مازالت أحداث 11 سبتمبر تلقى بظلالها على لغة التعامل بين المسلمين وذوى الديانات الأخرى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد أظهر استطلاع للرأى أجراه "منتدى بيو للدين والحياة العامة" أن الأمريكيين يرون أن المسلمين يواجهون التمييز أكثر من أى جماعة دينية أخرىةبالرغم من أن الأمريكيين أصبحوا على دراية بالمسلمين أكثر مما كانوا وقت الحرب (هجمات سبتمبر)، إلا أن مستويات التسامح بين الطرفين أقل الآن مما كان عليه الوضع فى الأشهر التى تلت أحداث 11 سبتمبر. وأوضح الإستطلاع الذى نشرت نتائجه صحيفتا التايم ويو إس توداى الأمريكتين، أن 17% فقط من الأمريكيين لديهم آراء سلبية تجاه المسلمين الأمريكيين، وذلك بعد أن كانت هذه النسبة 24% قبل ثمانية أشهر. وكان هذا التحول لافتاً أكثر بين الجمهوريين المحافظين، الذين كان 41% منهم ينظرون إلى المسلمين بشكل سلبى فى مارس 2001، وانخفض الرقم أكثر من النصف ليصل إلى 19% فى العام الحالى. وفى أعقاب الهجمات الإرهابية، كان الأمريكيون مترددين فى القول بأن الإسلام يشجع على العنف أكثر من الأديان الأخرى، ووافق ربع الأمريكيين فقط على مثل هذا الرأى فى مارس 2002. لكن مع بدء الحرب الأمريكية على العراق بعدها فى 2003، زادت هذه النسبة بشكل كبير ليصبح 44% من الأمريكيين مستعدين لربط الإسلام بالعنف. وفى عام 2007 عبر 45% من الأمريكين عن اعتقادهم بأن الإسلام مرشح لتشجيع العنف أكثر من الديانات الأخرى، لكن تلك النسبة لم تتجاوز 38% هذا العام. حسب هذه الدراسة السنوية، فإن 58% من الأمريكيين يعتقدون أن هناك تمييزاً هائلاً ضد المسلمين، فى حين لم تتجاوز نسبة من يعتقدون بأن اليهود يعانون من تمييز هائل ضدهم 35%. وكشف الاستطلاع أيضا أن معرفة الأمريكيين عن الإسلام تزداد بشكل مستمر، حيث قال 41% من المستطلعة آراؤهم إنهم يعرفون أن اسم الإله باللغة العربية هو "الله" وأن القرآن هو الكتاب الإسلامى المقدس، مقارنة ب33% فقط فى مارس 2002. وأوضحت مجلة التايم أن المسلمين الأمريكيين يواجهون الكثير من العقبات للتعبير عن معتقداتهم الدينية فى أماكن العمل أو الأماكن العامة الأخرى. ففى مدينة فيلادليفيا، قام قسم الشرطة بفصل ضابطة لارتدائها الحجاب، وتطورت هذه الخطوة حتى وصلت إلى قاعة المحكمة. كما أن المشرعين فى ولايتى مينيسوتا وأوكلاهوما اقترحوا قانوناً من شأنه منع السيدات من ارتداء الحجاب فى الصور الخاصة باستخراج رخصة قيادة السيارة. وفى ولا ية أريجون، وافق برلمان الولاية على قانون يمنع المدرسات فى المدارس العامة من ارتداء الزى الدينى ويخشى بعض المسلمين من أن يكونوا مستهدفين بنفس الطريقة وهو الأمر الذى بات يشكل هاجسا عند معظم مسلمى الولاياتالمتحدةالأمريكية.