استأنفت اليوم "الأربعاء"، بمقر الجامعة العربية، اجتماعات الدورة الثالثة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب، والتي شهدت في جلستها الأولى الافتتاحية مساء الثلاثاء، جدلاً واسعًا حول مصير مشروع مفوضية الإعلام العربي الذي اقترحه الأمين العام للجامعة العربية، حيث شدد موسى أمام الاجتماع على ضرورة تفعيل مشروع المفوضية من أجل تطوير العمل الإعلامي العربي المشترك وإنشاء آليات تتضمن هذا التطوير. وقد شهدت اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب نقاشًا مطولا حول المفوضية خاصة من قبل وفود سوريا والسودان وقطر والكويت، وقال عبد الله المنصور رئيس وفد الكويت أن إنشاء المفوضية العليا للإعلام يتعارض مع القمة الخماسية التي ستعقد في ليبيا نهاية الشهر الجاري والتي ستناقش تفعيل العمل العربي المشترك ومن بينها تطوير الجامعة العربية وجزء أساسي من التطوير إنشاء المفوضيات، وبالتالي من الصعب استباق إنشاء المفوضية قبل تطوير الجامعة العربية خاصة وأن بها قطاعا للإعلام، وبالتالي قد لا يحتاج الأمر إضافة هيئة جديدة، كما أن الإصرار على إنشائها ينسف رأي الخبراء الإعلاميين والقانونيين الذين خرجوا بنتيجة وهي عدم جدوى المفوضية وعدم الحاجة إليها وبالتالي قد تكون تكرارًا لمؤسسات إعلامية موجودة بالفعل . كما قال ممثل سوريا محمد رزوق معاون وكيل وزارة الإعلام ان بلاده لا تعترض على فكرة المفوضية وانما المشروع المطروح بصددها للنقاش، حيث يتضمن نقصا كبيرا وهناك العديد من التساؤلات حوله مازالت تبحث عن إجابات مقنعة حول مدى أهمية المفوضية وما الجديد الذي ستقدمه ،مطالبا بمزيد من الوقت لدراسة المشروع وتفاصيله . كما أشار عبد الدافع الخطيب وكيل وزارة الإعلام السوداني إلى أن التوصية بشأن مفوضية الإعلام العربي التي تقضي بعدم الحاجة اليها مازالت لا تفي بالغرض، معربًا عن أمله في إعادة المشروع مرة أخرى إلى اللجنة الفنية بهدف مزيد من النقاش او إيجاد بدائل أخرى لها على أن يرفع ذلك أمام الاجتماع الاستثنائي لوزراء الإعلام العرب في نوفمبر المقبل . من جانبه انتقد حسن اللوزي وزير الإعلام اليمني بعض وسائل الإعلام العربية التي تدعم التوجهات الانفصالية والطائفية في الدول العربية ومنها بلاده. وقال :إنه مما يثير الاشمئزاز أن وسائل إعلام عربية تمارس تضليلا فجًا ضد الأنظمة الشرعية العربية، وضد الوحدة في اليمن، وتروج للخروج عن الوحدة والقانون، واصفًا هذه الممارسات بأنها عمل شيطاني يستغل الحرية الإعلامية لما لم تخلق له بل ليعطى صورة مشوهة عن الوضع العربي. وقال إن هناك قنوات فضائية معادية للدول العربية، لافتًا إلى أن الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي في انحدار رهيب . وأضاف أنه في مرحلة يتحدث فيها العالم عن حوار الحضارات والشراكة بين الأمم، تظهر أمتنا بهذا المظهر الطائفي، يتبجح فيه المأجور والإنقساوي والمتخلف. وقال إن هذه الممارسات الإعلامية تتوازى مع كمائن تاريخية، جاهزة تستجيب لكل من يشعل الفتيل، بسبب هيمنة التخلف والجهل المطلق، وغياب فهم الحقيقة العربية الإسلامية التي تؤكد أهمية التسامح والوحدة . وطالب بالخروج بموقف واحد من قواعد العمل الإعلامي العربي لترشيد العمل الإعلامي والابتعاد به عن صب زيت على النار وأن تعمل وسائل الإعلام على الوصول بالأمة العربية نحو عصر الأمة والوحدة وتمكين المرأة وإغلاق أبواب التناحر، وهو أيسر ما يمكن تحقيقه إذا تحمل الإعلام العربي مسئولياته . وأشار إلى أن الأمة العربية تتحمل المسئولية الكاملة لمواجهة هذا الخطر بما يحمله من مخاطر الاستئصال ، خاصة بعد أن تم خلط الأفكار، مشددًا على أنه لا يجوز الربط بين حرية الرأي والتعبير بترويج الانقسامات، وتشجيع الخروج عن القانون، والتوجهات الانفصالية. وقال وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي إن الإعلام العربي يجب أن يبشر بالوحدة العربية وإتحاد الدول العربية ، مشيرا إلى أنه اليمن طرح مبادرة لتأسيس إتحاد الدول العربية لتطوير منظومة العمل العربي المشترك ولابد أن تحظى بالاهتمام الكافي.