- أوقعت بالجاسوس "ماريو" الذي قتل تلاميذ بحر البقر وعشت شهران في رعب - ما قدمه مسلسل حرب الجواسيس غير واقعي و"تحابيش" لزوم الدراما - ذهبت لشراء سيارة في ايطاليا فطلبوا مني العمل جاسوسة - كنت أضع الأوراق في صدري واكتب في الحمام خوفا من كاميرات المراقبة - رؤساء الأحزاب ديكور و"البرادعي" ملوش حاجة في مصر لم يكن رأفت الهجان وجمعة الشوان والثعلب وغيرهم هم كل الوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من اجل الدفاع عن مصر وتحالفوا مع «الموساد» للحصول على معلومات فى حرب الجواسيس بين مصر وإسرائيل ولولا شجاعة هؤلاء الأبطال لما استطاعت مصر تحرير الارض ومن هؤلاء الصحفية ليلي عبد السلام بطلة مسلسل «حرب الجواسيس» الحقيقية، "مصر الجديدة "التقت بها وكان هذا الحوار: * من هي ليلى عبد السلام ؟ = مواطنة مصرية – 70 - تخرجت في جامعة القاهرة عام 1966 كلية الآداب قسم فلسفة وعلم النفس، بدأت العمل في الصحافة فور تخرجي في مؤسسة دار الهلال أولاً، ثم الأهرام، ومؤخرا بجريدة الأحرار، الحالة الاجتماعية آنسة ولم أتزوج من قبل أو بعد. ما هو دور الأحزاب حاليا فى مصر خاصه وان لك تجربه حزبيه وصراع حول رئاسه حزب الاحرار ؟ = رؤساء الأحزاب "ديكور" تستخدمهم الدولة لتنفيذ سياستها وتعرف ونزاعي على رئاسه حزب الاحرار يرجع لان الرئيس الحالي لا يعرف شئ فى السياسة وكان موظف فى الحزب، و كسبت القضية وحصلت على حكم بعزله ولكن الدوله رجعته تاني هل ترى أن الحركات السياسيه المناهضة للحكم حاليا كحركه كفاية والجمعية الوطنية ستؤدى الى التغيير ؟ = البرادعى مالوش حاجه فى مصر وكل من حوله يهدف لتحقيق مصالح شخصية. إذا أنت مع سياسة الحزب الوطني وترشيح مبارك لفترة رئاسه أخرى ؟ = نعم مش هو الحاكم والمسئول عن الانتخابات لأنه "خبرة " وسيبك فى إننا نختلف مع سياسه الفساد لأنه موجود، ومصيبتنا في مصر انه إذا كانت هناك مصيبه فإننا نلجأ الى الرئيس لحلها وهذا لا يصلح لان البلد مشاكلها كثيرة والحكومة موجودة لحل هذة الأزمات. إذا المشكله فى الحكومه ام في الحاكم ام الشعب ؟ = الشعب غلبان ومكسور الجناح وليس له فى حاجه ولكن يجب أن يكون هناك تغير فى الحكومه والنظام. كيف بدأت قصتك مع الجاسوسية؟ = بدأت في أوائل السبعينيات وقبيل حرب أكتوبر وكنت أريد السفر إلي إيطاليا بعد تخرجي من الجامعة لشراء سيارة موديل «1100 أر» ودلني شخص علي آخر يستطيع إنهاء إجراءات سفري وعندما سافرت لإيطاليا فوجئت أن هذا الشخص ويدعي محمد فهمي إبراهيم وشهرته «ماريو» مصري الجنسية من الإسكندرية، ويبدو لأول وهلة رجلاً وقوراً، وساعدني في العثور على الفندق، وفي اليوم الثاني دعاني على الغداء، وجلسنا أمام جهاز تكييف، وكان موجهاً نحوي بشكل مزعج، وبالقرب منا جلس شخصان أجنبيان على طاولة أخرى، وبلا مناسبة عرضا علينا الجلوس معهما، وقبل ماريو فوراً، وتبعته باعتباري ضيفته، واكتشفت فيما بعد أن هذه الحركة مقصودة، وعرض عليَّ مساعدتي في شراء "السيارة" وبالفعل أخذني لمعرض سيارات و"اتفرجت" على عدة سيارات، ثم تكررت اللقاءات ولفت نظري أن ماريو، والذي من المفترض أنه لا يعرف الشخصين الأجنبيين كانت علاقته بهما تبدو وطيدة، ولا أعرف لماذا شككت في الموضوع، خاصة بعدما تحدث معي ماريو في العمل في وكالة صحفية، وطلب مني عدة موضوعات صحفية غريبة، ويفهم منها للوهلة الأولى أنها معلومات عسكرية تمس عمق البلد، وتكشف تفاصيل الأسرار العسكرية والاقتصادية لمصر، وعرض عليَّ أموالاً كثيرة، لم أكن أصدق الأرقام المالية التي قدمها لي، وهو ما زاد من شكوكي لماذا بدأت شكوك تزداد اتجاههم ؟ =هذا يرجع إلي طبيعتي التي تميل للحرص لأن عملية التعارف كانت غريبة ومثيرة للشكوك، ولبي «ماريو» طلبهم وذهبنا للجلوس معهم أنا وهو وبعض الأصدقاء القادمين من مصر. كيف بدأت محاولات تجنيدك وكيف استطيعتى اكتشاف ذلك؟ = حدث بعد ذلك أن دعوني علي العشاء في مطعم آخر، وبدأت أشك في «ماريو» فهل تعامل معهم وبينه وبينهم ود وسابق معرفة أم أنه متشكك فيهم مثلي، وبعد تناول العشاء شاهدت أحد «العملاء» يتحدث مع «ماريو» وذلك بعد أن تعمدت عدم النزول معهم ونظرت من فوق السلالم ورأيت عميل الموساد و«ماريو» يتهامسان بكلام لا أسمعه وكأنهما أصدقاء وطريقة الكلام أثارت شكوكي وعرفت أنها خطة للايقاع بي، ولكنني تجاهلت ذلك أيضا وفوجئت بأن «ماريو» استأذن لقضاء أمر مهم ليتركني معهم ليتحدثوا معي فهم لا يريدون إشعاري بأي شيء. وماذا طلبوا منك تحديدا؟ = أشياء غريبة بالنسبة إلي سني وخبرتي فقد طلبوا أن أبحث لهم عن مواقع تصلح لاقامة مشاريع استثمارية وأنهم سيغدقون علي ملايين الدولارات في حالة مساعدتهم وإمدادهم بمعلومات حول هذه المواقع.. ولكن «تربيتي» جعلت خبرتي قليلة لم أفهم المطلوب تحديداً وماذا يريدون برغم شكي فيهم، ولم أنطق بكلمة وهم يتحدثون معي وتظاهرت بأنني «فاهمة» هم «عايزين إيه» ثم عدت إلي غرفتي بالفندق وكتبت كل ما حدث معي، وكنت أشعر أنني تحت المراقبة حتي في غرفتي لدرجة وصلت إلي أنني بدأت أفتش الغرفة بحثا عن كاميرات مراقبة.. وكل ورقة أكتبها كنت أضعها في «صدري» كي لايطلعوا عليها إن كانوا يراقبونني. لماذا لم تلجائى الى السفارة المصرية فى ايطاليا ؟ = نعم هذا أول شيء قمت به حيث توجهت إلي السفارة المصرية وطلبت مقابلة القنصل ورويت له كل ما حدث وقلت له إنني أشك فيهم لكنني أريد تأمين نفسي واثبات واقعة حدثت طلب مني مجاراتهم في حين سيتخذ هو اللازم. وما الذي حدث بعد ذلك؟ = جاءني أحدهم ونزلنا إلي أحد المعارض الكبري في إيطاليا بحجة اصطحابي وتعريفي علي معالم البلد وهم كانوا كثير لكن لا تري اثنين منهم في وقت واحد.. فعميل يسلمك لعميل، دون أن يظل معك أكثرمن يوم لهم وأخذوا يغرونني بحصولي علي عمولات كبيرة دون جدوي. كم استغرق وجودك في إيطاليا؟ 15 يوماً اشتريت السيارة التي سافرت من أجلها ثم عدت للقاهرة. وماذا وجدت في القاهرة؟ عندما عدت لمنزلي فوجئت بأن أحد ضباط المخابرات المصرية سأل علّي، طبعا تضايقت وشعرت بأن أهلي سوف يتأثرون بذلك وانتابني الخوف الشديد، وذهبت إليهم مثلما طلبوا وجلسوا يحققون معي عن طبيعة بلاغي في إيطاليا للقنصل هناك ورويت كل ما حدث. وماهى الخطوات التى تم اتخذها من قبل المخابرات لايقاع بشبكه الجاسوسيه؟ تم التنسيق بيننا وأعطوني مستندات بها أسرار خطيرة تمس الأمن القومي هم يعرفون أنهم بحاجة إليهم لكنها أسرار للايقاع بالعملاء وعرفت أن «ماريو» جاسوس لإسرائيل في مصر يجند العملاء لصالح الموساد وكانت الخطة للإيقاع به، طلب «ماريو» المقابلة ومعلومات وبالفعل طلبوا مني إعطاءه ميعاداً في أحد الكازينوهات المطلة علي النيل وتقابلنا ولم يحضر معه أحد وجلسنا في إحدي الترابيزات المحددة والتي تم تجهيزها لعملية تسجيل ما يدور بيننا بجانب إنهم زودوني بأجهزة تسجيل وضعتها داخل طيات ملابسي وبعد أن تقابلنا وجلسنا كان ضباط المخابرات يملأون المكان لكن لم يشعر بهم أحد ورأيت أحد الاشخاص بصحبة أسرته وأولاده يقوم بتصوير الأولاد والأسرة وأتضح بعد ذلك أنه أحد ضباط المخابرات لتكون القضية صوت وصورة، وبالفعل ألقوا القبض عليه بعد أن سلمته الأوراق والمعلومات التي يريدها. وماذا حدث بعد القبض عليه؟ فيما أذكرأن المحكمة العسكرية أشادت بي لأنني أبلغت علي الفور وأظن أن «ماريو» تم التحقيق معه بعد القبض عليه وأحيل للمحاكمة وحكم عليه بالمؤبد بتهمة الجاسوسية والتخابر لصالح دولة أجنبية. ماهي المدة التي استغرقتها هذه العملية ؟ = شهران قضيتهما في رعب، وكنت عندما أريد أن أكتب شيئاً للمخابرات المصرية، أكتبه في الحمام "وأكون مرعوبة إنهم يكونوا مركبين لي كاميرات". ولكن ألم يكن هناك شفرات وحبر سري وغموض وتلك التفاصيل التي رأيناها في المسلسل ويتم التعامل معها في عالم الجواسيس ؟ = إطلاقاً، خاصة أن إمكانيات المخابرات في ذلك الوقت كانت ضعيفة جداً، ولم تستغرق طويلاً، وعلى فكرة المبادرة كانت مني وأنا قمت بإبلاغ السفارة بمجرد الشك، ولم يجندني أحد، وكان ماريو من أخطر الجواسيس، وكان هو السبب في ضرب بحر البقر وعمليات أخرى لصالح الموساد. مسلسل حرب الجواسيس هل يمثل قصتك الحقيقية؟ = يمثل جزءاً من قصتي الحقيقية والتغيير في أحداث المسلسل من أجل الاثارة والتشويق وجذب المشاهدين. ولكن في المسلسل كانت هناك علاقة عاطفية بين سامية فهمي والجاسوس نبيل؟ = كما قلت المسلسل يختلف عن الحقيقة ولا بد أن نفرق بين العمل الدرامي والواقع، فصناع المسلسل قدموا عملاً فنياً به كل "التحابيش" الدرامية التي تجعله جذاباً، والحقيقة نجحوا في ذلك تماماً، أما الحقيقة التي عشتها فقد كانت بالتأكيد مختلفة، فماريو، الجاسوس الحقيقي ، كانت مهمته صيد الجواسيس وتجنيدهم للعمل مع الموساد، وكان رجلاً كبيراً في السن يبلغ خمسين عاماً، وأنا كنت صغيرة جداً، ولم يمض على عملي كصحفية أكثر من عام، وقابلته صدفة في إيطاليا، ولم تكن بيننا أية علاقة عاطفية. بعد حرب أكتوبر هل اتصل بك الرئيس السادات؟ = مفيش حد عبرني لأن مصر بتنسي كتير، ولم أحصل على أي مقابل من الموساد، ولم أقبل منهم أي أموال، وكان من الممكن أن أحصل على الملايين من وراء ذلك، ولكني رفضت وأبلغت عنهم فوراً، أما المخابرات المصرية فكل ما حصلت عليه منهم ملاليم - ألم تحصلي على أي تكريم من قبل الدولة ؟ = إطلاقاً، ولم أسعَ للإعلان عن نفسي، واعتبرت أنني أديت واجبي نحو بلدي وكفى، ورغم أني أُصبت مؤخراً ب "السرطان" لكني لم أطلب من الدولة أن تعالجني، والحمد لله أنا أصلا بنت ناس ومستورة من الأول . - هل كنتٍ موافقة على معاهدة كامب ديفيد أم كنتِ من المعارضين لهذه الاتفاقية ؟ = لست ضد السلام مع إسرائيل بشرط أن تلتزم إسرائيل بهذه الاتفاقيات، و"كفاية حروب وخراب"، ونحن نحتاج إلى السلام، فهل من المعقول أن نعيش طوال العمر في حروب.