اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر السبت اثنين ممن سبقوه الى السدة البابوية "مكرمين"، احدهما يتمتع بشعبية كبيرة جدا هو يوحنا بولس الثاني والثاني يثير موضوع تطويبه جدلا حادا بسبب صمته بازاء محرقة اليهود هو بيوس الثاني عشر، كما اعلن "طوباوية" الكاهن البولندي ييرسي بوبييلوجكو. وشكل توقيع البابا السبت لمرسوم اعلان "بطولة فضائل" سلفه بيوس الثاني عشر، وهي الخطوة الاخيرة التي تسبق تطويبه المحتمل، مفاجأة لدى جميع المراقبين. ويأخذ عدد من المؤرخين وقسم كبير من اليهود على بيوس الثاني عشر التزامه الصمت حيال المحرقة التي ارتكبها النازيون بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. الا ان البابا الالماني بنديكتوس السادس عشر، واسمه الاصلي يوزف راتزينغر، الذي كان مراهقا خلال النازية، دافع في مناسبات عدة عن بيوس الثاني عشر. وكان الاب غومبل "وكيل" دعوى تطويب البابا بيوس الثاني عشر (محامي الدفاع عن الدعوى) اعلن في يونيو، بعد شهر على زيارة بنديكتوس السادس عشر للاراضي المقدسة في مايو، ان البابا يتخوف في حال المضي قدما في هذا الملف من تقويض العلاقات الكاثوليكية-اليهودية. ويستند بنديكتوس السادس عشر في موقفه الى وثائق من الارشيف الفاتيكاني (لا تزال سرية ويجري تصنيفها)، وهو مقتنع بان بيوس الثاني عشر انقذ ارواح العديد من اليهود في اوروبا عبر السماح لهم بالاختباء في مؤسسات دينية في روما والخارج، وقد التزم الهدوء لتفادي تفاقم اوضاعهم. اما فيما خص دعوى تطويب البابا يوحنا بولس الثاني، وبعدما قرر مجمع دعاوى القديسين في 17 نوفمبر اعلان "بطولة فضائل" كارول فويتيلا، وقع البابا بنديكتوس السادس عشر السبت مرسوم اعلان البابا البولندي (1978-2005) "مكرما". وبذلك تكون دعوى تطويب يوحنا بولس الثاني انتقلت الى مرحلة امكان اعلانه طوباويا، وهو امر توقعت الصحف الايطالية حصوله العام المقبل. وادلت الصحف بتكهنات عدة حول هذا الموعد، اذ توقع بعضها ان يكون في الربيع المقبل في الذكرى الخامسة لرحيل يوحنا بولس الثاني في 2 ابريل 2005، بينما ذكر بعضها الآخر ان الاعلان سيحصل في 16 اكتوبر 2010 في ذكرى انتخابه في 1978 على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر وافق على فتح دعوى تطويب يوحنا بولس الثاني بعد شهرين فقط على رحيله، وهي مدة زمنية قياسية لا يجيزها القانون، الذي يشترط مرور خمس سنوات على الاقل على الوفاة، ولكنها تمت بإرادة بابوية رغم ان هذا الامر اثار حفيظة كثيرين حتى داخل الكنيسة.