وجه الرئيس الإيرانى السابق أكبر هاشمى رفسنجانى فى خطبة الجمعة، نقدا لاذعا لولاية المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي، فيما دعا إلى الافراج عن مئات الناشطين السياسيين، من الاصلاحيين والمتظاهرين، الذين اعتقلوا خلال الحركة الاحتجاجية على نتائج الانتخابات الرئاسية، مؤكدا إن ثقة الايرانيين تزعزعت بعد الانتخابات ويجب اعادة بنائه. ووجه رفسنجانى نقدا مبطنا لخامنئي، بالحديث عن فترة ولاية قائد الثورة الإمام الخميني، وقال رفسنجانى إنه "إذا لم يكن الشعب الشعب راضيا عنك فلا يمكن أن تكون وليا"، فى إشارة قوية إلى خامنئي، الذى دعم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى الانتخابات. كما هاجم رفسنجانى الرئيس الإيرانى نجاد مشيرا إلى أن حكومته غير شرعية طالما لم يرض عنها الشعب قائلا "إذا لم يكن الشعب الإيرانى راضيا، فإن الحكومة تفقد شرعيتها". واشتعلت الاحتجاجات فى إيران بعد أن اعلنت نتائج الانتخابات فوز نجاد بولاية رئاسية ثانية، وشكك الاصلاحى مير حسين موسوى فى صحة النتائج، طالبا اعادة الانتخابات، لكن مجلس صيانة الدستور أقر النتائج بما يغلق باب الطعن عليها. وألقى رفسنجانى خطبته وسط هتافات متعارضة من جانب المحافظين والإصلاحيين، وذلك فى المرة الأولى التى يعود فيها إلى إمامة الصلاة بعد 50 يوما، ومنذ اندلاع الاحتجاجات على نتائج الانتخابات. وقال رفسنجانى كنا نتمنى تتويج المشاركة الشعبية بإجراء انتخابات حرة، مشيرا إلى رفضه لنتائج الانتخابات. وقال إن "عددا كبيرا من الإيرانيين" لديهم شكوك فى الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتائجها وطالب بالتحرك الفورى لعلاج هذا الموقف. وعقد رفسنجانى مقارنة بين فترة ولاية الخمينى وولاية خامنئى قائلا "الإمام الخمينى عندما أطلق ثورته كان يرفض استخدام السلاح ضد الشاه، ولعب الشعب دورا بارزا فى الحركة التى قادها، ففى عهد الإمام الخمينى كنا نعتمد على الشعب بشكل مباشر، وكل المجالس الشعبية التى طرحت فى ذلك التوقيت كانت بدعم من الإمام". وأضاف رفسنجانى عن فترة ولاية الخمينى "قمنا بترتيب الدولة اعتمادا على رأى الشعب، والثورة من وجهة نظر الدستور تعتمد على رأى الشعب، والبرلمان ينتخب من قبل الشعب، ورئيس الجمهورية ينتخب من قبل الشعب. صحيح انها حكومة دينية ولكنها جمهورية". وتابع "البعض يحاول إقصاء صوت الشعب الإيراني، ونحن نمر بأيام مرة وصعبة، كل التيارات الموجودة فى البلاد تعاني. نحن نحتاج الوحدة لمواجهة الأخطار التى تداهمنا. يجب ألا نضيع الجهد الذى بذله الشعب فى الانتخابات، ولا اريد من أى جناح أن يستفيد من هذا الكلام، وعلينا جميعا أن نوقع فى قلوب أعدائنا اليأس". وطرح رفسنجانى مقترحات لحل أزمة انتخابات الرئاسة الإيرانية، أبرزها التزام كافة الأطراف بالقانون وبدء حوار مفتوح بين الإصلاحيين والمحافظين وإعادة الثقة بين الشعب والحكومة ونبذ استخدام العنف ضد المواطنين وإطلاق سراح كافة المعتقلين وتعويض المتضررين ورفع القيود عن وسائل الإعلام. وقال رفسنجانى إنه عرض هذه المقترحات على مجلس الخبراء. وفى السياق ذاته قال شهود إن الشرطة الإيرانية استخدمت القنابل المسيلة للدموع والهراوات لتفريق مؤيدى زعيم المعارضة مير حسين موسوى خارج جامعة طهران. ووقع الحادث فى الوقت الذى كان الرئيس الايرانى السابق يؤم صلاة الجمعة داخل حرم الجامعة.