مسلمون صينيون يؤدون صلاة الجمعة في الشارع بعد أن فاضت بهم ردهات المسجد عندما قاطع المسلمون فى جميع دول العالم البضائع الأمريكية والإسرائيلية، تضامناً مع أشقائنا الفلسطينيين فى أعقاب العدوان الأخير على قطاع غزة، مروراً بمقاطعة المنتجات والسلع الدنماركية الغذائية والعلاجية عندما تجرد رسام الكاريكاتير الدنماركى "إريك سورنسن" من كل صفة تتصل بالآدمية وقام برسم الأعمال الكاريكاتورية المسيئة إلى الرسول، وقد رأينا فى هذه الأحداث سالفة الذكر صمود المواطن العربى المسلم فى وجه الإنتهاكات الدموية والتجاوزات الدينية التى وجهها الغرب إليه، وقاطع جميع السلع الغذائية حتى وصل الأمر بإمتناع العديد من المسلمين عن شراء المستحضرات الطبية وألبان الأطفال التى تحتكر إنتجاها المصانع الدنماركية.. ولكن هل يكون الحال إبان الصين إذا نجحت محاولات دول العالم الإسلامى بقيادة تركيا إلى مقاطعة المنتجات الصينية التى غزت جميع أسواق الدول العالمية، واعتمدت على رخص ثمنها بشكل أساسى دول العالم الثالث التى تفتقر إلى الإمكانات التكنولوجية والمهارت التى يتمتع بها أهل القطب الصينى الذى بزغ نجمه خلال الفترة المؤخرة واعلنت مؤشراته أنه قادم بقوة .. وجدير بالذكر قيادة وزير الخارجية التركى مبادرة مقاطعة الصين فى خطابه الذى أعلنه أمام العالم الجميع بكلمات حادة قائلاً: " إننا لسنا مضطرين لشراء هذه البضائع الرديئة بسبب تدنى أسعارها وعلينا أن ننظر بإهتمام أكثر إلى مسألة عدم مراعاة حقوق الإنسان، وأن نعلن موقفنا بصراحة ووضوح".. جاء ذلك قبل اندلاع مظاهرات فى تركيا ضد أعمال العنف الطائفية التى تورطت فيها السلطات الصينية ضد المسلمين اليوغور فى إقليم شينجيانج ذى الحكم الذاتي، وكانت أضخم المظاهرات هى التى انطلقت فى مساجد مدينة إسطنبول عقب صلاة الجمعة أمس، تطالب بالتحرك لنصرة المسلمين اليوغور الذين شارك الكثير منهم فى هذه المظاهرات. وقد جاءت الرسالة الموحدة التى دعا فيها العديد من المسلمين فى جميع أنحاء العالم.. كان نصها الآتي:" إحتجاجا على قمع إخواننا وإغلاق مساجدهم نقاطع المنتجات الصينية التى تكدست بها أسواقنا العربية ونستبدلها بمنتجات دول إسلامية أو دول صديقة للعالم الإسلامى كتركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وكل منتجات الدول العربية، وبهذا يتحقق لنا منفعتين أولاً: تهديد الحكومة الصينية كى يعلموا بخطورة ما يفعلونه بمسلمى الصين ومدى ضرره عليهم؛ بالإضافة إلى توجيه رسالة لهم ورسالة إليهم فى صوت واحد تقول: "لستم بمفردكم بل لكم مليار أخ فى العالم يساندوكم ويقفون بجواركم ويدعموكم". ثانياً: تحقيق التكافل بين الأشقاء المسلمين فى محاولة قد تمهد الخطوة الأولى لتحقيق التكافل الإجتماعى فيما بين دول العالم الإسلامي.