أحمد زويل في جامعة الإسكندرية: على الحكومة أن تعيد حساباتها في الميزانية المخصصة للبحث العلمي في مصر تصوير أحمد رمضان فى أول زيارة يقوم بها لجامعة الإسكندرية منذ تخرجه فيها عام 1967، ألقى الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الفيزياء عام 1999 محاضرة لطلبة الجامعة صباح الأحد، بحضور دكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، ودكتورة هند حنفى، رئيس الجامعة.وتحدث زويل خلال المحاضرة عن تجربته فى جامعة الإسكندرية وذكرياته فيها منذ تخرجه فى الثانوية العام بمجموع قال أنه لم يكن كبيراً ولا يمكنه من دخول "الكُتاب" بمقاييس الثانوية الحالية - على حد قوله - وحتى التحاقه بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وقال زويل أنه كان يتساءل وطأت قدماه ارض الكلية فى منتصف الستينيات "هل سأصبح يوماً مثل هؤلاء الأساتذة". وحكى زويل عن "حجرة الفئران" التى كان يتخذها مقراً له فى الكلية وقت أن كان معيداً بها، وعن حى سبورتنج الذى سكنه وقت دراسته بالجامعة، وترام الإسكندرية الذى كان يستقله للتنقل من مكان سكنه فى سبورتنج إلى الجامعة، وأجهزة القسم البدائية التى كان يغلقون عليها بالأقفال لأنها "عهدة"، والحاسبات الألية التى لم ترى النور. ورفض الاعتماد الكامل على مساهمات رجال الأعمال فى تطوير البحث العلمى ، مؤكدا أنه من الخطأ تصور أن البحث العلمى يمكن أن يتطور من خلال مساهمات وتبرعات رجال الأعمال وأنه يجب على الدول أن تدعم البحث العلمى وتسانده حتى يتطور وفقا لأهدافها الموضوعة ووفقا لرؤيتها . وأضاف العالم المصرى الذى عين من قبل الرئيس الأمريكى مبعوثا علميا للشرق الأوسط أن فكرة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مساعدة الدول الإسلامية تهدف إلى مد اليد للعالم الإسلامى للمساعدة فى تطوير البحث العلمى والنهوض بأبنائه ، مؤكدا أن الدول التى ستتمكن من الاستفادة من مبادرة أوباما هى الدول التى لديها خطة واضحة ولديها القدرة على الاستفادة من المبادرة . وأوضح أن تلك المبادرة ستسعى لتأسيس مراكز تميز علمية فى العالم الإسلامى والعالم العربى ، مشيرا إلى أن تلك المراكز يمكن أن تكون نواة حقيقية للبحث العلمى الجاد فى تلك الدول . ودعا الشباب إلى الاهتمام بالعلم وتطوير أنفسهم ، مؤكدا أن شباب مصر هم أملها فى المستقبل ، وقال إن البحث العلمى الجاد لابد أن يمر بالعديد من الصعوبات فى البداية ، لافتا إلى أنه واجه العديد من الصعوبات العملية والاقتصادية والسياسية فى بداية حياته العلمية فى الولاياتالمتحدة لكنه تمكن من التغلب عليها بالصبر والإرادة .
وأشار العالم المصرى الدكتور أحمد زويل إلى أهمية التعليم فى تقدم الأمم ، موضحا أن مشكلة مصر الأولى هى التعليم وتطويره ، ولفت إلى أن مصر وحدها لا تعانى من تلك المشكلة لكن تشترك معها العديد من الدول منها الولاياتالمتحدة نفسها والتى تسعى دائما لتطوير نظام التعليم بها . وقال إن التعليم يعد مشكلة أمن قومى وأن الجيل القادم يجب أن يتعلم بالشكل الصحيح من مراحل التعليم الأساسى حتى يصل للجامعات وهو مؤهل علميا وحتى يتخرج وهو يمتلك القدرة على المساهمة فى تطوير الإنتاج والنهوض بما يسمى اقتصاد المعرفة . وربط الدكتور زويل بين القيم الأخلاقية والبحث العلمى المحترم ، مشددا على أنه لا يستطيع أى إنسان أن يقوم بعمل بحث علمى يفيد العلم بلا قيم ، ولا يوجد تعارض بين الدين والعلم وأن أكبر الموضوعات التى ستطرح للنقاش خلال القرن الحالى هو العلاقة بين الدين والقيم والعلم . ولفت إلى أن هناك بعض الأبحاث العلمية يري البعض أنها تتعارض مع الدين أو القيم مثل أبحاث الاستنساخ وأن الحل فى هذه المعضلة هو مناقشة تلك الأمور من كافة جوانبها بشكل موضوعى لا يخالف العقائد والقيم ولا يؤثر على التقدم العلمى المفيد للبشرية . وأوضح زويل أن البحث العلمى الجاد يحتاج إلى فرق عمل متعاونة تتكون من مجموعة من الأفراد يلمون بتخصصات علمية متصلة ويتبادلون المعلومات فيما بينهم بما يخدم البحث العلمى . وأشاد الدكتور زويل بالدور الكبير الذى لعبته جامعة الإسكندرية فى تأسيسه علميا ، مشيرا إلى قيمة الدور الذى لعبه أساتذته بالجامعة فى إعداده علميا من خلال التواصل الكبير الذى كان متوافرا بينه وبين أساتذته . حضر اللقاء العلمى وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى الدكتور هانى هلال ورئيسة جامعة الإسكندرية الدكتورة هند حنفى ونواب رئيس الجامعة ونخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب .