حققت صناعة صيد الاسماك اليابانية نصراً كبيراً مؤخراً حين أقنعت دولاً أخرى بالاعتراض على حظر الاتجار في تونا الأطلسي ذات الزعنفة الزرقاء، وتحظى هذه السمكة في اليابان بشعبية كبيرة لدرجة أنها تسمى التونا الحقيقية. غير أن المدافعين عن ثقافة أكل السمك في اليابان يواجهون مشكلة أكبر وهي أن الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب لا تحب أكل السمك رغم ميلها الى صيده وذلك بسبب رائحته وصعوبة نزع أشواكه. وعلى الرغم من النزاعات العالمية الناشئة من شهرة اليابان بأنها أمة شرهة لأكل السمك إلا أن اليابان تشهد جدلاً صاخباً معاكساً لذلك تماماً إذ يتراجع استهلاك السمك ومتوسط ما يأكله الفرد الواحد في اليابان عما يأكل من اللحم للمرة الأولى عام 2006. كما هبط إنفاق الأسرة على المأكولات البحرية 23 في المئة منذ عام 2000 الى 74 دولاراً في الشهر العام الماضي. لذا يلجأ التقليديون اليابانيون الى طرق عجيبة للحفاظ على ثقافة أكل السمك. وراح مغنو الروك يرتدون ملابس الصيادين ويرددون أناشيد المخلوقات البحرية في كبرى متاجر الأغذية، وراحت جمعيات ترويج السمك تصطحب التلاميذ الى الشواطئ وأسواق السمك وتصدر للكبار شهادات رعاية السمك. وذهبت جهات أخرى الى إزالة المشقة من أكل السمك من خلال تقديم قطع سمك منزوعة الشوك. وحذرت الحكومة اليابانية من عواقب عزوف الأطفال عن أكل السمك، مشيرة الى احتواء السمك السمين على عناصر شديدة الأهمية لتنمية ذكاء الطفل، كما يخشى البعض من فقدان الطفل مهارة استخدام عودي تناول الطعام إن لم يتعلم طريقة نزع الشوك من السمك. وهناك مجموعة تجارية يابانية لجأت الى فرقة موسيقى الروك تسمى جيوكو أو ميناء صيد السمك لإعادة السمك الى طاولة الطعام اليابانية. وفي الحفلات الموسيقية يسير موريتا مغني الفرقة ورئيسها على المسرح مرتدياً رأس تونة ثم يقطعها بعد ذلك الى قطع صغيرة بينما يحرك سكين صياد سمك لامع.