حالة تلبس – محمود مسلم – المصرى اليوم

حسناً فعل صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى عندما أحال ياسر صلاح عضو مجلس الشعب عن دائرة الزاوية الحمراء والشرابية المشهور ب«نائب القمار» إلى لجنة القيم بعد ظهور قضية ارتياده صالة قمار بجواز سفر غينى..
وحسناً فعل د.يوسف بطرس غالى وزير المالية، وهو فى ذات الوقت عضو بالأمانة العامة للحزب الوطنى ونائب بمجلس الشعب حينما رفض تصالح الجمارك مع زميله النائب ياسر صلاح بعد أن قام الأخير بمحاولة تهريب 550 جهاز محمول وتم ضبطه فى «حالة تلبس».
القضاء على الفساد لم يعد يحتمل شعارات بل يحتاج إلى إرادة ومواقف عملية تؤكد محاربته.. وليس عيباً أن يظهر بين نواب الحزب الوطنى بحكم أنهم أكثر عدداً «حوالى 320 نائباً» عضو أو اثنان أو أكثر من هذه النوعية خاصة أنها ظهرت على نواب من المعارضة والمستقلين رغم أنهم أقل عدداً لكن العيب أن يتم التستر على هذه النوعية من النواب تحت شعار أنه نائب الحزب الحاكم.
لكن القضية الأخطر هى «إشكالية الاختيار» لو عرفنا أن نائب الشرابية جاء فى انتخابات تكميلية مع بداية عام 2008 بعد التعديلات الدستورية التى أطاحت بالإشراف القضائى..
ورغم أن فرص الحزب تكون أعلى فى الانتخابات التكميلية خاصة فى هذه الدائرة التى لم تحظ بتمثيل المعارضة على مدى ربع قرن فإن اختيار ياسر صلاح مرشحاً كان مفاجأة كبيرة خاصة أنه لا يقطن فى الزاوية والشرابية وليست له شعبية هناك ولا أحد يعرف هل نائب الدائرة الآخر أراد التخلص من خصومه فأتى بمرشح من خارجها ولماذا استجاب له الحزب..
وأين ذهبت التقارير حول سمعة هذا المرشح الذى اتهم فى جريمتين خلال شهرين فقط خاصة أن تحريات القضية الأولى أثبتت أنه يرتاد صالة القمار منذ فترة وأن الواقعة لم تكن الأولى.
أما الأغرب والأخطر فهو مدى فاعلية آليات اختيار مرشحى الحزب ما بين المجمع الانتخابى واستطلاعات الرأى وهل هى قادرة على اختيار المرشح الأفضل أم لا؟..
خاصة أن الحزب مقدم على اختبارين من الاختبارات الصعبة جداً التجديد النصفى لمجلس الشورى وانتخابات مجلس الشعب، وستكون مجموعة الفكر الجديد المسؤولة الأولى عن تلك الاختبارات، ولن تجد من تلقى عليه بالمسؤولية..
وبالتالى فإن الأمر فى منتهى الصعوبة خاصة أن المجتمع يأمل فى تحسن نوعية نواب الشعب وهذه مسؤولية الحزب الوطنى بالدرجة الأولى!!