يا راكبين المزن وانتم عطشى تلهثون في بحثكم عن الاعلاف الجنان الخاويه تئز وتبقى مصفرة والصحراء يلعب بها الزفزاف ترقص الاشجار مع الرياح لتزيل الاصفرار بغير ارداف اهداب تغنت في واحات الثرى هذه الابل تسير دون مجذاف ربي دعوتك والقلب خاشع وعندك ميزان العدل والإنصاف ليس القبح بمنظر الخَلق كلها معايير ولِلجَمال اوصاف جميلة عيون السماء لامعة تغمض جفونها لنور القمر الشفاف العاشقين يتغزلون في بدر الدجى تنسدل السكينة غطاءاً ولحاف ليت كُلًّ الأزمان صفحة واحده سبحان مالك الاسرار والأعراف يا اشباه الرجال في كل الاوقات خشبٌ مسندة انتم واصداف حظائركم منبع الروث والفساد قصوركم مبيت ومرتع للخراف غرتكم حياتكم ورغد عيشها فأصبحت رقابكم تقطف بالسياف لم تتعظوا من القرون الاولى يا شياطين الانس وسوستم للضعاف بديع هذا الكون فسبحان المصور تسبح به كلُّ الكائنات بإعتراف تعساً لكل القلوب السوداء في سقر ينضج اللحم وتُعاد الالياف يا زارعين الشوك في الهواء ما لكم حجة بعد ذاك الاقتراف قبس مخملي بوشاح الزهور ولج القباب والصدور اصناف خفافيش الظلام تعشق السواد تخشى البياض وللفجر احلاف هذا اخانا الكريم وذاك عدونا اللئيم يسعون للصعود على الاكتاف دع المداد يجري في الصحاف فهو اشد ايلاماً من السم الزعاف الشاعر والروائي منذر بهاني