قررت النيابة العامة بإشراف المستشار ياسر رفاعي المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية حبس محمود صلاح محمود أمين شرطة وعوض إسماعيل سليمان رقيب شرطة من أفراد قوة شرطة قسم سيدي جابر بالإسكندرية لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهما تهم القبض على شخص بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا وذلك في واقعة وفاة الشاب خالد سعيد. وأكدت التحقيقات التي باشرها رئيس نيابة استئناف الإسكندرية أحمد عمر أن أمين ورقيب الشرطة ألقيا القبض على الشاب خالد ( 28 عاما ) أثناء جلوسه في مقهى انترنت وكان بحيازته لفافة لمخدر البانجو فقام بابتلاعها ليتعرض لاسفكسيا الاختناق ويلفظ أنفاسه، كما تبين من التحقيقات أن أمين ورقيب الشرطة قاما بالاعتداء عليه بالضرب واستعملا القسوة معه أثناء اقتياده لديوان القسم واتهمت أسرته رقيب وأمين الشرطة بالتسبب في وفاته. وأعلن الطب الشرعي اليوم الأربعاء أن التقرير النهائي لتشريح جثمان خالد سعيد انتهى إلى أن وفاته نتجت عن ابتلاع لفافة بلاستيكية تحوي نباتا مخدرا من نوع الماريجوانا لكنه لم يستبعد احتمال ان تكون اللفافة انزلقت الى مجرى التنفس نتيجة للضرب المتكرر على الرأس. وقال رئيس مصلحة الطب الشرعي الطبيب احمد السباعي إن "التقرير النهائي لتشريح جثة خالد سعيد انتهى إلى أن سبب الوفاة يرجع إلى إسفكسيا الاختناق وانسداد المسالك الهوائية بلفافة بلاستيكية تحوي نباتا مخدرا". وأضاف انه "من الممكن أن تنزلق اللفافة إلى مجرى التنفس من خلال الضرب المتكرر على الرأس"، مشيرا إلى أن "الإصابات بوجه المتوفي نتجت عن التعرض للضرب بالأيدي والاصطدام بجسم صلب كالأرض أو الحائط". وقال ان "إصابات الوجه من الإصابات الردية التي لا تؤدي إلى الوفاة". كان خالد محمد سعيد (29 عاما) تحول إلى رمز لعنف قوى الأمن تجاه المدافعين عن حقوق الإنسان المصريين، وذلك بفضل الانترنت على الأخص. وإمام حركة الاحتجاجات القوية، طلب النائب العام استكمالا للتحقيق ثم إعادة تشريح للجثة تحت إشراف ثلاثة أطباء شرعيين مستقلين. وأفاد شهود أن الشاب اقتيد خارج مقهى للانترنت في الإسكندرية بعد رفضه الخضوع لتفتيش عناصر شرطة مدنيين، ثم تعرض للضرب المبرح في الشارع. وأكد مركز النديم لحقوق الإنسان انهم "جروه بالقوة إلى خارج المقهى حيث ضرب في الشارع حتى الموت". ووصف بعض الجيران خالد محمد سعيد بأنه "شاب عادي" يمضى أغلبية وقته في الاستماع إلى الموسيقى وتصفح الانترنت. ودعت منظمة العفو الدولية إلى "تحقيق فوري ومستقل" حول مقتل خالد "عندما كان في عهدة القوات الأمنية". وقاد المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، تظاهرة ضمت عدة آلاف في الإسكندرية يوم الجمعة الماضي احتجاجا على التعذيب بعد أن قام بزيارة أسرة خالد سعيد وقدم لها العزاء.