون والممثلون والفنيون الصهاينة من كل حدب وصوب الي أرض فلسطين بناء علي دعوة من الجيش الصهيوني. ليدخلوا في شراكة مع وحدة السينما بالجيش والتي تم تشكيلها وتزويدها بالمعدات لتقوم إسرائيل باستغلال السينما جنباً الي جنب مع الآلة العسكرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة. الناقد شفيق عبد اللطيف الباحث في السينما الاسرائيلية ومؤلف كتاب "السينما الإسرائيلية" يؤكد أن الصهاينة نجحوا في استخدام السينما كسلاح فعال لتشويه القضية الفلسطينية في ذهن المشاهد الغربي. والدعاية لاحتلال فلسطين وكسب تعاطف المشاهد الغربي من خلال استخدام ثلاثة أساليب أولها قصص التوراة التي تتحدث عن وهم شعب الله المختار. وثانيها استغلال الشعور بالذنب الجماعي بشأن الابادة الجماعية من قبل النازيين لليهود. وثالثها تبرير الاحتلال. وأشار إلي أن معظم الأفلام التي يتم إنتاجها في إسرائيل تحمل ثلاثة مفاهيم ثابتة أولها وصم العرب الفلسطينيين الذين يخوضون قتالا مشروعا للدفاع عن بلادهم ب"الارهاب". وثانيها الربط بين المقاتل الفلسطيني وجهات معادية لليهود عالميا مثل النازيين السابقين وبعض الأوروبيين الذين يكرهو اليهود وثالثها بطولات مزعومة للمقاتل الاسرائيلي وصلابته المزيفة وقد نجح الصهاينة في ذلك نجاحا كبيرا مستغلين الخيبة العربية في هذا المجال. أكد شفيق عبداللطيف أن السينما الإسرائيلية اتخذت مسارات عديدة للوصول الي أهدافها العنصرية منها تغليب العنصر اليهودي علي كل الأجناس الإنسانية مع التقليل من شأن العرب ووصفهم بما يحط من قدرهم باستخدام كافة وسائل التضليل. فالسينما اليهودية سواء في أمريكا أو في "إسرائيل" سينما مصنوعة لهدف لا إنساني. لأن التركيز فيها يتمثل في هدم الحقائق العملية والتاريخية للعرب. أضاف أن "إسرائيل" انتجت العديد من الأفلام التي تمجد الشخصية اليهودية وتبرز الدور البطولي لليهود وفق مخطط يغاير الحقائق التاريخية المتعارف عليها. لذلك أبحرت في البحار الصعبة مما أفقد صناعة السينما في "إسرائيل" أهدافها كفن له قواعده. ومن المعلوم أن شركات السينما في "إسرائيل" تنسق نشاطها مع الشركات اليهودية في الولاياتالمتحدة من حيث استقدام رأس المال الصهيوني. والخبرة الفنية والإعلامية. الي جانب استغلال نجوم السنيما العالمية للعمل في أفلام تخدم المخطط الإسرائيلي البعيد عن الفن. من هنا سقطت السينما الإسرائيلية في قاع العدمية الفنية. وأضاف : اتجهت "إسرائيل" الي العمل علي انتاج عدد كثير من الأفلام منذ قيامها في 15 من مايو 1948. وعمدت الي انتاج أفلام قصيرة تسجيلية وكلها تعمق معني الأرض في عقول اليهود. وأخذت فكرة أرض الميعاد تعالج من عدة زوايا تسجيلية لحلم تحقق ويمكن توسيعه عن طريق الحرب واكتساب أراض بالعدوان المسلح. الباحث علي نبوي عبدالعزيز صاحب بحث بعنوان "صورة الشخصية العربية الفلسطينية في السينما الإسرائيلية.. خمسون عاما من تزييف الصورة ومحاولات طمس الهوية" يؤكد أن الشاشة الإسرائيلية عرضت علي مدار سنوات عمرها أكاذيباً متعددة موضحاً أن السينما الإسرائيلية حرصت علي اظهار المغتصبين اليهود "المستوطنين" علي أنهم الأبطال المنتصرون في الحرب. بجانب العمل علي تمجيد البطولة اليهودية عبر التاريخ اليهودي القديم. والأحداث المعاصرة. أضاف كما زعمت السينما الإسرائيلية أن العرب الفلسطينيين ليس لهم وجود بالمعني الشعبي بل هم جماعات من البدو والقرويين الجهلة الذين تنقصهم الخبرة القتالية والحضارة. لذلك فإنهم يقاومون المدنية التي يحملها المهاجرون. كما ادعت أن اليهودي الذي يحمل حضارات كل الأمم جاء الي هذه الأرض عاقدا العزم علي تنميتها وتطويرها لتلحق بركب التحضر والمدنية. وإذا اضطر ليدافع عن هذه القيم.