أعربت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة ، عن بالغ أسفها ، وعميق حزنها لسقوط العشرات من القتلى ومئات المصابين ، إثر الإشتباكات التى شهدتها أماكن متفرقة من البلاد أمس ، بين مناصرى الرئيس السابق محمد مرسى والمعارضين له من ناحية ، وبينهم وبين قوات الجيش والحرس الجمهورى التى التزمت ضبط النفس من ناحية أخرى. وأكدت اللجنة مجددا ، رفضها التام لسياسة العنف والإرهاب وترويع الآمنين ، التى تتبناها وتحرض عليها قيادات جماعة الإخوان المسلمين ، مشددة على أن تلك السياسة تعد انتحارا سياسيا للجماعة ، ولا علاقة لها بالدين الإسلامى الحنيف ، لا من قريب ولا من بعيد. ورفضت اللجنة رفضا باتا المساس بالقوات المسلحة ، والتحريض ضدها ، أو التعرض لها بأى شكل من الأشكال من أى طرف ، معتبرة ذلك يمثل تعديا سافرا على الوطن ، وتجاوزا للخطوط الحمراء ، فالقوات المسلحة هى درع الشعب الواقى من أى هجوم ، وحصن الأمان له وللبلاد ، فضلا عن أنها ليست طرفا فى المعادلة السياسية ، وأنها لاتنحاز إلا لإرادة الشعب. وتدعو اللجنة القيادة السياسية الجديدة فى البلاد، إلى سرعة البدء فى إجراءات المصالحة الوطنية ، والعمل على استيعاب كافة التيارات فى دولاب العمل السياسى ، بما فيها جماعة الاخوان المسلمين ، تحت مظلة الوطن. كما تدعو اللجنة شباب جماعة الإخوان المسلمين من الصف الثانى ، للتدبر وإحكام العقل ، فيما يمارسه البعض من مواجهات مع أبناء الوطن ، وتحريض على سفك دمائهم ، التى هى عند الله أكثر حرمة من الكعبة المشرفة ، والحض على رفض تلك الممارسات ، والعودة الى أبناء الوطن والانخراط معهم ، ومشاركتهم فى بناء دولة مصر الجديدة ، بما يحقق النفع للجميع دون إقصاء. كما تدعو اللجنة الصحفيين والإعلاميين فى كافة الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، إلى تبنى لغة خطاب المصالحة الوطنية ، والبعد عن لغة الهزيمة والنصر ، فالشعب المصرى ليس فى معركة داخلية ، ولم ينقسم المصريون الى فريقين متناحرين ، كما تدعوهم الى التمسك بمواثيق الشرف الصحفية والإعلامية ، تأكيدا على استقلال الصحافة ، مؤكدة على عدم جواز إغلاق الصحف او القنوات الفضائية تحت أى مبرر ، ودون سند من القانون. ومن جانبه أكد بشير العدل مقرر اللجنة ، رفضه التام لتعرض قيادات جماعة الاخوان المسلمين ومناصروها من تيارات الإسلام السياسى للجيش ومحاولات الإعتداء عليه باللفظ أو الفعل ، والترويج الكاذب على أنه قام بانقلاب عسكرى ، مؤكدا أن الجيش يمثل حارس العدالة فى المجتمع، والسياج الذى يمنع الحاكم عن أن يستبد بشعبه. ولفت العدل إلى أن قيادات جماعة الاخوان المسلمين ، تدين نفسها دون أن تدرى ، وهى تعتدى على الجيش وتتهمه بالانقلاب العسكرى ، فى حين أنه انحاز للإرادة الشعبية فى إنهاء نظام مرسى ، كما انحاز إليها فى إنهاء نظام مبارك ، واحترم الإرادة الشعبية حينما أوصلت جماعة الإخوان إلى السلطة فى البلاد. واتهم العدل قيادات جماعة الاخوان المسلمين بالسعى إلى تحقيق مصالح خاصة ، مستخدمين شباب الإخوان وقودا لمعركتهم الدنيوية وسعيهم لسلطة زائلة وملك لايدوم ، مؤكدا أن تلك القيادات قد شاخت وهرمت وتسببت بادارتها غير الرشيدة فى تآكل الجماعة فى الشارع ، ومازالت تعمل بتحريضها ضد الجيش والمواطنين على انتحارها السياسى ، والقضاء على أى رصيد تبقى لها فى المجتمع. وأشاد العدل بشباب الإخوان مشيرا الى أن منهم صحفيون وإعلاميون وسياسيون أكفاء ، قادرون على المساهمة الفعالة فى بناء وطنهم ، بما لهم من فكر وسطى معتدل ، يبنى ولا يهدم ، معربا عن أمله فى أن يعود هؤلاء الى العمل حتى ينكشف الذين يمارسون الإرهاب الحقيقى ويلبسونه ثوب الجماعة.