بمناسبة مرور 20 عامًا على رحيله عقد المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع نقابة الصحفيين ندوة عن الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس حضرها فاروق حسني وزر الثقافة وعماد أبوغازي أمين عام المجلي الأعلى للثقافة ومحمد عبدالقدوس الكاتب الصحفي ابن الراحل إحسان عبد القدوس وحلمي النمنم الكاتب الصحفي المعروف وعدد من المثقفين والصحفيين والأدباء الذين حرصوا علي حضور حفل توزيع الجوائز للفائزين في المسابقة التي تحمل اسمه وفي كلمته عن الراحل قال حلمي النمنم إن قضية الأسلحة الفاسدة التي أثارها إحسان على صفحات روزا اليوسف بعد حرب النكبة عام 1948 كان مبالغا فيها ولم تكن الأسلحة الفاسدة هي السبب في الهزيمة ولكن الجيوش العربية الهزيلة التي بلغ تعدادها 55 ألف عسكري والتي لم تكن تمتلك أكثر من 4 طائرات مقاتلة كانت ملك الجيش المصري و الجيش الصهيوني كان مكونًا من 153 ألف عسكري يمتكل 12 طائرة قتالية ولكن القيادة السياسية في هذا الوقت كانت تريد أن تخلق سببا لتبرير الهزيمة وإحراج الملك فكان اختلاق قضية الأسلحة الفاسدة التي أثارها إحسان عبدالقدوس دون أن يعلم الحقيقة كاملة كما أشار النمنم إلى علاقة إحسان بالرئيس عبدالناصر وقال إن عبدالناصر قبل ثورة يوليو لم يكن يعرف أحدًا من الصحفيين إلا إحسان عبدالقدوس وحلمي سلام مديرى تحرير المصور وأحمد أبوالفتح رئيس تحرير جريدة المصري وأضاف أن إدعاء الكاتب محمد حسنين هيكل معرفته بعبدالناصر قبل الثورة كاذبة وقال طارق الشناوي الكاتب والناقد الفني إن احسان كان رجلال ليبراليا بكل ماتعنيه الكلمة ففي الوقت الذي كان يرأس فيه تحرير روزا اليوسف كان يسمح للصحفيين العاملين بالمجلة انتقاد رواياته السينمائية وأصدقائه من الفنانين ولم يكن أبدًا يغضب من ذلك لأنه كان يفصل بين وضعه ككاتب ومؤلف وبين وضعه كرئيس تحرير وأوضح الشناوي أن الراحل أكد له في حوار صحفي أن فيلم "الله معنا" والذي تم تنفيذه بعد الثورة و قبل تولية جمال عبدالناصر الحكم كان يتناول شخصية الرئيس محمد نجيب خلال الفيلم وكان يتناول أيضا شخصية أم الرئيس والتي كانت تعمل " غسالة " ولكن حينما جاء وقت عرض الفيلم كان عبدالناصر قد أصبح رئيسا فتم حذف شخصية محمد نجيب من الفيلم كما تم أيضا حذف شخصية الأم وقال د.عماد أبوغازى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة : دافع إحسان عن قضايا الحرية فظل أمين لمبادىء الحرية والديمقراطية رغم تبدل العصور والأيام ،ففجر فى شبابه قضايا هامة فى الحياة السياسية المصرية أشهرها قضية الفساد والأسلحة الفاسدة التى واجه بها الفساد السياسى والمالى ،بالإضافة اإى تبنيه قضايا الحرية المرأة والتقدم فى مواجهه التخلف . وأشار د. حامد أبو أحمد- عميد كلية اللغات والترجمة السابق بجامعة الأزهر إلى أنه من النادر أن يجتمع السياسى والصحفى والأديب فى شخص واحد،وأنه مثال لقدرة المثقف المصرى على التحدى، ففى عام 1942 عندما تخرج من كلية الحقوق كتب مقالاً ضد المندوب السامى البريطانى فى القاهرة تحت عنوان "هذا الرجل يجب أن يذهب" وكان من أقوى الرجال فى ذلك الوقت وتلك الظروف لم تقلل من قوة هذا الشاب فدخل السجن لأول مرة ولم تمضِ سنوات قليلة حتى يكشف قضية السلاح الفاسد رغم التهديد له بالقتل والاغتيال. وقال د.محمود الضبع –أستاذ النقد الأدبى :شكل إحسان الوعى من المسكوت عنه فى فترة زمنية لم نجد فيها المصادر الكافية للحديث عنها ،وذلك بسبب رواياته وليس أفلامه بسبب التعديلات التى تجرى على الأفلام ،فأدب إحسان المكتوب كشف عن صورة المرأة ووضعها فى ظروف غاية فى القسوة على عكس نجيب محفوظ ،فجعلها قادرة على تشكيل وعيها والخروج من الإطار الذى وضعت فيه. وفي النهاية اختتمت الندوة بكلمة للفنان فاروق حسني وزير الثقافة أكد فيها على اهمية الراحل ككاتب ومفكر وسياسي وقام بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الأدبية التي تحمل اسم احسان عبدالقدوس وأكد على أهمية إحسان عبدالقدوس وقال إنه عطفة من تاريخ هذا الوطن ،وعلامة قوية رائعة وصادقة نفتخر به جميعا. و قام وزير الثقافة بتسليم جوائز إحسان عبدالقدوس للفائزين بها فى مجالات الرواية والقصة لقصيرة والنقد القصصى ،وحصل عليها فى مجال الرواية محمد غزلان مدير تحرير الجمهورية ووجدى الكومى صحفي وعبدالمؤمن عبدالعال كاتب من أسيوط،أما جائزة القصة القصيرة فحصل عليها إبراهيم عبدالفتاح و أميمة محمد عز الدين ،وجائزة النقد القصصى حصل عليها الدكتور مصطفى عطية والدكتور علاء عبدالمنعم والدكتور محمد السيد إسماعيل . وبعد توزيع الجوائز تم عرض فيلم تسجيلى عن حياة الأديب الراحل ومشواره النضالى فى السياسة والأدب.