حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من خطورة أصوات المتطرفين التي ارتفعت وتأجج نيران الكراهية بين الديانات والثقافات خاصة ضد الدين الإسلامي الحنيف . وقال موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية - في كلمته في افتتاح الدورة العادية ال134 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري – إن رئاسة العراقية للمجلس تؤكد عودته لحاضنته العربية. وأعتبر موسى أن قرار الولايات الأميركية إنهاء العمليات العسكرية في العراق في نهاية أغسطس الماضي تطور هام، يشكل تحديا للقوي السياسية في العراق في الأخذ بزمام الأمر والتحرك نحو العراق الجديد الذي يقوم على تفعيل القدرات العراقية من القدرات العراقية، ليكون العراق جزءًا رئيسيًا من المجتمع العربي الإسلامي. وأكد في هذا الإطار ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني قادرة تجسيد آمال الشعب العراقي، الذي أوضح في الانتخابات الماضية موقفه الراغب في إعادة الأمن والاستقرار والتماسك، وبناء مؤسساته الدستورية. وقال إن اجتماع وزراء الخارجية العرب فرصة لبدء دراسة الخيارات العربية إزاء مختلف الاحتمالات فيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة خاصة إزاء احتمال استمرار الاستيطان. وقال موسى إننا نتابع مجريات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي انطلقت في سبتمبر برعاية أميركية وذلك في مناخ تشوبه الريب وعدم الثقة، وشعور بأننا رأينا ذلك من قبل، لافتا في هذا الصدد إلى الفشل المتكرر بسبب الموقف الإسرائيلي، والإنحياز الدولي . ورأى موسى أنه رغم عدم تغير الأساليب، والسياسات والمواقف، ورغم الشكوك في أهدافها إلا أن الموقف الرصين يقتضى إعطاء المفاوضات فرصها . وقال إن سياسة "هل من مزيد من تنازلات الجانب العربي انتهت"، وما يجرى فرصة أخيرة لإقامة السلام عبر الوسائل الراهنة. وقال إن الدبلوماسية العالمية مصداقيتها على محك، منوها بالجهد المصري في هذا الشأن . وقال موسى إنه رغم عدم الثقة، والشكوك، فسوف نرحب بأي تقدم حقيقي أو ذي قيمة . وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه لا يجب أن تترك فلسطين لمصيرها، وأن الدول العربية لن تترك الفلسطينيين وحدهم، ولن يقولوا لهم "أذهب أنت وربك فقاتلا ، لأن هذه قضيتا جميعا" . وفيما يتعلق بالسودان، قال موسى إننا نقف مع وحدة السودان، ونقف صامدين لصيانة هذه الوحدة، كما نتطلع أن يجرى الإستفاء الخاص بتحديد مصير الجنوب في بيئة آمنة، وأن يتم وضع ترتيبات التعامل مع نتائجه، مما يتيح التعاون المشترك في أطر مقبولة بالنسبة للوضع المستقبلي الذي سينتح عن الإستنفاء. ونوه بالمباحثات التي تجرى في قطر، ونأمل أن تصل إلى غاياتها بتحقيق السلام في دارفور لافتا أن الجامعة العربية وصناديقها تنشط في مجال الإعمار في دارفور . وعن الصومال، قال إنه لايزال يعيش حالة صعبة رغم الجهود والمبادرات التي تقوم بها الجامعة العربية لمعالجة حالة الإنهيار والدفع بجهود إعادة بناء الدولة الغائبة منذ 20 عاما . ونبه إلى خطورة تكثف وجود العناصر المتطرفة في الصومال الأمر الذي يضيف مشاكل وصعوبات المساعي السلمية كما أعاق جهود الحكومة . وقال إن هناك خلال الاجتماعات التي عقدت قبل مجلس الجامعة العربية جرى بحث إمكانية النظر في أبعاد جديدة للسياسية العربية في الصومال، ودراسة مدى فعالية قوات حفظ السلام هناك، وإمكانية تفعيلها . وقال إن هناك افتقار للمساعدات اللازمة للقوات الأمن، مشددا في الوقت على أن ضرورة الاهتمام بالجانب الاستراتيجي الذي تفرضه تطورات الصومال. وفيما يتعلق بجزر القمر، قال إن الاتفاق الذي تم التوصل بين الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي في 16 يونيو الماضي ،لتنظيم الانتخابات هناك، يشكل خطوة هامة . ونوه في هذا الإطار بنشاط الكويت ولبييا وقطر بصفة خاصة في مجال التنمية ودعم الاقتصاد في جزر القمر. وأستعرض موسى الجهود العربية في تسليط الضوء على البرنامج العسكري الإسرائيلي، مشيرا إلى نجاح الموقف الجماعي العربي المؤتمر محافظي وكالة الطاقة الذرية، باستصدار قرار حول القدرات النووية الإسرائيلية . وقال موسى إنه ستجرى مناقشة من قبل الوكالة حول تنفيذ هذا القرار، الأمر الذي يتطلب تحركا حثيثا لمتابعة هذا البند في الوكالة ، حتى تنضم إسرائيل للمعاهدة وإخضاع منشأتها للتفتيش. وأردف قائلا أن هذا يتطلب متابعة دقيقة من الدول العربية والاستعداد لكل الاحتمالات خاصة في ضوء النشاط اللوبي الدولي المعروف الذي يحمي إسرائيل من مجرد الانضمام للمعاهدة. وأعلن تأييده لما قاله وزير الخارجية العراقي رئيس الدورة ال134 لمجلس الجامعة العربية من حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعدم التفرقة في التعامل في هذا الشأن. وأكد على أهمية التعاون مع الاتحاد الأفريقي خاصة في ملفات الصومال والسودان، وجزر القمر .
ولفت في هذا الإطار إلى أهمية الإعداد الجيد للقمة العربية الأفريقية الثانية، وقال إننا نتطلع إلى أن ترسي هذه القمة أسسا وأطرا جديدة لبناء شراكة بين الجانبين تأخذ في الاعتبار المتغيرات التي طرأت على الجانبين ، والتطورات في طبيعية العلاقات الدولية الراهنة . وقال إنه من المنتظر أن تطلق هذه القمة مشروعا استراتيجيا للتعاون في مجال الأمن الغذائي والزراعة، والحفاظ على الأمن السلم، والموارد البشرية، وتعزيز التعاون الحضاري بين الجانبين . وشدد على اهتمام الجامعة العربية بالمغتربين، وكشف في الإطار عن أن الجامعة تعكف على تنظيم المؤتمر الأولى للمغتربين العرب في ديسمبر القادم، لمعرفة مشاكل الجاليات العربية في الخارج، وإيجاد أطر لربطها مع دولها الأصلية . وقال موسى إن أهم ما يميز هذه الدورة ليس فقط كثافة أعملها التي تضم 9 بنود جديدة، ولكن أيضا لكونها سوف تعد للقمة العربية الاستثنائية المزمع عقدها في سرت ، بالجماهيرية الليبية . ولفت موسى إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد عددا من القمة العربية أهمها القمة العربية الاستثنائية ، التي تناقش وثيقة تطوير العمل العربي المشترك، استنادا إلى المبادرتين العربية والليبية . وأشار إلى أن الأمانة العامة أعدت ورقة عن الخطوات المقترحة لإنجاز هذا المشروع، والعناصر التي تحوز إجماع كافة الدول . وقال إن القمة سوف تناقش أيضا رابطة الجوار الإقليمي، لافتا إلى الصدى الذي أحدثته، والاتجاه العام المرحب بها، باعتبار أن الجوار الإقليمي يشكل فضاء مشتركا يوجد فيه العديد من القضايا والاهتمامات المشتركة والمياه، الهجرة، والأمن الاستقرار . ولفت إلى أهمية القمة الاقتصادية المقرر عقدها في مصر في 19 يناير 2011، وكذلك التحضيرات الجارية للقمة العربية الأمريكية الجانبية في فبراير 2011 . وأشار إلى مبادرة عقد القمة العربية الثقافية في إطار تنشيط العمل العربي المشترك، على أن يشارك في الإعداد لها بها مؤسسات عربية دولية معنية. وأكد على اهتمام الجامعة العربية بفتح آفاق جديدة للتعاون مختلف القوى البازغة والتجمعات الدولية مثل الصين والهند واليابان وروسيا و تركيا.