أكدت د.منال متولي مدير مركز الدراسات الاقتصادية والمالية بجامعة القاهرة أن القطاع الزراعي في مصر يعاني خللا هيكليا خلال السنوات الأخيرة نتيجة لتراكمات عديدة أفرزتها السياسات المتبعة في هذا القطاع، وذلك علي الرغم من الأهمية القصوي له، من حيث قدرته علي توفير فرص جادة وميزات نسبية للاقتصاد المصري، لافتة إلي أن أهمية الزراعة تتعاظم في ظل التحولات الاقتصادية الحالية الناتجة عن تداعيات الأزمة المالية العالمية وما سبقها من أزمة حادة في الغذاء. وقالت متولي - في افتتاح مؤتمر "نحو سياسات جديدة للنهوض بالقطاع الزراعي في مصر" بجامعة القاهرة : إن التحولات الآنية التي يشهدها الاقتصاد العالمي تعطي فرصا جادة للقطاع الزراعي في ظل ارتفاع الطلب علي الغذاء والسعي الجاد من قبل كل بلدان العالم لتحقيق الأمن الغذائي، علاوة علي الترابط بين القطاع الزراعي وقطاع الطاقة، الذي نتج عن استخدام المنتجات الزراعية كمصدر بديل لتوليد الطاقة في بعض الدول. وأضافت أن أهمية هذا القطاع تتجلي مصريا في ظل المزايا النسبية للموارد الطبيعية المتاحة وقيام هذا القطاع بتشغيل ما يزيد عن 27% من إجمالي القوة العاملة، ومساهمته بقرابة 15% من الناتج المحلي الإجمالي، موضحة أنه في ظل هذه المعطيات الهامة يشهد نصيب القطاع الزراعي في الاستثمارات القومية تراجعا مشهودا من 10% منذ قرابة 5 سنوات إلي 3% في العام المالي الأخير، وهذا بدوره يدلل علي التجاهل الحكومي الشديد، الذي يعاني منه هذا القطاع ويهدد مستقبله. وأوضحت مدير مركز الدراسات الاقتصادية أنه في ظل هذه المفارقات الغريبة يتعاظم دور المعنيين بالاقتصاد الزراعي للتباحث والمناقشة لوضع حلول واضحة لكل المشكلات التي يعاني منها القطاع الزراعي، والتي أدت بدورها إلي تحويل حياة العاملين به إلي جحيم، علاوة علي أنه تحول إلي قطاع يعاني الخلل والاضطراب في جوانب كثيرة منه، لافتة إلي أنه من الضروري أن يتم تحديد نقاط القوة والضعف في هذا القطاع لوضع سياسات جديدة من شأنها الارتقاء بأدائه في ظل العديد من التحديات التي تواجه العالم ومنها الأزمة المالية والتغيرات المناخية.