أكد الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إن مصر تدفع ثمن اتجاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الشرق واهتمامه بالقومية العربية على حساب دول حوض النيل وأفريقيا، وقال: بالرغم من قيادة عبد الناصر لحركة تنويرية كبيرة فى القارة الأفريقية، وإيمانه بأنها كيان واحد، إلا أنه ارتكب أخطاء لا يمكننى أن أغفر له. وقال الدكتور مصطفى الفقي في مؤتمر تفاعل الثقافات الأفريقية فى عصر العولمة، والمنعقد بالمجلس الأعلى للثقافة فى الفترة من 10 وحتى 13 من الشهر الجارى، وأدار الجلسة المفكر الماركسى سمير أمين: هناك صلة وثيقة بين الثقافة والهوية، وهو ما يمثل صراعا الحضارات التي انتشر مؤخرا في العالم وأصبحت كل بلد وكل أتباع دين يبحثون لأنفسهم عن مرجعية ثقافية، مشيرا إلى أننا كمصريين ننتمى لمصر وربما كان اتجاه عبد الناصر إلى دول اسيا والاهتمام بالقومية العربية جلعنا ندفع الثمن غاليا الآن، فنحن ندفع ثمن ما يحدت فى دارفور وجنوب السودان، الذي سينفصل شئنا أم أبينا بسبب الصراع. وطالب الفقي بالعودة إلى التفاعل مع دول حوض النيل مرة أخرى لأنها تمثل الأمن القومي الحقيقي لمصر، مشيرا إلى أن دول أفريقيا الشمالية التي هي دول عربية تركت مصر بعد معاهدة كامب ديفيد، في حين لم تبتعد عنا دول الجنوب. وفيما أشار الباحث الدكتور عبده الشريف إلى أنه العولمة الحديثة قائمة على التسوية السريعة للحدود بين الاقتصادات والثقافات المختلفة، وفي القديم كان العالم الكونى للمحيط الهندى قبل مجىء الأوروبيين يقوم على التحاور بين الحضارات المختلفة والتى كان من سمتها احترام الحوار مع الآخر،وقد كانت التجارة تنتعش عندما يكون هناك اختلاف بين مناطق الموارد والثقافات، وأضاف: وعلى الرغم من العمليات الاجتماعية طويلة المدى من الاستيعاب والتكامل، فقد كانت هناك سمة بارزة وهى التسامح الدينى، الذي تميزت به منقطة المحيط الهندى. وقال الباحث الموزامبيقي سوزينهو فرانشيسكو إن "معركة الثقافات هي السمة البارزة في المشهد الثقافي الافريقي جنوب الصحراء" نظرا لوجود بقايا من ثقافات تعد من ميراث الاستعمار وتداخل اللغات المحلية مع لغات المستعمر السابق ومنها الانجليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية "التي ظلت هي اللغات الرسمية رغم اقتصار متحدثيها على أقلية نخبوية حضرية" وهذا أحد المشكلات التي تجعل "الزواج عسيرا" بين ثقافتين في الدولة الواحدة كما تؤثر سلبا على عملية بناء الدولة. يذكر أن المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 50 باحثا يناقش على مدى أربعة أيام في الفترة من 10 إلى 13 مايو- قضايا منها (العولمة والثقافات الافريقية) و(افريقيا أصل الحضارة) و(الثقافة والهوية) و(الدين والهوية.. دروس التاريخ المنسية) و(مأزق شعوب افريقيا بين ثقافتهم المحلية والثقافات الوافدة) و(الاديان وتفاعلها مع المجتمع في افريقيا) و(الحكاية الشعبية ودورها في عملية الضبط الاجتماعي بافريقيا) و(الثقافة الشعبية ودورها في تلاقي الثقافات).