أعرب عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أمله بأن يدخل العراق بعد انسحاب القوات الأجنبية منه، في مرحلة جديدة لتشكيل حكومته المرتقبة، مشددًا على ضرورة المصالحة ومحذرًا أنه في حال لم تتم فيمكن أن تتسبب في خراب العراق لقرن من الزمان. جاء ذلك قبيل توجه الأمين العام إلى ليبيا اليوم "الأربعاء"، للمشاركة في احتفالات الجماهيرية بثورة الفاتح من سبتمبر، ردًا على سؤال بشأن مدى إسهام انسحاب القوات الأميركية في بناء عراق جديد، حيث أوضح موسى: "أن المساعي لتشكيل الحكومة تتم بشكل نشط، ولذلك فإن الأمل كبير في أن يعبر العراق نحو مرحلة جديدة من تطوره"، مؤكدً على أن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط في حاجة لدولة في ثقل العراق. وحول التنسيق بين الجامعة العربية والجانب العراقي خاصة وأن العراق سيترأس القمة العربية في دورتها المقبلة الثالثة والعشرين، قال موسى "مازال أمامنا المزيد من الوقت للإعداد للقمة العربية المقرر انعقادها ببغداد، لكن ما يجري حاليًا هو التحضير لانعقاد القمة العربية الاستثنائية المرتقبة في مدينة سرت أكتوبر المقبل". لكن موسى عبر عن تطلعه بأن يتجاوز العراق الوضع الاستثنائي الراهن، وقال " إننا نتطلع إلى أن تتطور الأمور تطورًا طيبًا يسمح بما نأمله من انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد" . وحول ما يتردد من اتهامات موجهة للجامعة العربية بالتقصير تجاه العراق، وهل ستكون هناك زيارة قريبة للأمين العام للعراق علق موسى " في الحقيقة أن الكل مقصر تجاه العراق، والمسألة ليست بالزيارات، وأود أن أذكر هنا بأن من اقترح الأولويات السياسية كانت الجامعة العربية بعد المؤتمر الذي عقد عام 2005، وأن المصالحة هي الأساس، لأن الاحتلال في رأيي كان سينسحب في كل الأحوال وإن لم يكن الآن فغد أو بعد سنوات ...أما المصالحة الوطنية فإذا لم تتم فيمكن أن تخرب العراق لقرن من الزمان، ولذلك وضعنا المصالحة كمسألة أساسية من أجل مستقبل العراق" . ولفت إلى أنه حينما تشكل حكومة وحدة وطنية فهذا جزء من الحركة نحو انتقال العراق إلى حالة طبيعية، وبالتالي فإن المصالحة الوطنية ووقف أي شد وجذب على أسس طائفية، أو عقائدية أو جغرافية وغيرها أمر مطلوب، لأنها مسائل لا تشير إلى تقدم فكري. وعبر عن قناعته بأن العراق كبلد عربي نشط ولديه كوادر ولن يسمح لنفسه بالسقوط في هوة الخلافات العقائدية والطائفية لمدة طويلة . وعن التدخل من دول الجوار وخاصة إيران في الشأن العراقي قال موسى " إن أي تدخل في الشؤون الداخلية للعراق أو لأي دولة يكون دائما لغير مصلحة شعبه أو سيادة الدولة نفسها" .