مساحتنا اليوم للأختلاف ما كنا لنضعها لولا أنها فرضت نفسها على الساحة بشكل أجبرنا على تناولها لأنها من الممكن أن تؤدى إلى فتنة طائفة، فما بين تصريحات نارية من الكنيسة وهجوم حاد من المسلمين نخشى أن تخرج علينا نار الفتنة الطائفية ،وكنا نتمنى من الجانبين مراعاة حالة الأحتقان الموجودة بالفعل بين الأقباط والمسلمين والتي لا يمكن لأحد أن ينكرها بعمل تصريحات متزنة وحكيمة ولكن من الواضح أن الأمور أصبحت خارجة عن سيطرة البعض لدرجة أنه أصبح لديه عدم شعور بالمسئولية أو الواجب الوطني فأصبح يطلق العنان لأرائه غير المسئولة لتصيب المجتمع بالخوف من المستقبل فلنبدأ مع "البابا شنودة" وهو يتراجع عن إعتذاره بعد تصريحات الرجل الثاني في الكنيسة "الأنبا بيشوي" التي زعم فيها تحريف القرآن الكريم. وقال شنودة: إنه ليس "مسئولاً" عن تلك الأزمة التي فجرها بيشوي بآرائه ، وأنه قدم "أسفه" في مقابلة تلفزيونية، بعد أن شعر بضيق المسلمين من تلك الآراء التي طرحها "الرجل الثاني" بالكنيسة في ختام مؤتمر "تثبيت العقيدة" بالفيوم. وأضاف شنودة في مقابلة مع فضائية "الحياة": "أنا قلت متأسف لما يحدث، ولم اعتذر عن شيء يخصني، لأني لم أخطأ ولست مسئولاً عن هذا الاشتعال، لكن لأني مسئول عن سلامة مصر وأمنها، وأرى البلد التيار فيها يسير في اللاخير، ويقود البلد لأزمة حقيقية، فكان علي أن أهدئ الناس خاصة بعد أن علمت بضيق أخواتنا المسلمين، جراء تصريحات الأنبا بيشوي التي فجرت موجة غضب عارم، بسبب تشكيكه في عصمة القرآن الكريم". وزعم شنودة أن الأقباط "مستهدفون وليسوا مثيرين فهم الذين يثارون دائمًا من تخبط الغير- في إشارة إلى المسلمين- فيهم فنحن ننشد المحبة لكن غيرنا يثيروننا ويرفضون هذا المحبة ويهتفون بالشتائم والإهانات، فالقبطي بطبيعته هادئ ومحب لمن حوله، بينما غيرنا مثيرون ومشتعلون ويريدون التهويل ونحن من واجبنا أن نهدئهم"، على حد قوله. من جهته, وصف المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، حالة الاحتقان الطائفي في مصر ب "الفتنة"، وأبدى أسفه لما اعتبره تراجعًا من البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية عما أدلى به من تصريحات استهدفت احتواء الأزمة الناجمة عن تصريحات الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس المشككة في القرآن الكريم. وأضاف: للأسف سمعت البابا شنودة يقول في قناة "الحياة" أنا لا اعتذر ولست مسئولاً عما حدث ولكني أعربت عن أسفي فهل يعني هذا أنه تراجع عن أسفه، فلابد أن يكون هناك منطق واحد ولغة واحدة. وتابع: "فهل نطلق على هذا نفاقًا أم تلونًا في الحديث وأخشى ما أخشاه أن تشتد الفتنة في مصر". واستنكر العوا هتافات الأقباط الداعية إلى التدخل الخارجي في الشأن القبطي في المظاهرات التي شهدتها الكاتدرائية، "يا أمريكا فينك فينك"، معتبر أن هذا الإستقواء بالخارج لا يجوز.