إعلان نتائج اختبارات المعاهد الفنية للالتحاق بالجامعات للعام الجامعي 2025 / 2026    مجلس جامعة بني سويف يقرر تنظيم دورة عن الذكاء الاصطناعي بكلية الآداب    التموين: توافر جميع السلع واللحوم والدواجن بمنافذ القابضة الغذائية    ارتفاع سعر الريال السعودي في بداية التعاملات اليوم 29 سبتمبر 2025    تداول 11 ألف طن و600 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    تباين أداء مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات ثاني جلسات الأسبوع    زيلينسكي: روسيا انتهكت أجواء إستونيا ومولدوفا وعليها عدم تكرار هذه الانتهاكات    رئيس المجلس الأوروبي: مولدوفا اختارت أوروبا على روسيا في الانتخابات    وزير الإنتاج الحربي يستقبل السفير الأرميني لبحث أوجه التعاون المشترك    إحالة قضايا متعلقة بأموال جماعة الإخوان المحظورة إلى نائب عام عمان    الريشة الطائرة، انخفاض عدد الجمعية العمومية يهدد انتشار اللعبة    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام الدحيل بدوري أبطال آسيا    أليجري بعد الفوز على نابولي: روح ميلان كانت رائعة.. ومودريتش يلعب بذكاء    وادي دجلة عن تألق لاعبيه بمختلف الألعاب خلال سبتمبر.. إنجازات بالجملة    إصابة عدد من الأشخاص في حادث تصادم على الطريق السياحي اتجاه المنيب| بالصور    حصاد 24 ساعة، ضبط 99 ألف مخالفة مرورية وحالات تعاطي مخدرات بين السائقين    ضبط شخص لإدارته ناديا صحيا واستغلاله فى ممارسة الأعمال المنافية للآداب بالقاهرة    مصر تعرض خبراتها في رقمنة التراث خلال منتدى دولي بالصين    من القاهرة إلى الصعيد.. الثقافة تعيد إحياء مسرح العرائس لمواجهة الألعاب الإلكترونية    في اليوم العالمي للقلب.. 7 نصائح ذهبية لقلب أقوى وحياة أطول    وكيل وزارة الصحة بالجيزة يتفقد مستشفى زايد المركزي ويتابع تطوير الخدمات الطبية (صور)    طقس الإسكندرية اليوم: أجواء خريفية وحرارة عظمى 30 درجة    صحة غزة: 361 من الطواقم الطبية مُغيبون قسرًا في معتقلات الاحتلال    الانتهاء من إصلاح كسر في خطوط مياه الشرب بمدينة طور سيناء وعودة ضخ المياه    مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يكشف عن جوائز دورته السادسة    29 سبتمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات نوعية على أهداف للاحتلال    رئيس البرلمان الإيراني: الغرب أساء استخدام المفاوضات لتفكيك قدرات طهران الصاروخية    «الأمن» يحدد المحظورات في «مباراة القمة».. وتشديدات لمنع الشماريخ والليزر    غرق السودان يكشف خداع إثيوبيا، وخبير مائي: فيضانات سد النهضة خطيرة وغير طبيعية    اليوم.. احتفال بانطلاق مسلسل «ولد بنت شايب» قبل عرضه على المنصات الإلكترونية    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    «الداخلية» تنفي مزاعم إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح: «أكاذيب إخوانية»    في اجتماع اللجنة العليا للحج، مدبولي: استعداد جيد لتقديم أفضل الخدمات للحجاج المصريين    في اليوم العالمي للقلب 2025.. 7 نصائح للحماية من أمراض القلب    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في بورسعيد    السكة الحديد تعتذر عن خروج عربات قطار عن القضبان.. وتؤكد: عودة الحركة كاملة خلال ساعات    هل كل الأطعمة تحتاج إلى إضافة الملح لإكسابها نكهة أفضل؟.. «الصحة» توضح    «افتكر اني قولتلك بلاش».. ماذا قال محمد هنيدي على مباراة القمة بين الأهلي والزمالك؟    موعد إجازة نصف العام لطلاب المدارس تبدأ 24 يناير وتنتهى 5 فبراير 2026    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 29-9-2025 في محافظة الدقهلية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الإثنين 29 سبتمبر 2025    مواعيد مباريات اليوم في دوري أبطال آسيا والقنوات الناقلة    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025.. هل تُرحل إلى الخميس؟    أسعار الدواجن البيضاء اليوم الاثنين 29-9-2025 في الدقهلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-9-2025 في محافظة الأقصر    الدوري المصري الممتاز غيابات الأهلي والزمالك في مواجهة القمة: من سيتأثر أكثر؟    حسام غالي خارج القائمة.. محمد علي خير يكشف مفاجأة في قائمة الخطيب بشأن انتخابات الأهلي    وكيل تعليم الإسكندرية يكشف حقيقة صور المقاعد المتهالكة بمدرسة تجريبية    142 يومًا تفصلنا عن شهر رمضان المبارك 2026    رئيس محكمة النقض يستقبل عميد حقوق الإسكندرية لتهنئته بالمنصب    قتيل و4 مفقودين وإجلاء نحو 30 ألف شخص في فيتنام بسبب الإعصار «بوالوي»    شمس البارودي تتصدر تريند جوجل بعد حسمها الجدل حول عودتها للفن    «الجمهور صدق».. كارولين عزمي عن ارتباطها ب أحمد العوضي    4 أبراج «حياتهم المهنية هتتغير».. يتلقون عروضا وظيفية جديدة وتُفتح لهم أبواب الثراء    «نهاياتهم مأساوية».. خالد الجندي يوضح حكم المجاهرة بالمعصية وتشجيع الفاحشة    «عبدالصادق» يوجه بإنشاء فرع ل«اللغات» داخل الجامعة الأهلية    الصداع النصفي ينهي حياة بلوجر ب«جلطة دماغية نادرة».. انتبه ل12 علامة تحذيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المريب والعجيب فى صفقة الغاز فهمى هويدى - الشروق
نشر في مصر الجديدة يوم 09 - 03 - 2010

كل الذى جرى فى مسلسل بيع الغاز المصرى لإسرائيل يظل مثيرا للشك وغير قابل للتصديق.
ورغم أن المحكمة الإدارية العليا أجازت المبدأ وأدانت إجراءات تنفيذه، إلا أن محكمة التاريخ لن ترحم أحدا من الضالعين فى الاثنين، سواء ظهروا فى الصورة أو غابوا عنها.
الصحف التى صدرت صبيحة يوم الأحد 28 فبراير أبرزت على صدر صفحاتها الأولى قرار محكمة مجلس الدولة بإباحة تصدير الغاز لإسرائيل، معتبرة أن إقامة علاقات تجارية معها بعد معاهدة السلام من أعمال السيادة الخارجية التى لا تخضع لولاية القضاء. وكان واضحا أن الصحف «القومية» رأت فى الحكم انتصارا لسياسة الحكومة فى التعاقد على بيع الغاز، إلا أن قراءة الحكم بهذه الصورة يعد سيرا على درب الذين وقفوا فى قراءة الآية القرآنية عند عبارة لا تقربوا الصلاة. ذلك أن الحكم شكك بعد ذلك فى موقف الحكومة إزاء عملية التنفيذ. ودعا إلى وقف تنفيذ قرارى مجلس الوزراء ووزير البترول لأنهما لم يتضمنا آلية للمراجعة الدورية لكمية الغاز المصدر وأسعاره خلال مدة التعاقد حماية للصالح العام المصرى. كما دعت المحكمة إلى إلغاء الشرط الذى يضع سقفا لأسعار البيع لإسرائيل، لكى يتماشى مع تطور أسعار الغاز والبترول فى السوق العالمية.
حيثيات الحكم لم تذع بعد، لكن صحيفة «الشروق» نشرت فى يوم 3/3 جانبا منها نسب إلى الحكومة ارتكاب ثلاث مخالفات فى تصديرها للغاز، الأولى أنها وافقت على تحديد كمية الغاز الطبيعى المصدرة لإسرائيل بسبعة بلايين متر مكعب سنويا «تزداد فى حالة وجود فائض». مما يشكل إجحافا بحق المواطن المصرى.
المخالفة الثانية إنها وافقت على تحديد سعر التصدير بحد أدنى 75 سنتا أمريكيا للمليون وحدة حرارية، وحد أقصى دولار ونصف الدولار فى حالة وصول متوسط سعر خام البترول إلى 35 دولارا للبرميل، وهو ما يعنى أنه لا مجال لزيادة سعر التصدير، حتى إذا ما تجاوز ذلك الحد، كما هو الحاصل حاليا.
المخالفة الثالثة إن الاتفاق تم على سريان العقد لمدة 15 عاما، على نحو غير قابل للمراجعة فى ظل أى تطورات جذرية يمكن أن تحدث خلال تلك الفترة. وهو ما يتناقض مع التشريعات الحاكمة لاستغلال هذه السلعة الاستراتيجية.
مما ذكرته صحيفة «الشروق» أيضا نقلا عن الحيثيات، أن المحكمة أكدت أن الأوراق المقدمة من الحكومة لم تثبت حدوث تغيير فى أسعار وكميات الغاز منذ صدور قرار وزير البترول فى هذا الشأن عام 2004، كما أنها لم تفسر امتناعها عن إعادة عرض الأمر على مجلس الوزراء رغم مضى عشر سنوات على صدور قرار التصدير، لإعادة النظر فى احتياجات السوق المصرية.
هذا الحكم يعد نهائيا وغير قابل للطعن فيه، لكنه يثير عديدا من الملاحظات والأسئلة الحائرة. من الملاحظات أن المستشار محمد الحسينى رئيس مجلس الدولة الذى رأس المحكمة كان قد وجه رسالة حين عين فى منصبه فى العام الماضى أعلن فيها أن المجلس لن ينظر فى القضايا السياسية، نظرا للظروف الخاصة والملاءمات التى تحيط بها، لكنه لم يستطع أن يفى بذلك، ووجد قلب السياسة حين نظر القضية التى نحن بصددها الآن.
من تلك الملاحظات أيضا أن اعتبار بيع الغاز إلى إسرائيل قرارا سياديا يبدو غير مسوغ وغير مفهوم، ذلك أن فقهاء القانون يعتبرون أن القرار السيادى هو الذى تصدره القيادة فى ضوء خياراتها السياسية وليس بصفتها سلطة إدارة، وهو ما ينطبق على تشكيل الوزارة وإعلان الطوارئ أو الدخول فى حرب أو الاتفاق على هدنة. أما الاتفاق على بيع سلعة استراتيجية مثل الغاز أو بيع سلعة استهلاكية مثل البصل والبطاطس، فلا يمكن أن يعد قرارا سياديا.
أما الأسئلة التى يثيرها القضية فهى كثيرة، منها على سبيل المثال:
لماذا أحيطت العملية بالسرية الشديدة منذ بدئها فى شهر أبريل من عام 2000، بحيث لم يعلم بها أحد إلا حين نشرت الصحف الإسرائيلية صورة توقيع الاتفاق التى ظهر فيها وزير البترول المصرى مع وزير البنية التحتية الإسرائيلى «اليه سويسا» وهما يتصافحان ويتبادلان الابتسامات بعد التوقيع؟ (هل تذكر قصة السور الفولاذى الذى تقررت إقامته بصورة سرية بين سيناء وقطاع غزة، ولم يعلم به المصريون إلا بعدما نشرت الخبر إحدى الصحف الإسرائيلية).
لماذا لم يعرض هذا الاتفاق الذى وقع فى 13 أبريل سنة 2000 على مجلس الشعب المصرى، شأن غيره من الثروات الطبيعية والسلع الاستراتيجية التى ينبغى أن يعرض أمر التصرف فيها على المجلس؟
لماذا امتنعت الحكومة طوال العامين اللذين نظرت فيهما قضية وقف تصدير الغاز أمام القضاء عن تقديم أى بيان أو مستند إلى مجلس الدولة يبين نص العقود الموقعة أو الأسعار التى اتفق عليها أو أى تعديلات ادعت الحكومة أنها أجرتها على بنود الاتفاق؟ وهو ما اضطر الدفاع إلى الاعتماد فى معلومات الاتفاق على المصادر الأجنبية.
لماذا امتنعت وزارة البترول عن إعادة النظر فى الكميات المصدرة طوال السنوات العشر الأخيرة، رغم علمها بتزايد معدلات الاستهلاك فى داخل مصر، بما لا يسمح بتصدير أى «فائض» إلى أى دولة أجنبية؟
مَنْ المسئول عن المأزق الذى أصبحت مصر تواجهه الآن، حيث أصبحت تشترى الغاز من الشريك الأجنبى لكى تبيعه إلى إسرائيل بدولار ونصف الدولار، الأمر الذى يحمل الخزانة المصرية كل صباح مبلغ 12 مليون دولار، تدفعها مصر إلى الشريك الأجنبى لكى تفى بالتزامها إزاء إسرائيل (المعلومة الأخيرة وردت فى مذكرة الدفاع التى قدمتها الحكومة إلى المحكمة).
ما الحجم الحقيقى لمخزون الغاز فى مصر، الذى تبالغ فيه وزارة البترول بحيث ترفعه إلى 77 تريليون قدم مكعبة، فى حين يذهب رأى الأغلبية الساحقة من الخبراء إلى أن المخزون فى مصر يمثل نصف هذه الكمية؟
هل يُعقل أن تشترى إسرائيل الغاز من مصر بسعر الوحدة يتراوح بين 75 سنتا ودولار وثلاثين سنتا، حين بدأ يصل إليها فى أول مايو 2008، فى حين أن سعر السوق فى ذلك الوقت كان 13 دولارا، الأمر الذى يعنى أننا نخسر فى كل وحدة ما يقارب 11 دولارا (للعلم إسرائيل تحصل من مصر يوميا على 665 مليون وحدة والسعر الآن 15 دولارا لكل وحدة).
فى العام الماضى أصدرت محكمة القضاء الإدارى برئاسة المستشار محمد أحمد عطية حكمها بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، الذى تم الطعن عليه أمام المحكمة العليا. وكان الحكم قد اعتبر قرار وزير البترول ببيع الغاز معدوما لمخالفته لأحكام الدستور والقانون. أما الحيثيات التى وردت فى الحكم فإنها أثارت نقاطا عدة من بينها ما يلى:
ثبت من أوراق الدعوى أن الغاز الطبيعى المصرى يباع بسعر لا يتناسب البتة مع السعر العالمى السائد.. ومن شأن ذلك إهدار جزء من ثروات مصر وعوائدها، التى كان يمكن لو أحسن التصرف فيها أن تعود على المجتمع بخير وفير.
إن هذا التصرف من جانب السلطة يهدر يوميا على خزينة الدولة ملايين الدولارات، الأمر الذى يفقدها جزءا كبيرا من ثروتها وموردا مهما من مواردها، وهو ما يتعارض مع اعتبارات الصالح العام الذى ينبغى أن تسعى إليه جميع أجهزة الدولة، كما أنه لا يستقيم مع ما تقضى به نصوص الدستور من حرمة الملكية العامة وإلزام كل مواطن بواجب حمايتها.
إن جهة الإدارة بإصدارها القرار المطعون فيه (القاضى بتصدير الغاز)، الذى لا يمت للمصلحة العامة وللمجتمع، ويهدر جزءا مهما من ثروة البلاد الطبيعية التى وهبها الله للشعب، تكون قد انحرفت بسلطتها وأساءت بشدة استعمالها.
إن إجراءات تنفيذ الصفقة شابتها ملابسات تبعث على الشك والحيرة، فقد ثبت أن ثمة سرعة متناهية وتعاصرا مريبا فى إنشاء شركة الغازات الطبيعية التابعة للقطاع العام، ثم إنشاء شركة مصرية تابعة للقطاع الخاص «باسم شركة البحر المتوسط» وتعديل نشاط الشركة الأخيرة والغرض منها، ثم منحها فور ذلك ودون غيرها عقد امتياز واحتكار شراء الغاز المصرى المصدر لإسرائيل، وهى ملابسات تثير التساؤل عن أسباب ذلك التزامن العجيب وعن السرية والتكتم الشديد الذى فرضته جهة الإدارة حول الصفقة. كما تثير تساؤلا حول دوافع حجب تفاصيل الصفقة عن الشعب ونوابه، وهو ما يتعارض مع الشفافية المفترضة فى ديمقراطيات العالم المتحضر. كما أنه يخل بالثقة الواجب توافرها فى تعاملات جهة الإدارة.
إشارات محكمة القضاء الإدارى لامست الحقائق المذهلة فى مسلسل الصفقة، التى كشفت عن أن الأمر أبعد وأعمق مما بدا على السطح، بقدر ما نبهت إلى أن هناك جزءا غاطسا فى المشهد لم يتعرف عليه أحد، ولم يظهر أبطاله فى الصورة.
إذ لابد أن يستغرب المرء مثلا قيام وزير البترول فجأة بدعوة الهيئة العامة للبترول إلى اجتماع عاجل فى 12 أبريل عام 2000، لبحث موضوع واحد هو تنفيذ تعليمات تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل عبر الأنابيب وفق الاشترطات الإسرائيلية، ثم فى اليوم التالى مباشرة «13 أبريل» يوقع وزير البترول اتفاقية تصدير الغاز مع وزير البنى التحتية الإسرائيلية، دون تفويض من وزير الخارجية أو رئيس الجمهورية، ودون عرضها على مجلس الشعب «وفقا لأحكام الدستور». وفى وقت لاحق «فى 24 مايو» يوجه رئيس الهيئة العامة للبترول كتابا سريا إلى رئيس شركة القطاع الخاص يخطره فيه بأن شركته ستكون البائع الوحيد المحتكر والمخول ببيع الغاز الطبيعى إلى إسرائيل. ويؤكد ضمان الهيئة العامة للبترول توفير الكميات المتعاقد عليها من حصتها أو من حصة الشريك الأجنبى. أى أن تشترى مصر غازها الذى تملكه من حصة الشريك الأجنبى بسعر يقارب 3 دولارت لتبيعه لإسرائيل ب75 سنتا. ثم فى 18 مارس 2001، وبناء على الاتفاقية الباطلة بين الوزيرين المصرى والإسرائيلى يصدر رئيس الوزراء قرارا غير معلن يخول وزارة البترول من خلال مؤسساتها حق بيع كمية قدرها 7 مليارات متر مكعب من الغاز المصرى إلى شركة القطاع الخاص، وفى اليوم التالى مباشرة «19 مارس» وفى إجراء غير معهود يوجه رئيس الوزراء خطابا إلى رئيس شركة القطاع الخاص يبلغه فيه أنه من دواعى سروره أن يبلغه بأن مجلس الوزراء وافق على أن تتولى شركته تنفيذ الصفقة مع الجانب الإسرائيلى.
هذا نذر يسير من خلفيات العملية التى لو تكشف أمرها فى أى بلد محترم لأحدث زلزالا يهز أركان الحكومة والنظام، لكنه فى مصر لم يحرك شيئا فى المؤسسات الشرعية التى تم تجاوزها والازدراء بها فى كل ما تم من خطوات. أما الذين حركتهم الغيرة واستفزهم الحدث فقد كانوا بعض الوطنيين الغيورين، الذين رفضوا الاستسلام أو السكوت عن ذلك الإهدار المعيب لثروة المجتمع وذلك الاحتقار المستغرب للدستور والقانون، وذلك التخاذل المدهس أمام الإسرائيلين.
إن كتيبة القانونيين الشرفاء الذين يخوضون معركة الدفاع عن ثروة المجتمع وكرامته فى ساحة القضاء تضم نفرا من الشرفاء سيتقدمهم السفير السابق والمحامى القدير إبراهيم يسرى، الذى قال لى قبل أيام إن قلم الكتاب بالمحكمة العليا رفض أن يسلم مندوبا عنه الصيغة التنفيذية للحكم الأخير لتنفيذ شقه المتعلق بوقف قرار بيع الغاز لحين وضع آلية لمراجعة كمية وسعر الغاز المبيع وإلغاء الشرط الذى يضع سقفا لسعر البيع.
إن لوبى تصدير الغاز لإسرائيل فى مصر أكبر وأقوى مما نتصور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.