رفض الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حول استعداد إيران تسليح الجيش اللبناني في حال فوز المعارضة بالانتخابات، ووصفه بأنه "الهرطقة بعينها". وأضاف الجميل "ما يطلبه حزب الله ومسلحوه هو دفع لبنان إلى صدامات دامية اختبرنا مساوئها في الماضي القريب. ومشروع حزب الله يتجاوز حدود لبنان وارتباطه الإقليمي ولا يتلاءم والمصلحة الوطنية العليا". وقال الجميل إن كلام نصر الله هدفه "إرساء توازن ضمني ما بين المقاومة والجيش اللبناني المناط به فقط تحديد كيفية الدفاع عن الوطن والشعب والأرض، وله وحده القيادة والإمرة". من جانبه قال رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري، من قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية في البرلمان، إن "لبنان مستهدف بعروبته وحريته واعتداله واستقلاله واقتصاده لإحلال المشروع البديل الذي من أجله أغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، ودعا إلى دعم الأكثرية "لتأمين استمرارية تكريس مشروع السيادة والاستقلال". وأضاف الحريري "صحيح ان النظام السوري خرج من لبنان، لكنه يتحرك الآن من خلال بعض القوى السياسية المعروفة"، وشدد على "أن الأكثرية النيابية الحالية هي التي حافظت على مشروع الدولة ومنعت الفتنة". ولفت إلى أن "هناك من يحاول تحويل لبنان من الاعتدال إلى التطرف، وهذا لا يعني التطرف الديني فقط وإنما التطرف السياسي ايضا وهو لا يقل ضررا عن التطرف الديني، لأن خطورته تكمن في انه يسعى الى تحويل لبنان إلى ساحة للآخرين". وفي السياق ذاته تساءل النائب في كتلة "المستقبل" أحمد فتفت حول حديث نصر الله عن تسليح إيران للجيش اللبناني "هل إيران هي منظمة كاريتاس الإنسانية لتعمد إلى تقديم السلاح من دون شروط ومن دون مقابل؟" وأضاف "قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتبسيط الموضوع، وقال إذا ما انتصر حزب الله فهذا يعني أن إيران انتصرت في المنطقة". وقال إن كلام نصر الله "واضح لا يحتاج للشرح، إذ إن نصر الله قام بهذه المهمة على أكمل وجه من جهة، وأتى الرئيس الإيراني ليضع النقاط على الأحرف بقوله إن معركة "8 آذار" ومعركة حزب الله هي معركة إيران في لبنان". وأضاف متسائلا "لماذا مسموح للرئيس الإيراني نجاد أن يتدخل في السياسة اللبنانية، علما بأننا نسمع الاحتجاجات إذا ما جاء زائر وقام بزيارة لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ كلام مستغرب أحيانا من البعض يقولون الشيء ونقيضه"