فى اللفة وتحلم بالزفة ...هذا هو المثل الشعبى المشهور الذى يقال على كل البنات فأى بنت تحلم بفارس الاحلام الذى سيحملها على حصانه الابيض ويطير بها فى عالم من الرومانسية والحب . حلم مشروع ولكن يحتاج الى اختيار صحيح فالزواج حياة يبنيها اثنان اما ان تكون جميلة او تكون سيئة ورديئة. فأهم سؤال لابد أن تفكرى فيه عزيزتى كيف تختارين شريك حياتك ؟؟؟ والاختيار في حد ذاته ، فعل إنساني ليس بالسهل . وخاصة ، إذا كان يتعلق باختيار شريك الحياة .. وسؤال كيف تختارين شريك حياتك هو سؤال بسيط يجاب عنه في عالم الخيال يوميًا مئات بل آلاف المرات، ولكن مع بساطته تجد الكثيرين لا يستطيعون تطبيق هذه الاجابة فى الواقع . وقبل أن نجيب عن هذا السؤال فإننا سنطرح سؤالا آخر.. لماذا تتزوج؟!… وأهمية الاجابة عن هذا السؤال تأتى من أنه عندما تقوم باختيار أى شريك، في مهمة واضحة بالنسبة لك وهدف تسعى للوصول إليه لا بد وأن هذا الاختيار سيتأثر ويتغير تبعًا للمهمة والهدف بل ودرجة وضوحهما في ذهنك. فهل تتزوجين عزيزتى للحصول على المتعة.. أم تتزوجين لتكوين أسرة .. أم تتزوجين لتكوين عزوة أولاد كثيرين.. أم تتزوجين طاعة لله .. أم تتزوجين من أجل كل هذا، … وهناك أسباب او دوافع اخرى للاختيار قد تكون لا شعورية لذلك عليكى سيدتى الوعى بها وهذه الدوافع هى: 1- الاختيار بدافع الهروب : الهروب من عائلة تعتريها المشاكل أمثال تسلط الأب أو معاملة زوجة الأب القاسية أو... أو بدافع الهروب من الإحساس بالوحدة والخوف من فوات الأوان ( البنت العانس ) أو بدافع الهروب من الفقر ( تبني نظرية العروس أو العريس الجاهز ) 2ً - الاختيار بدافع الصِفة أو الحاجة المُفتَقَدة في صاحب الاختيار : كأن يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه صفات أو إمكانات يتمنى أن تكون لديه ، فإذا ما وجدها عند آخر اندفع نحوه مختاراً إياه تحت تأثيرها . كمن يختار شخصاً يتصف بالجمال أو العلم أو الرزانة أو الحيوية ، أو موهبة ما . إنه اختيار لا شعوري تقريباً يهدف إلى اكتمال صاحب الاختيار وإشباع حاجة لديه تنقصه . 3ً- الاختيار بدافع الشعور بالنقص : فَمَنْ كان محروماً من حنان الأمومة أو عطف الأبوة والتقى مَن يسدّ لديه هذا النقص يندفع نحوه ويختاره وغالباً يكون هذا المختار أكبر سناً من صاحب الاختيار . 4 - الاختيار بدافع " البديل " : قد ينجذب شخص نحو آخر ، ربما لا يعرفه ، فيختاره لأنه يحمل صفات جسمانية أو سمات نفسانية وأخلاقية ، تذكّره بأشخاص يحبهم كانت تتوفر فيهم هذه الصفات وتلك السمات أو بعض منها . مثال ذلك ، الرجل الذي يختار زوجة فيها الكثير من صفات أمه التي كان يحبّها ويقدّرها . ومثال الفتاة التي تحب أباها وتعجب به وتتخذه مثلاً أعلى لها فتختار شاباً ترى فيه بعضاً من صفات أبيها كالحكمة أو القدرة على التدبير أو المرح... 5 - الاختيار بدافع الضد : كأن يختار الواحد شخصاً يحمل نقيض القيم التي تحملها أسرة صاحب الاختيار والتي يرفضها أصلاً ليعبّر في اختياره عن رفضه لقيم أسرته ، ومن خلالها عن رفضه لأسرته التي تقسره على تبنّي هذه القيم والسلوك بحسبها . مثال ذلك الفتاة التي تنتمي إلى أسرة محافظة متعصِّبة تعاني فيها من تسلّط الأب أو الأخوة ، تختار شاباً من أسرة متحررة تقدمية . 6- الاختيار بدافع تأكيد الذات : يعبّر عن الحاجة إلى تقدير الذات ، فيه يستهدف صاحب الاختيار ، شخصاً له مقام اجتماعي أو كنسي أو سياسي أو نَسَبيّ وحَسَبيّ أو غيره ، يربط شخصه به ويؤكد ذاته عن طريق اختياره له وارتباطه به . 7- الاختيار بدافع الإنقاذ : كأن تختار إنسانة شاباً ضائعاً بتأثير الشفقة عليه ، وهو يختارها بدوره لتخرجه وتنقذه من حالة البؤس والشقاء والفقر الذي يعيش فيه . 8 - الاختيار بدافع الوسط الاجتماعي : فيه يختار الإنسان الآخر لا من أجل ذاته ، إنما من أجل عائلته لما تتمتع فيه من حَسَب ونَسَب أو جاه أو ثقافة أو مال ، مما لا يتوفر عند عائلة صاحب الاختيار . 9- الاختيار بدافع عشق الذات : إنه اختيار نرجسي فيه يختار الواحد شخصاً تتوفر فيه الصورة التي يعشقها عن ذاته . إن هذا الاختيار عشقٌ للذات من خلال الآخر . 10" - الاختيار بدافع القانون الجيني ( تطابق الأبراج) حيث يختار الواحد شخصاً ينتمي إلى البرج نفسه . إنها مجرد نظرية لم تثبُت صحتها . ومن هنا تختلف الرؤى في كيفية الاختيار وبالرغم من ذلك لابد ان تعلمى سيدتى عند أختيارك لشريك حياتك ان الزواج كالطائر ذو الجناحين . هذان الجناحان هما العقل والعاطفة حيث ان هذا الاختيار لابد ان يجمع بين القلب والعاطفة فلا تكونى رومانسية الى درجة الخيال ولا تكونى متجمدة المشاعر فالعقل والعاطفة يجب أن يتزنا عند الاختيار توازنًا دقيقًا فالعاطفة حدها الأدنى -عند الاختيار- هو القبول وعدم النفور وتتدرج إلى الميل والرغبة في الارتباط وقد تصل إلى الحب المتبادل بين الطرفين… أما الاختيار بالعقل يعني تحقق التكافؤ بين الطرفين من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والشكلية والدينية. كيفية الاختيار بالعقل 1- عند تحديد بنود التكافؤ لشريك الحياة يجب الانتباه إلى أن الشخص كامل الأوصاف غير موجود، وأن عليك تحديد أولوياتك، وترتيبها حسب ما تحتاجيه من شريك حياتك، فتحدد ى ما هي الأشياء التي تقبلين التنازل عنها في بنود التكافؤ لحساب بنود أخرى، بمعنى إذا وضعتى الوسامة –مثلا- في أول القائمة فعليك أن تضعى في اعتبارك أن ذلك قد يكون على حساب المستوى الاجتماعي والاقتصادي مثلا وهكذا . 2- إذا لم تحدد ى أولوياتك ستجدى نفسك مع كل اختيار مطروح عليكى ترى العيب أو الشيء الناقص في هذا الشريك وتضعيه على قائمة أولوياتك؛ وبالتالي لن تستطيعى الاختيار أبدًا؛ لأنك كل مرة ستجدين العيب الذي تعلنى به رفضك أو حيرتك في الاختيار؛ لأنه لن يوجد الشخص الكامل الذي تتحقق فيه كل الصفات التي تنشدها. 3- رتبى أولوياتك رتبى بنود التكافؤ ترتيبًا تنازليًا حسب أولوياتك - والتي تختلف من شخص إلى آخر - وأعطى لكل أولوية درجة تقديرية، ثم قومى بتقييم كل صفة من صفات – الشريك المرتقب - وامنحيها درجة، حتى تنتهي تمامًا من كل بنود التكافؤ التي حددتها مسبقا. 4- يلي ذلك أن تقومى بنظرة شاملة بعد هذا الترتيب والتقييم بحيث تقيم الشخص ككل كوحدة واحدة وتحددى إن كان هذا الشريك المرتقب مناسبًا وإن كنتى تستطيعين التكيف مع عيوبه وسلبياته بحيث لا ينغص عليكى حياتك أم لا. في هذه المرحلة لا بد وأن تكونى صادقة مع نفسك، فلا مجال للمجاملة في اختيار شريك الحياة لأنك ستتحملينه طوال حياتك؛ فيجب أن تكونى مدركًة تمامًا لما أنتى مقدمة عليه، وأن تتعاملى مع الشخص كما هو عندما رأيته ولا تتوقعى مبدئيًا أنه سيتغير سواء من حيث الشكل أو الطباع أو….إلخ. أنت الآن حرة في اختيارك وبعد قليل أنتى مسئولة عن هذا الاختيار، ومتحملة لنتائجه. تبقى نقطتان صغيرتان يتعرض لهما من يقدم على الاختيار… وهي أن الكثير يشكو من أنه وهو مقدم على الاختيار لا يشعر بتلك الفرحة التي يراها أو رآها في عيون من سبقوه إلى هذا الأمر بل إنه يشعر بالخوف والقلق… هذا الشعور يجعله يخشى ألا يكون اختياره صحيحًا خاصة وإذا كان صلى صلاة استخارة، فيعتقد أن هذه هي نتيجة الاستخارة. ونقول ببساطة: إن هذا القلق طبيعي، ويشعر به كل المقبلين على هذه التجربة، ولكنهم لا يظهرونه ويخفونه وراء علامات السعادة. ويكون سبب هذا القلق هو إحساس الإنسان أنه مقدم على خطوة كبيرة في حياته ويكون سؤاله الحائر - بالرغم من كل ما اتخذه من أسباب - هل فعلا قمت بالاختيار الصحيح؟ وهو شعور يزول بمجرد استمرار الفرد في إجراءات الارتباط وربما يعاوده القلق مع كل خطوة جديدة سواء وهو يتنقل من الخطوبة إلى العقد أو من العقد إلى الزفاف ثم يزول نهائيا مع بداية الحياة الزوجية واستقرارها… أما النقطة الثانية فهي موقف الأهل من الاختيار لذا يجب أن يسبق الإقدام على الاختيار حوار طويل مع الأهل؛ للتفاهم على أساسه حتى يقتنعوا بما أنتى مقدمه عليه حتى لا تفاجئيهم باختيارك أو يفاجئوك برفضهم…. كما يجب الاستماع لرأيهم وعدم اعتبار كل خلاف مع وجهة نظرهم هو عدم فهم لك أو لمشاعرك، بل يجب أن تزنى رأيهم بموضوعية وبهدوء… ليس المهم أن نختار فقط ، إنما أن نحسن الاختيار . أي أن يكون اختيارنا واعياً ومدروساً ، حرّاً وعقلانياً، ومحباً. أي أن نختار ما يناسبنا حقاً ، ما هو الأفضل حقاً بالنسبة إلينا .