الملك رمسيس الثاني في إحدي غزواته تدعى المخابرات المصرية أن تاريخ مصر الحقيقى يختلف تماما عما سبق وتمتدوينه وتصوره من قبل علماء المصريات وذلك بسبب عدم توفر المعلومات الكافية لهموجهلهم بالغة الهيروغليفية ونظرا لأنه قد توفر للمخابرات المصرية معلومات كثيرةمهمة ناتجة عن تصوير المقابر الفرعونية والمعابد التى مازالت مطمورة تحت الأرضوقراءة ما كتب على حوائطها وفى البرديات التى دفنت فيها وكذلك نتيجة تمكنهم من كشفطلاسم الهيروغليفية. والشيئ الثابت الوحيد والحقيقى المشترك بين المعروف حاليا وما تمالتأكد من أنه حدث قديما بالفعل (والكلام هنا على عهدة المخابرات المصرية) هو أنمصر حكمت فى تاريخها الفرعونى بواسطة ثلاثين أسرة حاكمة ولكن ليس بنفس عدد الملوكالمعروف حاليا ولا بفترات حكمهم وأسمائهم المعروفة حاليا ولا بالمناطق التى ولدوافيها ولا بأسماء زوجاتهم وأبنائهم وعددهم، ولا بعواصم مصر المعروفة حاليا. فمثلا يعتبر كل ما أشيع عن تزوج ملوك مصر بمئات النساء وإنجابهم لعددمحدود من الأبناء رغم زيجاتهم العديدة هذه خطأ حيث لم يكن يسمح للملك سوى بالزواج من سيدة واحدة فقط (ولم يعرف نظام الجوار والعبيد فى مصر) وكانت غالبا تنجب له أكثر من عشرة أبناء. وكذلك يعتبر كل ما أشيع عنفترات عدم استقرار وثورات وحروب وإستعمار خطأ حيث لا يوجد فى تاريخ مصر لا هكسوسولا استعمار فارسى ولا حكم من جانب أسر ليبية ولا نوبية فقد كانت مصر مستقرةومحكومة بملوك أحبهم الشعب وتنوعوا فى أصولهم حيث إنتقل الملك سلميا لأفراد تميزوابالعبقرية ويتم ذلك بعد إختيار الملك السابق لهم لوراثة العرش وحكم البلاد بسببتفردهم وذكائهم الشديد وكان هذا الإختيار يتم غالبا فى حياة الملك ويتمم فى حياتهأيضا حيث يعتذل الملك القديم الحكم ويمنح سلطة البلاد لواحد من المميزين من الشعب.(ومنهذا النظام إقتبس الرومان الحكم الديمقراطى الجمهورى) وتدعى المخابرات أنه قد حكم مصر الموحدة فى عهد الأسر الفرعونية الثلاثين 523 ملك من أصولتعود لمناطق مختلفة فى مصر وقد تزوجوا بملكات تعود أصولهن أيضا لمناطق عديدة فىمصر ولم يوجد فى مصر نظام عبودية وكذلك لم ينتشر فيها تعدد الزوجات وقد حرمقانونا فى عهد القرى الصغيرة أى قبل ملايين السنين من توحد مصر تحت حكومتين ثم تحتحكومة واحدة ولم يسمح فى مصر بأسر الأسرى ولا خطف البشر ولا الحيوانات. وكان الملك والملكة يتنقلون بين مناطق الإنتاج الوفير فى مصر ليباشرواما ينتج فيها هم وأبنائهم ووزرائهم وكان الملك يقضى ما بين أسبوع وشهر فى كل منطقةمن مصر ويرسل أبنائه وزوجته ووزرائه وزوجاتهن وباقى أسرته ونسبائه لباقى الربوعللإطمئنان على حال البلاد والإنتاج والزراعة والمصانع حيث أعتبرت مهمة الملكالرئيسية هو وأسرته ووزرائه مباشرة أحوال البلاد والتنقل بين أقاليمها ومساعدةسكانها فى أعمالهم اليومية وكان الملك وأفراد حكومته (المبعوثين لكل أقاليم مصر) يستريحلساعة بعد وصوله لموقع مباشرته العمل كمبعوث مسئول عن متابعة الأحوال يتناول فيهاوجبة سريعة ثم يدخل لأول مزرعة أو مصنع ويبدأ مباشرة فى العمل فى الموقع الى يحتاجعمال وحتى نهاية زيارته حيث يعمل وهو يستمع لكل ما دار فى الموقع المسئول عنمتابعته أثناء غيابه. وقد توفر لهذه الحكومة المتنقلة التى كانت تتكون على الأقل من ستةآلاف شخص من متابعى كل أقاليم مصر الوقت الكافى لمتابعة شاملة لكل أقليم (فقد كلفكل مبعوث بمتابعة ثلاث قرى على الأكثر) وكذلك توفر لهم متابعة دقيقة لمعظم السكانحيث تم إقرار نظام يوجب على العمد فى كل قرى مصر وكان عددها 18 ألف قرية إختيارالعباقرة والمميزين فى كل قرية وإرسالهم للملك لتعينهم كوزراء وكان عمال الملكوالملك وأسرته يتابعون بشكل دائم عملية ترقية العباقرة والموهوبين هذه حيث يقابلونالأهالى ويسألون عن الإختراعات الجديدة وكل من فعل شيئ مميز لقريته أو ألف قصةجميلة أو مسرحية جيدة أو غير ذلك من الفنون والصناعات والإبداعات. وكان كل مبعوث فيهم يذهب للإقليم الذى يرسل له ثلاث مرات على الأقل فىالعام (عند بداية الفيضان ثم عند نهايته وعند جمع المحصول) للتعرف على كل العوائقوالأحوال وللتعرف بكل النابغين فى مصر وكان يرسل كل نابغ للملك للتعرف عليه حتىولو كان طفلا فى الثانية من عمره وكان الملك يتعرف عليه وعلى مواهبه ويعينه وزيراله ويطلب منه القيام بمهمتة متابعة أقليم أو جانب من جوانب إدارة الدولة (وكان هذاالنظام هو الذى أسس للنظام الحديث حيث يتخصص الوزراء وحيث يوجد محافظ بكل إقليم) وكانكثيرا ما يقوم الملك بالتنازل عن العرش لمن هم أذكى منه ليتولوا الحكم ولو كان هذاالعبقرى من بلد بعيد عن بلد الملك القديم كان يميز اسمه فى قائمة الملوك وهو مافسر قبلا بأنه بداية لأسرة ملكية جديدة أو نهاية لأسرة سابقة. أما حقيقة الأمر فكانت أن الملك القديم يكرم أكثر النابغين فيوليهالملك ونظرا لأنه هو من إختار الملك الجديد فإنه قد صار من العرف ألا يقوم أى ملك جديدبإتخاذ قرارات هامة سوى بعد إستشارة الملك السابق له، وألا ينحى أى ملك الوزراءالذين عينهم سابقه لتميزهم وعبقريتهم فى، وكان الشعب يخجل من الإشادة بالعباقرة منهخوفا من أن يفهم هذا على أنه محاولة لتنحية الملك عن منصبه وتولية هذا العبقرىالشاب لذا فقد كان الوزراء يبذلون جهدا ضخما فى إقناع المميزين على الذهاب للتعرفبالملك ولفت إنتباهه لعبقريتهم وقد وصل الأمر لأنهم كانوا يدعون المرض لكى يصحبهمبعض العباقرة كرفقاء طريق حتى قصر الملك وكذلك فقد برعوا فى تأليف حجج غريبةومدهشة لإجبار الشباب والمراهقين من العباقرة على الذهاب لمقابلة الملك بل وصلالأمر بوعد بعضهم بعدم ضمه بتاتا لمجلس الوزراء ولكن عليه الذهاب لمقابلة الملكحتى لا يعتقد الملك أنه متكبر وأنه يريد من الملك الحضور بنفسه لرؤيته. وكانت أسرة الملك الجديد تعيش فى بيت مجاور لأسرة الملك القديم وتتشاورمعه فى كل كبيرة وصغيرة وعندما تضيق العاصمة بأسر الملوك المستقرين فيها يرحلبعضهم أو يتم تغير العاصمة تلقائيا لمكان قريب من المقابر الجديدة وأكبر حجما منسابقه . وكانت المقابر تمتد وتتسع بعرض الصحراء متوسعة كل فترة فى منطقة جديدةحيث كان يتم الحفاظ على القديمة ويضاف لها مناطق جديدة مخصصة كل فترة وفيها يتمبناء مقابر الشعب والملك معا وتتم حراستها كلها فى وقت واحد بحراس المملكة وهم نفسالقوة المكونة للجيش والمسئولة عن الأمن حيث لم تعرف مصر الشغب ولم تكن عادةالسرقة منتشرة فيها إلا من الغرباء ولم تعرف الحروب سوى بعد دخول الإسكندر الأكبرلمصر فاتحا وكان توسع مملكة مصر يحدث سلميا عندما تطلب إمارة صغيرة مجاورة منالملك أن يضمها لبلاده وان يبدأ فيها تنفيذ النظام المطبق فى مصر.