ما الذى يجرى فى الجزائر؟ (2) - أحمد المسلمانى – المصرى اليوم

يحظى الأديب والفيلسوف الفرنسى «ألبير كامى» بتقدير عالمى، ذلك أنه من كبار أدباء فرنسا، حاز جائزة نوبل فى الآداب، وترجمت أعماله إلى لغات عديدة من بينها العربية.
وكانت للأديب الكبير مواقف مهمة فى معاداة النازية والشيوعية وتأييد الحرية.
لكن ألبير كامى كان منافقاً.. كان أديباً بلا أخلاق، حيث كان يهاجم النازية الألمانية لأنها احتلت بلاده، أما الثورة الجزائرية العظيمة فقد هاجمها بضراوة لأنها كانت تعمل من أجل الاستقلال عن بلاده.. كان ألبير كامى مع الحرية لوطنه والعبودية للآخرين.. مع الاستقلال لفرنسا عن الاحتلال الألمانى ومع الاستعمار للجزائر تحت الاحتلال الفرنسى.
لا يحتاج المرء لجهد كبير حتى يحدد موقفه من ألبير كامى.. إنه مبدع رائع وإنسان وضيع.
تقول الدكتورة شيرين أبوالنجا فى مقالها المميز فى صحيفة «الدستور».. كان ألبير كامى يسب ويشتم فى الثورة والمجاهدين، وكان يتوعد أبطال المقاومة بسوء المصير.. والمجمل أن ألبير كامى كان يرى الجزائر محافظة فرنسية، والثورة عملاً حقيراً يقوم عليه عدد من المجرمين والإرهابيين، رحل ألبير كامى وبقيت الجزائر حرة مستقلة.
تقول الكاتبة، نقلاً عن مصادر جزائرية: إن عملاء الاستعمار فى الجزائر يجهزون الآن لاحتفالية كبرى بذلك الأديب الاستعمارى العنصرى. سيطوف عملاء الاستعمار بعدة مدن فى فرنسا يحملون الشعلة، ثم يطوفون بعدة مدن فى الجزائر.. ثم يقومون ببناء نصب تذكارى للأديب الفرنسى.. فى وهران!
لقد أصبح واضحاً ذلك الطريق الذى يسلكه عملاء الاستعمار فى الجزائر، ذهب الرعاع بعد تهييج العملاء ليزرعوا الكراهية بين مصر والجزائر فى السودان.
ثم قام عملاء الاستعمار بالتحريض على الاستثمارات المصرية فى الجزائر، ليتم فى ضربة واحدة: إنهاء تراث التحرير الذى شاركت فيه مصر إلى جوار الجزائر فى زمن الرئيس جمال عبدالناصر، وإنهاء الوجود المصرى المعاصر بضرب الاستثمارات المصرية فى الجزائر.
إن ضرب ماضى التحرير وحاضر الاستثمارات هو إخراج لمصر من الجزائر، وإبعاد للجزائر عن مصر.. وأما صناعة الكراهية بين الشعبين فذلك هو الإطار الحامى لعودة الاستعمار.. بلا حرب ولا جيش!
ثم تجىء الاحتفالية الكبرى من أجل تخليد أحد رموز الاستعمار ألبير كامى.. لتزيل تماماً أى التباس.
فى مقال الدكتورة شيرين أبوالنجا ومصدرها الجزائرى ما يدعو للفزع.. ذلك أنه فى عام 2012 تكمل الجزائر عامها الخمسين من الاستقلال.
وبينما تقتضى الوطنية أن يبدأ الكل ومن الآن فى الاحتفال بنصف قرن على الاستقلال يحاول العملاء أن يغطّوا على ذلك الحدث العظيم.. بأن تحل احتفالية رمز الاستعمار محل رموز الاستقلال.