أكد الدكتور احمد زويل العالم المصري الامريكي الحاصل على جائزة نوبل والمستشار العلمى للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن مشكلة العالم العربي تكمن فى تخلفه والذى يعود بصفة أساسية لتخلف التعليم فى المجتمعات العربية بالإضافة إلى ضعف دور القيم الدينية الحقيقية مقابل زيادة فى الإرهاب الفكرى وأضاف زويل فى كلمتة بالصالون الثقافي بدار الإوبرا المصرية ليلة امس أن العالم العربي يعانى أيضا من تحويل التعليم من وسيلة للرقى والتقدم إلى تجارة تهدف للربح والخسارة وهو ما يمثل خطرا عظيما على مستقبل أمة تسعي للنهضة كذلك فإن العالم العربي يعتمد على الموارد الطبيعية فى تحقيق ناتجه القومى فلا يدخل التصنيع ولا التخليق فى الناتج القومى العربي ولو بنسبة ضئيلة فى وقت تعتمد فيه دولة مثل دولة اسرائيل على التصنيع حيث يشكل التصنيع أكثر من 80% من قيمة الناتج القومى وفى الوقت الذى قضت فيه كل دول العالم على الأمية فإن عالمنا العربي ونحن فى بداية العقد الثانى للقرن الواحد والعشرين وفي عصر السوبر كمبيوتر نعانى من وجود 30% من عدد السكان أميين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ودعا الي زيادة ميزانيات البحث العلمي في الوطن العربي وان نحذو حذو تركيا وهو ماحقق لها تقدم كبير وأوضح زويل أنه لا يستوعب أبدا استمرار ظاهرة الدروس الخصوصية فى مجتمعات تسعي للنهوض والنمو مثل المجتمعات العربية منتقدا عدم حرص الدول العربية على الإنفاق على البحث العلمى بأكثر من 2.5% من جملة الدخل القومى للدول العربية ليس هذا فحسب بل إن وسائل الإعلام العربية تفتقد تماما ظاهرة الإعلام العلمى فلا يوجد إعلام علمى منظم فى العالم العربي لدرجة أنه ما زال يذكر أنه شاهد فى الستينيات المركبة أبوللو وهى تنزل على القمر وحرصت كل وسائل الإعلام الغربي على متابعة الحدث وتغطيته بشكل موسع فى الوقت الذى فوجئت بصحف العالم العربي تكتفى بمجرد خبر صغير ومنزوى عن هذا الحادث .
وأبدى زويل استغرابه الشديد من المبالغة الكبيرة فى الدرجات العلمية فى العالم العربي فهو يتذكر جيدا انه عندما حصل على درجة البكالوريوس فى العلوم بنسبة 91% من مجموع الدرجات كان من الأوائل ولكنه اليوم يفاجأ بطلبة يحصلون على 110% وهو امر اندهش له الكثير من علماء الغرب . وواصل الدكتور زويل هجومه علي انظمة التعليم في العالم العربي حيث وصفه بانه قضية كل بيت وانه ليس قضية سهلة او هينة حيث اصبح التعليم الاساسي في كافة دول العالم من المكونات الاساسية في حقوق الانسان مشيرا الي ان هناك علاقة بين التعليم الجيد والتميز والتقدم السياسي والاقتصادي والثقافي لاي مجتمع واضاف ان ماينفق علي التعليم الاساسي في مصر 2.4% من متوسط الدخل القومي بما يعادل 240 دولارا للفرد في المقابل فان اسرائيل تنفق 1500 دولار علي الفرد سنويا ونجد ان الاسرة المصرية تنفق من 10 الي 15 مليار جنيه سنويا علي الدروس الخصوصية وهذا رقم مهول وبالنسبة للتعليم الجامعي فالجامعة الامريكية تاخذ م نالطالب المصري 15 الف دولار في السنة وجامعة النيل الخاصة 10 الاف دولار وهذه ارقام مبالغ فيها وتساءل اذا كان الامر هكذا لماذا لايدفع الطالب للجامعة المصرية الحكومية 2000 جنيه يمكن من خلالها الارتقاء بمستوي الجامعات وقال ان البنية الاساسية للمدارس ضعيفة بالرغم من الجهود التي تبذل لدرجة ان كثافة الفصول تصل الي 60 طالبا وهو مايجعل توصيل المعلومة للطالب شبه مستحيل كما ان المناهج في الوطن العربي تستعمل طريقة التلقين وموضوعاتها غير مناسبة ولا تتلاءم مع العصر الذي ذهب فيه العالم للفضاء الخارجي وبالنسبة للمدرس فضعف حالته هو مايجعله يلجا للدروس الخصوصية وهو مايفرض ضرورة الارتقاء بالمدرس بشكل جيد وانتقد تعدد نظم التعليم ونوعياته مابين حكومي وخاص وازهري وكثرة الاكاديميات موضحا ان هناك فرق بين ان يحصل الطالب المعرفة وبين ان يستوعب المعلومات للحصول علي درجة علمية وقال انه لايمانع من وجود مدارس لتعليم اللغات ولكن يجب ان تكون بجوار مدارس لتعليم الثقافة العربية واشار الي ان اموال البعثات العلمية تهدر لان الطالب بعد ان ينفق عليه مبالغ طائلة ويعود لايجد المناخ الملائم وطالب بتغيير طريقة التدريس كلها حيث انه هناك حاجة لاستراتيجية جديدة للتعليم الاساسي باعتباره البنية الاساسية في تكوين شخصية الطالب رفض الدكتور زويل ان يكون هناك صراع بين العلم والدين مؤكدا ان الدين لايعوق العلم واكبر مثال علي ذلك الدكتور مصطفي محمود كلما ابحر في العلم زادت القيم الروحية كما انه لايجب ان ننغلق علي انفسنا باسم الدين مشيرا الي براءة المناهج الدينية من الارهاب والغلو او ان تكون مسئولة عنه وعن اخر ابحاثه واختراعاته قال ان بعض الصحف اتهمته انه بعد نوبل لم يقدم شيئا وهو عاتب عليهم انهم لايطالعون الانترنيت للتعرف علي اخر ابحاثه موضحا ان الميكروسكوب الرباعي الابعاد هو اخر اختراعاته واستكشافاته وانهى د. زويل حديثه قائلا : أتمني أن يكون لدي العرب حلم قومي يجمعهم ويوجه نشاطهم البشري بما في ذلك نشاط التعليم والبحث العلمي دعونا نحلم بالصعود الي القمر أو بغزو الصحراء أو بالتفوق العسكري علي كل دول العالم دعونا نحلم بأن تكون لنا قوة ناعمة مؤثرة وفاعاله في إقليم الشرق الأوسط . عونا نحلم بالإكتفاء الذاتي في مجال الطعام كل هذه أحلام قومية يتفق عليها النخبة والعامة فالحلم يولد الطاقة لتحقيقة