مصر فيها كأس العالم للشباب الشهر الحالى بعد أسبوع من الأن؟ وسط حالة من التكتم الشديد وعلى استحياء تستضيف مصر كأس العالم للشباب 2009 لكرة القدم وهو ثانى أكبر حدث فى قرة القدم بعد كأس العالم والذى يقام كل 4 سنوات وجارى الأن البحث عن شخص غير معلوم قام بإفشاء السر عن طريق تعليق مجموعة من أعلام الدول المشاركة فى البطولة على كوبرى 6 أكتوبر بفرض تعريف الناس أن فى حاجة فى الطريق هتحصل لكن أمتى وفين الله أعلم و أعتقد أن هذا الشخص سيتم تقديمه للمحاكمة العسكرية بمجرد معرفته باعتبار أنه تساهل وساهم فى تسريب معلومات هامة وسرية. الدباجة السابقة ليست نكتة ولا خفة دم ولكن هى شرح لواقع مؤلم نعيشه فى بلدنا صاحبة التاريخ العظيم, فعندما نالت مصر شرف إستضافة وتنظيم كأس العالم للشباب ألتفت أنظار العالم إلينا بين حاقد على أننا محظوظين بالفوز بتنظيم تلك البطولة والتى تتصارع الدول من أجل الحصول عليها وبين متربص ينتظر ماذا سنفعل فى هذا التنظيم وهل سننجح أم الصفر العظيم حليفنا وبين هذا وذاك دعونا نستعرض ماذا تفعل دول أخرى لا تساوى حى من أحياء القاهرة عندما تنال شرف إستضافة وتنظيم بطولة بحجم كأس العالم والذى تحدد وعرفنا أننا سنقوم بتنظيمه منذ 4 سنوات ودعونا نلقى نظرة سريعة على الحدث وتوابعه ومدى الأستفادة المفترض تحقيقها منه والإلتزمات التى تقع علينا كدولة تجاه هذا الحدث وكيف تتعامل إدارة دولتنا مع المناسبات التى من المفترض أن يسجلها لنا التاريخ الأتحاد الدولى . فى جولة سريعة داخل مصر نجد أن معظم الشعب المصرى المهتم بالكورة أو الغير مهتم لم يسمع من قريب أو بعيد عن موعد إنطلاق البطولة اللهم إلا الفتوى التى طلت علينا أوائل الشهر الكريم والتى تطالب بإفطار اللاعبين فى التدريبات وبعدها انقطعت الأخبار, الشوارع خالية تماما من أى تنوية أو حتى برنامج أو إشارة من قريب أو بعيد بموعد البطولة, تذاكر المباريات حتى الأن لم يتم الأعلان عنها أو عن أماكن البيع بشكل يرتقى إلى أن الناس تذهب لحجز هذه التذاكر,شركات السياحة المصرية لم تعد برامج الترويج المناسبة فى أى دولة من دول العالم والتى تسعى من خلالها الترويج للمزارات السياحية والبرامج الترفيهية التى من المفترض إقامتها على هامش البطولة . الشركة الوطنية للطيران اكتفت فقط بالتنويه فى مجلتها التى تصدر كل شهرين أن مصر تستضيف كأس العالم للشباب ولكن بما لا يتناسب مع الحدث, التجمعات والأسواق التجارية لم ترفع أى منها لافتة واحدة بأن هناك مهرجان وخصومات خاصة على هامش البطولة لانتهاز الفرصة لوجود تجمعات من مختلف جنسيات العالم وبالتالى الترويج للسلع المصرية, المطاعم التى تقدم الأكلات المصرية والعربية لم تتحرك وتعلن عن مهرجان الأكل المصرى وإضافة فقرات الفلكلور المصرى خلال فترة البطولة, وسائل المواصلات لم تضع لافتة واحدة مكتوب عليها حتى ولو بقلم عادى أن مصر فيها بطولة فى الفترة من كذا إلى كذا كل هذا يا سادة لم يحدث ولن يحدث إلا قبل الموعد الذى وضعته الدولة للمفاجأة أو إفشاء السر, والمتابع لأستاد القاهرة وهو الاستاد الرئيسى لدينا يجد أن عملية التطوير والرصف بدأت من حوالى إسبوع و أن القوات المسلحة كالعادة فى صراع مع الزمن للإنتهاء من حديقة كبيرة على مساحة الأرض الخالية مقابل الأستاد على شارع صلاح سالم ولم يبدأ العمل فيها إلا قبل شهرين و أفتتاحها قبل انطلاق البطولة يحتاج إلى معجزة هم قادرون عليها و لكن لماذا كل هذا الضغط العصبى, وسائل الإعلام المسموعة والمرئية و المقروءة لم تطل علينا حتى الأن بالموضوعات والتجهيزات الكافية لمثل هذا الحدث, فى النهاية نجد أنفسنا وكالعادة أمام خليط من الفوضى وسوء تنظيم وعدم استغلال الفرص بشكل يحقق عائد لهذة الدولة ونجد فاتورة طويلة من المصروفات وتخرج ميزانية تنظيم البطولة مديونة وحققنا خسارة ملايين الدولارات والسبب وقتها ان شاء الله يتقدم عضو مجلس شعب يطلب فى المجلس ليطلب المسئول عن الخسارة والحكومة تشكل لجنة للبحث والنهاية معروفة مسبقاً وكالعادة وعلى الجهة الأخرى شوفوا الإمارات عندما نظمت تلك البطولة كم عدد السائحين خلال فترة البطولة و من قبل موعد انطلاق كأس العالم بسنة تقريباً وضعت علامات البطولة على جميع طائرات الخطوط الإماراتية وبدأت الأسواق والمطاعم و الشوارع فى الاستعداد للحدث ورتبت الفنادق الحجوزات وارتفعت أسعار حجز الفنادق وأقيمت المهرجانات ورحلات السفارى وعندما أستضافت الدوحة بطولة على مستوى الخليج فقط قامت الدنيا وعلت المبانى وأبهرنا جميعاً حفل الافتتاح والختام وغيرها الكثير من الدول التى لا يزيد عمرها على خريطة الدول عن عمر عمارة الأموبيليا الشهيرة فى وسط البلد وبعد كل ده كنا زعلانيين لأننا لم نحصل على شرف تنظيم كأس العالم للكبار فى 2010 لا دا احنا نحمد ربنا وبالفعل نستاهل صفر المونديال. [email protected]