شهد الرئيس الصينى ونظيره النمساوى أمس (الاربعاء) توقيع حزمة من الاتفاقيات ، وتعهدا بتعزيز العلاقة الثنائية. وقال الرئيس الصينى هو جين تاو للرئيس النمساوى الزائر هاينز فيشر ، ان " الصين ترغب فى العمل مع النمسا للإرتقاء بالعلاقة بينهما الى مستوى جديد ". وخلال محادثاتهما التى استغرقت ساعة فى قاعة الشعب الكبرى ، استعرض هو نمو العلاقات الثنائية منذ ان اقامت الصين والنمسا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1971. وقال هو ان " الصين و النمسا شهدتا تعمقا ونموا للعلاقات بينهما " ، مستشهدا بتوسع التعاون فى مجالات الاقتصاد، و التجارة، و الاستثمار، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة. واتفق فيشر فى الرأى مع هو ، قائلا ان الصين اصبحت شريك تعاون هاما للنمسا. وقال فيشر ان النمسا تشعر بالرضا ازاء الروابط مع الصين ، حيث زادت التجارة الثنائية باطراد العام الماضى رغم الازمة المالية الدولية وحسب وكالة الأنباء الصينية شينخوا فقد وصل حجم التجارة بين الصين و النمسا الى 4.33 مليار دولار خلال الفترة من يناير الى نوفمبر 2009 ، وفقا لهيئة الجمارك الصينية . تعد هذه اول زيارة رسمية للرئيس النمساوى للصين منذ توليه الرئاسة فى يوليو 2004. يرافق فيشر اكثر من 60 مسؤولا فى مجالات الصحة، والدفاع، والرياضة، والاعمال، والتجارة، والبنوك ، وغيرها ، وحوالى 120 مدير شركة . واعرب فيشرعن تعازيه فى وفاة أفراد الشرطة الصينيين الثمانية من قوة حفظ السلام الذين توفوا فى زلزال قوته 7.3 درجة الذى ضرب هايتى الاسبوع الماضى . وقد عادت جثامينهم الى بكين امس الثلاثاء. ووصف افراد حفظ السلام الثمانية بانهم " ابناء ممتازون للامة الصينية، وحراس مخلصون للسلام العالمى "، وقال ان الشعب الصيني يشعر بالاسى لمعاناتهم . وقال هو انه على الرغم من عدم اقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وهايتى ، الا ان الصين ارسلت فريق انقاذ دوليا الى الدولة الواقعة فى الكاريبى ، وقدمت لها اموالا ومساعدات اغاثة عاجلة . واضاف ان " الصين سوف تعمل مع المجتمع الدولى لدعم جهود الاغاثة واعادة الاعمار فى هايتى فيما بعد الزلزال" . كما اعرب هو عن تقديره لتمسك الحكومة النمساوية بسياسة صين واحدة ، وتعهدها بتنمية الروابط الإيجابية مع الصين . وبالنسبة الى المستقبل ، اقترح هو ان تحافظ القيادة فى الدولتين على علاقات وثيقة فيما بينها ، وان توسع الحكومتان ، والمجلسان التشريعيان فى البلدين الإتصالات بينهما من اجل تعميق الثقة السياسية. وعلى الصعيد الاقتصادى ، اكد هو ضرورة استفادة الدولتين من مزاياهما الخاصة ، وتوسيع التعاون فيما بينهما . وشجع الجانبين على اكتشاف طرق جديدة للتعاون ، وتعزيز مجالات النمو الجديدة. وقال انه " من الضرورى بالنسبة للجانبين زيادة الاتصالات بين مجالس الأعمال حتى يمكن تدعيم التعاون بين الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم". ودعا الى بذل جهود مشتركة للتصدى للحمائية التجارية والاستثمارية ، وتوفير ضمانات قانونية لتوسيع الاستثمار المتبادل . وردا على ذلك ، قال فيشر ان النمسا رحبت بزيارة وفد الترويج التجارى الصينى . كما اكد تشجيعه للدولتين على تعزيز التعاون فى مجال الطيران المدنى . واقترح هو ان توثق الدولتان التعاون بشكل أكبر فى مجالات الثقافة، والتعليم، والسياحة، والبحوث، والاعلام ، وتعزيز الحوارات بين مختلف الثقافات. وقال هو " نظرا لان العام المقبل يوافق الذكرى الاربعين لاقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية ، فان الصين تود العمل مع النمسا من اجل الإعداد للاحتفالات ". كما تعهد بتعزيز التعاون مع النمسا فى القضايا الدولية، والاقليمية . وقال فيشر ان النمسا ترغب فى ان تلعب دورا ايجابيا فى تعزيز العلاقات بين اوربا ، والصين . وفى ختام محادثاتهما ، شهد الرئيسان توقيع 5 اتفاقيات فى مجالات الصحة العامة ، والحجر الصحى للجودة ، والعلوم والتكنولوجيا ، وتدريب الافراد ، وتدريس اللغة الصينية.