نبهنا في تقريرنا وتحليلنا الأخير للسوق أن مؤشرات السوق بدعم من تلاعبات أوراسكوم تليكوم وتناقص السيولة تتجه إلى التراجع والهبوط. فعلى مستوى EGX30 عاد المؤشر ليهبط هبوطاً عنيفاً ليفقد في جلسة واحدة 192 نقطة وهو ما يُمثل 3% من قيمته تقريباً ... هذا الهبوط التهم ما حققه المؤشر من ارتفاع خلال الجلسات الثلاث الماضية مُجتمعة تقريباً وأعاده إلى ما دون 6500 الخط الهام الذي أكدنا أنه لم يتم اختراقه صعوداً بعد, بذلك يكون قد عاد المؤشر لمنطقته العرضية التي نوهنا لها بين 6200 و 6500 مرة أخرى حتى يتحضر أوراسكوم تليكوم لارتداد آخر ولعبة أخرى. أوراسكوم تليكوم الذي نبهنا مرات عديدة لطريقة تحركه وتأثيره السىء والسلبي على السوق بأكمله استمر خلال الجلسات الأخيرة في التحمس صعوداً مع ترك فجوة دعمها عند 5.37 .. هذه الفجوة والتي لابد من تغطيتها بالهبوط إلى المُربع صفر تم تغطيتها اليوم بل وزاد عليها السهم ليُغلق عند أقل سعر له أثناء الجلسة عند 5.27 وهو ما يدفعه لاختبار 5.23 على الأقل مرة أخرى. على مستوى مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 أيضاً عجز عن تأكيد اختراقه لخط 550 بعد أن فقد اليوم 11.91 نقطة ليعاود الهبوط إلى ما دون ال550 التي تجاوزها بعد عناء وأغلق عند 546 .. هذا التراجع يؤهل المؤشر لإعادة اختبار خط 538 مرة أخرى على الأقل ... وبالتأكيد تكرار التلاعب وضيق منطقة تحرك المؤشر والسوق بشكل عام يلتهم البقية الباقية من الأمان المتوفر في البورصة وأسهمها التي لم يستطع أغلبها الاستفادة من التحسن المُزيف ليهبط اليوم ويفقد نسبة واضحة من قيمته وكأنه زاد على هبوطه هبوطاً. على مستوى قيمة تداول السوق فقد تهاوت اليوم إلى ما دون ال500 مليون جنيه ليُغلق السوق عند 484 مليون جنيه فقط ... ورغم أن تراجع قيمة التداول بالتزامن مع الهبوط إشارة إيجابية إلا أني أرى أن تراجع قيمة التداول في هذا السوق وفي هذه الظروف هو تراجع الثقة في البورصة ككيان اقتصادي بعد أن تُرك فريسة للمتلاعبين مع تخاذل واضح من إدارة البورصة بل والمساهمة في كثير من الأحيان في تعميق هذه الحالة بالقفز على رقاب المستثمرين لتخويفهم كلما نعم السوق ببعض الاستقرار. أخيراً وفيما يخص أسهم خارج المقصورة فبعد أن حاولت تجميع أنفسها وبناء قواعد للتحرك والارتداد جاء ضعف السوق ليُساهم في دفعها أسفل دعومها خاصة مع اقتراب تنفيذ القواعد الجديدة لهذا السوق المُستهدف من إدارة البورصة. أيضاً ظهر الضعف على تعاملات هذا السوق بشكل واضح حيث لم يتجاوز مجموع قيمة تداول جميع أسهمه ال6 مليون جنيه فقط وهي قيمة غاية في التدني وهو ما استهدفته إدارة البورصة طوال العامين السابقين.