قال رئيس قرغيزستان كرمان بك باقييف انه لن يستقيل وان أي محاولة لقتله "ستغرق قرغيزستان في حمام دم". وأضاف متحدثا داخل خيمة في منطقة غير معلومة في مسقط رأسه جلال أباد أنه مستعد لاجراء محادثات مع الحكومة المؤقتة التي نصبت نفسها ولكنه لم يعترف بشرعيتها. ودعا قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الى ضمان احلال السلام في البلاد بعد الاطاحة بحكومته ونفى أنه أعطى أوامر لقواته باطلاق النيران على المحتجين في العاصمة بشكك في السابع من ابريل نيسان وكانت روزا أوتونباييفا زعيمة المعارضة التي تتولى السلطة حاليا في قرغيزيا، عرضت على الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف ممرا آمنا للخروج من البلاد.وكشفت رئيسة الدولة المؤقتة ان خزينة البلاد مفلسة تماما، واتهمت سلفها بتخريب الاقتصاد وتعيين أبنائه في مناصب حكومية وبيع الصناعات الاستراتيجية في البلاد بجزء يسير من قيمتها الفعلية ووجهت أوتونباييفا اتهامات إلى أنصار باكييف بالتحريض على رد فعل عنيف على حركة التمرد الشعبي التي أطاحت الأربعاء بحكومة قرغيزيا. وقالت أوتونباييفا التي لم تعترف بحكومتها الانتقالية سوى روسيا حتى الآن، قالت إن القيادة الجديدة تسيطر على القوات المسلحة وستفعل كل ما هو ممكن لمنع اندلاع حرب أهلية. في هذا الوقت، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها بدأت تسريع عمليات نقل الاحتياجات الطبية المتزايدة إلى قرغيزيا بعد المواجهات الدامية التي شهدتها العاصمة بيشكيك بين قوات الأمن وأنصار المعارضة التي استولت على السلطة. وأكدت وكالات الإغاثة الدولية مقتل العشرات وإصابة المئات في اشتباكات بيشكيك على مدار اليومين الماضيين. وأوضح المتحدث باسم لجنة الصليب الأحمر سايمون شورنو أن 35 من أفراد هيئته بينهم 11 أجنبيا يعملون حاليا في بشكيك وقد شهدوا المواجهات الأخيرة. تابعت صحيفة الجارديان البريطانية تداعيات الاحداث في قيرغستان حيث اطاحت الثورة بحكم كرمان بيك باكييف، وإن أصر على التمسك بتلابيب السلطة ورفض التنحي. ويروي لوك هاردينغ مراسل الجارديان في العاصمة القرغيزية بشكيك كيف أن رئيسة الحكومة المؤقتة في البلاد قد كشفت في حديث للصحيفة إفلاس بلادها فعليا، حيث لم يتبق في خزينتها بعدالأربعاء الدامي سوى 80 مليون دولار فقط كما قالت. ويقول هاردينغ في مقاله إن روزا أوتونباييفا قد ناشدت المجتمع الدولي تقديم المساعدة العاجلة حتى تتمكن الدولة المدقعة في الفقر من دفع المستحقات عليها. وينقل عن الرئيسة المؤقتة قولها "غدا علينا دفع المعاشات للمتقاعدين، وهذه مشكلة خطيرة حقا". واتهمت روزا أوتونباييفا سلفها بتخريب الاقتصاد وتعيين أبنائه في مناصب حكومية وبيع الصناعات الاستراتيجية في البلاد بجزء يسير من قيمتها الفعلية. وضربت الرئيسة حسب الصحيفة مثلا بييع شركة الهواتف الرئيسية في البلاد "لشركة أجنبية في جزر كناري مملوكة لأحد اصدقاء ابن الرئيس ماكسيم". يذكر أن الرئيس بيكاييف قد جاء إلى الحكم بعد ثورة مماثلة للثورة التي أطاحت به، وتعرف باسم ثورة السوسن. وتقول الصحيفة إن أوتونباييفا قد اكدت التزامها بالتعهدات الحالية للبلاد، ومنها السماح للأمريكيين بمواصلة استخدام قاعدة "ماناس" بالقرب من العاصمة، وهي حيوية كخط إمدادات للقوات الأمريكية من وإلى أفغانستان المجاورة . إلا أن الرئيسة ألمحت للصحيفة أنها ترى في روسيا أهم حليف استراتيجي لبلادها، وأشارت إلى إرسالها نائبها الماظبيك أتامباييف إلى روسيا للقاء رئيس وزرائها فلاديمير بوتين "الذي كان حريصا جدا على الاطلاع على ما كان يجري في قرغيزستان وما إذا كنا نسيطر على الجنوب"، ولبحث المعونة الاقتصادية. يذكر أن الجنوب يعتبر مؤيدا للرئيس السابق حيث لجأ إليه خوفا على حياته كما قال.
وأنكرت الرئيسة للصحيفة أن يكون لروسيا ضلع في الأحداث التي أطاحت بالرئيس "فقد التقيت بالسفير الروسي قبل أسبوعين أو ثلاثة، لكنني التقيت أيضا بسفراء الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، كما قالت. واشارت الصحيفة إلى أن حكومة قرغيزستان الانتقالية تتلقى المشورة من منظمة السلم والتعاون في أوروبا حول وضع دستور جديد للبلاد، وأنها تقرر إجراء انتخابات جديدة خلال ستة اشهر وقد تستبد النظام الرئاسي القديم بديمقراطية برلمانية على النمط الأوروبي. ويشير التقرير إلى أن رئيسة الحكومة الانتقالية قد عملت كوزيرة خارجية للرئيس المخلوع قبل أن تستقيل استياء. واختتمت الصحيفة تقريرها بقول أوتونباييفا "لقد تلقينا درسا حزينا في تعلم الديمقراطية، فما لم يحترم الناس، وإذا ما تم قهرهم فإنهم سينفجرون يوما ما، وسينتفضون، وللأسف فقد رأيت ذلك بأم عيني وللمرة الثانية".