صرح وزير الإتصالات اللبناني شربل نحاس في 23 نوفمبر/تشرين الثاني أثناء مؤتمر صحفي في الوزارة، ان تقنيات الاتصالات الحديثة عرضة للاختراق بواسطة طرق متعددة. وأضاف نحاس انه لا يمكن التعاطي مع قطاع الاتصالات في لبنان على انه قطاع تجاري يدر أرباحا فحسب، بل هو قطاع حيوي ومهم من الناحيتين التقنية والأمنية، خاصة وان لبنان مستهدف من قبل أكثر دول العالم تقدما في تقنيات الاتصالات واختراقها وفك شيفراتها، مشيرا الى إسرائيل. وأشار نحاس الى ان بلاده تعرضت "للقرصنة وبث الفتنة من قبل إسرائيل"، سواء في الشبكة الخلوية او الثابتة، منوها بانه يحق للبنان المطالبة بتعويضات جراء الأضرار التي أصابت شبكة الاتصالات لديه. وتطرق الوزير اللبناني خلال المؤتمر الصحفي الى ما أسماه بالخروقات الإسرائيلية لقطاع الاتصالات في لبنان، مشيرا الى أهمية تحديد آليات من شأنها ان توفر للبنانيين الخدمات التي يطمحون لها في هذا المجال، ولكي تكون شبكة الاتصالات قادرة على توفير الحماية والأمن في البلاد، مشيرا الى أهمية التنسيق مع الشركات الخاصة العاملة في هذا القطاع. يُذكر ان محققي المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري أولت اهتماما كبيرا لملف الاتصالات. وقد شارك بالمؤتمر عدد من المختصين والتقنيين الذين تناولوا بالشرح الوسائل المتوفرة لدى إسرائيل، والتي تمكنها من اختراق شبكة الاتصالات و"العبث بها وتحويل أنظمة حمايتها الى سبل اختراق لها". من جانبه قال رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله الذي شارك بالمؤتمر الصحفي أيضا ان لبنان يواجه قضية خطيرة تتعلق بالأمن القومي بشكل مباشر، لأن ما اصاب قطاع الاتصالات أثر على كل شئ بحسب وصفه. وأضاف ان المخابرات الإسرائيلية تمكنت من "زرع خطوط هاتفية سرية" في أجهزة خلوية تعود لأفراد من حزب الله. كما أكد على ان تقنيين من حزب الله بالتعاون مع مختصين في الجيش اللبناني تمكنوا من اكتشاف سر وصفه بالخطير، كان يؤرق المعنيين ويسبب حيرتهم لمدة طويلة، والذي أثبت قدرة إسرائيل على اختراق خطوط الاتصالات بحسب تأكيده. وأضاف ان الأيام القليلة القادمة ستشهد تقديم إثباتات تبرهن على تدخل إسرائيل في قطاع الاتصالات، مما يمنح المتضررين معلومات موثقة يمكنهم الاستناد إليها لملاحقة إسرائيل قانونيا. وأشار فضل الله الى ان البداية كانت في تشكيك فرع المعلومات بولاء 3 من المنتمين لحزب الله، "ظهر انهم يستخدمون ارقاما هاتفية اشتراها عميل لاسرائيل". وأكد النائب اللبناني على ان جهات إسرائيلية قادرة على ان تزرع خطوطها السرية في الهواتف المحمولة بواسطة برامج تقنية متطورة، وانها تستطيع ان تبعث مئات الرسائل غير المرئية التي لا يعلم بها صاحب الهاتف. الى ذلك أكد النائب حسن فضل الله ان تصريحاته هذه لم تأت في سياق الرد على تقرير قناة "سي بي سي" الكندية، الذي أشار مؤخرا الى احتمال تورط عناصر من حزب الله في جريمة اغتيال الحريري. يذكر ان الأمن اللبناني استطاع في الأشهر القليلة الماضية ان يوقف عددا من الموظفين في شركات تلفونات ووزارة الاتصالات، للاشتباه بضلوعهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل. كما أعلنت لجنة الإعلام والاتصالات في البرلمان اللبناني ان إسرائيل تمكنت من إقامة 21 مركز تجسس على الحدود الشمالية مع لبنان.