د: يوسف ابراهيم مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الاسلامى أكد الدكتور يوسف إبراهيم مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر أن الوقف المؤقت يحل كثيرًا من مشكلات الأمة ويساعد علي نهضتها في ظل تعسر الوقف المؤبد. وأشار في دراسة هامة إلى أهمية الوقف المؤقت الذي أغفلته الأمة الآن رغم أنه الأكثر مواكبة لظروفها المعاصرة وكثرة الصور التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذا الوقف المؤقت. وقال: إن الوقف قربة من القربات في الإسلام الذي ينطلق من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له"، وقد أدرك المسلمون فضل الوقف وثوابه فأقبلوا عليه وتسابقوا فيه حتى ليروي أنه لم يكن أحد من الصحابة ذا مقدرة إلا حبس"- أي أوقف- وتبعهم المسلمون فأقاموا حضارة زاهرة يعد الوقف أحد أسسها فالوقف من سنة الإسلام ولا خلاف في هذا بين الفقهاء. وقال: لم يختلف الفقهاء فقط حول لزوم الوقف أو عدم لزومه ولا حول ملكية الوقف أن تكون للواقف أم للموقوف عليهم أم تخرج من ملكية الواقف لا إلي مالك أو إلى ملك الله تعالي وإنما اختلفوا أيضا في تأبيد الوقف أهو من شروط الوقف وجزء من ماهيته أم أنه ليس شرطاً ومن ثم يجوز الوقف المؤقت؟! لهذا فإن الكثير من الفقهاء يرى التأبيد بين شرطاً في صحة الوقف وعدد منهم لا يري ذلك بل يجيز الوقف مؤقتاً. وتعجب من إغفال الباحثين لأهمية الوقف المؤقت حتى أنهم يذكرون علي استحياء أن الإمام مالك لا يشترط التأبيد في الوقف، ويمكن الاستفادة بالوقف المؤقت في العديد من الجوانب الحياتية المعاصرة حتى أن نطاقه يتميز بالسعة والشمول. وأضاف: إن الظروف الآن اختلفت كثيراً عما كانوا عليه في الماضي والثروات الضخمة في عالم اليوم لا تتمثل في العقار من الأراضي الزراعية أو المباني السكنية وإنما تتمثل في الأرصدة النقدية في البنوك والأسهم والسندات وأساطيل النقل الجوي والبري والبحري والفنادق العائمة والحاويات الضخمة والسيارات الخاصة ومعدات الشركات المقاولات الضخمة وشركات السياحة والاتصالات وأنشطة المهن الحرة للأطباء والمحامين والمهندسين والمحاسبين والاقتصاديين ورجال الأعمال. وطالب الباحث بأن توجه الدعوة إلى الأغنياء للوقف. وأوضح أن من صور الوقف الأخرى المرتبطة بالوقف المؤقت مثل وقف المنافع والمؤسسة الوقفية لمنافع الجهد البشري مثل مؤسسة وقفية لإعانة الصناع وتدريبهم وتوجيههم إلى المجالات التي تناسبهم والتي ربما لا يفطنون إليها بأنفسهم أو مؤسسة وقفية لرعاية الأيتام وكفالتهم أو تقوم برعاية اللاجئين ورعاية المرضي والمسنين وقضاء مصالحهم أو الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان. ولفت إلى أن الوقف المؤقت يناسب ظروف كثيرين في عصرنا ممن لا يستطيع القيام بالوقف المؤبد فمثلا صاحب شقة لا يحتاجها إلا في الصيف يمكنه أن يوقفها بقية العام وهكذا تيسير سبل الخير للناس، ومثل هذا الكثير حيث يفتح هذا الوقف المؤقت بابًا واسعاً أمام أصحاب هذا العقارات التي لا تسمح إمكاناتهم المتواضعة بتقديمها بشكل مؤبد حيث يفتح طريق القربى والثواب واسعًا محققا لمصالح المجتمع ومصلحة الموقوف عليهم عندما تستغل إمكانات المجتمع في توليد المنافع للموقوف عليهم وقفا مؤقتا بدلاً من إهدار هذه المنافع.