عماد مغنية بعد فضيحة إسرائيل في عملية اغتيال المبحوح وتفاوت ردود الافعال إزاء هذه الجريمة التي انتهكت كافة الأعراف والقوانين الدولية نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" القصة الكاملة لاغتيال عماد مغنية المسئول العسكري في حزب الله اللبناني. وقالت الصحيفة: إن الموساد الإسرائيلي ظل يتعقب عماد مغنية لسنوات طويلة، حيث كان يحتل المرتبة الثانية في المطلوبين على مستوى العالم بعد أسامة بن لادن وتم رصد جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يأتي براسة . وأضافت: إن بداية الانفراجة في تعقب مغنية كانت في يونيو 2007 عقب انتهاء حرب لبنان الثانية حيث استطاع الموساد تجنيد اثنين من الفلسطينيين المقيمين في لبنان والذان يعارضان حزب الله، وكان أحد العميلين لديه ابنة في نفس القرية التي يعيش فيها "مغنية" ، حيث أخبرته أن "مغنية" سافر إلى أوروبا وعاد إلى دمشق وقد تغير شكله على الإطلاق ، ومنذ هذه اللحظة بدء الموساد في بحث امكانية خضوع عماد مغنية لسلسلة من العمليات الجراحية التجميلية في اوروبا ادت الى تغيير شكله ، وبعد حوالي ستة اشهر حصل الموساد على مبتغاه. فقد التقى أحد عملاء الموساد في ألمانيا ويدعى ( راوبين ) بأحد مصادره في برلين، وحصل منه على ملف به 34 صورة لمغنية بعد سلسلة الجراحات التجميلية التي خضع لها في إحدى المستشفيات التي كانت تابعة لجهاز استخبارات ألمانياالشرقية سابقًا، وتدعي " ستاسي" والتي تخصصت في تغيير معالم وجوه الجواسيس والعملاء مقابل مبالغ مالية، حيث تبين أن مغنية خضع لعمليات تجميل في الوجه والأسنان والعيون، كما تم الاستغناء عن النظارة بعد عملية جراحية بالليزر. وعن طريق هذه الصور، وبعد علم الموساد بأن مغنية يقيم في دمشق، اجتمع في 3 فبراير 2008 رئيس الموساد الإسرائيلي "مائير داجان" مع مجموعة من المسئولين في مكتبه لبحث ملف مغنية، حيث ضم الاجتماع رئيس الأمن العام "الشاباك"، ومستشار الأمن القومي، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء إيهود أولمرت، وقائد وحدة الاغتيالات في الموساد "كيدون" ورئيس شعبة العمليات في الموسا. خلال الاجتماع تم الاتفاق على أن اغتيال مغنية يجب أن يكون عن طريق سيارة مفخخة، ولكن كانت هناك مشكلة وهي أن مغنية اتخذ تدابير أمنية شديدة الحذر، وسافر في سيارة رجال مكلفين بحمايته وهم غير معروفين على الإطلاق، وحينها اقترح " داجان " الانتظار حتى يوم 12 فبراير حيث تقام الاحتفالات بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين للثورة الإيرانية، والتي ستقام في المركز الثقافي الإيراني بدمشق، ومن المؤكد ان مغنية سوف يحضر هذه الاحتفالية. وفي المقابل اختار رئيس شعبة الاغتيالات ثلاثة عملاء لتنفيذ المهمة، حيث حصلوا على بطاقات هوية وجوازات سفر مزورة خاصة بيهود يعيشون في أوروبا وسمحوا للموساد باستعمال الأوراق الخاصة بهم ، وكانت الأوراق تحمل التفاصيل التالية: "بيير" - ميكانيكي سيارات فرنسي ، و"منوئيل"- مرشد سياحي اسباني، و"لودفيج" - كهربائي ألماني. تعلم الثلاثة خطة تنفيذ العملية، وانتظروا الضوء الاخضر، وفي 10 فبراير سافر الثلاثة على رحلات جوية مختلفة من أوروبا إلى دمشق، حيث سافر بيير على طائرة "إير فرانس"، بينما سافر "منوئيل" على طائرة الخطوط الجوية الأردنية، أما لودفيج فسافر على طائرة إيطالية من ميناء ميلانو الجوي، حيث استطاعوا الدخول الى دمشق واستئجار سيارة دون إثارة أي شكوك ضدهم. في دمشق حصل العملاء الثلاثة على مساعدة بعض المجندين من بيروت، وأرشدوهم إلى مكان خفي لركن السيارة، وأمدوهم بالمواد المتفجرة ، وفي تلك الليلة قام العملاء بوضع العبوة في السيارة وتوصيلها بواسطة جهاز لاسلكي، وانتظر العملاء 24 ساعة قضوها في مراقبة المركز الثقافي الإيراني بدمشق. في يوم 12 من الشهر ذاته في تمام الساعة السابعة عادوا إلى الموقع، حيث استقر لودفيج ومانوئيل في زاوية الشارع، بينما قاد بيير السيارة إلى قرب المبنى وقام بتشغيل موقت القنبلة لمدة أربع ساعات، وبدأ الانتظار، بدأ الضيوف في الحضور إلى مبنى المركز الثقافي الايراني. في تمام الثامنة دخل السفير الإيراني بدمشق المبنى. وفي تمام التاسعة دخلت الشارع سيارة ووقفت بين لودفيج ومنوئيل حيث فتح الباب وخرج من السيارة عماد مغنية يرتدي بدلة سوداء، وحينما مر بجوار السيارة المفخخة سُمع صوت انفجار قوي بدد ليل العاصمة السورية حيث تم اغتيال عماد مغنية، وبعدها بفترة وجيزة كان الثلاثة على متن طائرة إلى إحدى عواصم الدول الأوروبية، أو حسبما قالت مصادر أخرى فقد أقلتهم طائرة عسكرية خاصة بالجيش الإسرائيلي إلى إسرائيل ، ليغلق ملف مغنية ويفتح ملف انتقام حزب الله لمقتله. وكان رؤساء اجهزة الاستخبارات الاوروبية قد حذروا رؤساء دولهم من مغبة استمرار الاهتمام بقضية اغتيال المبحوح ، وقالوا ان استمرار الاهتمام بهذه القضية او الادلاء بالتقارير او التصريحات لوسائل الاعلام ، من شانه ان يكشف الكثير عن عمليات الاغتيال السرية التي لا يعرف عنها اي شيئ حتى الان .