تجددت الاشتباكات القبلية بولاية جنوب دارفور بين قبيلتي القمر والبني هلبة، وكشف إبراهيم الرهيد عضو لجنة المصالحة بين قبيلتي القمر والبني هلبة ، أن حصيلة القتلى في المعارك القبلية الدامية من طرف البني هلبة بلغت حتى أمس 32 قتيلاً و 50 جريحاً. من جانبه قال عبد الرحمن حمدنا الله ممثل دائرة كتيلا بالبرلمان ، إنّ حصيلة قتلى قبيلة القمر 30 ويجري حصر الجرحى، وأوضح أن المعارك أدت لحرق عدد من القرى بكاملها، ونزوح الآلاف إلى رئاسة المحلية. وانتقد ممثل دائرة كتيلا بالبرلمان أداء حكومة الولاية، وقال إنها تقف (متفرجة) على الأحداث. اعتذر وزير الدفاع السوداني المهندس عبد الرحيم محمد حسين ، عن حضور جلسة البرلمان حول أحداث أم روابة الأخيرة ومناطق بجنوب كردفان بسبب ترتيبات خاصة، وطلب إرجاء مخاطبته لجلسات الأسبوع المقبل. وقال أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان، إنّ الوزير اتصل به هاتفياً واعتذر عن حضور الجلسة لظروف خاصة بالقوات المسلحة. وأضاف: استجبنا لطلبه وسيدرج في جدول أعمال الأسبوع المقبل. من جانبها واصلت الشرطة الشعبية السودانية الدفع بكتائبها إلى مسارح العمليات بولايتي شمال وجنوب كردفان ، للتصدي لاعتداءات الجبهة الثورية وقطاع الشمال. وأشاد الدكتور الهادي النور مساعد المدير العام للتوجيه والخدمات برئاسة الشرطة السودانية بالتدافع والروح المعنوية العالية لمرابطي الشرطة الشعبية المتجهين لمناطق العمليات. وأشار النور لدى مخاطبته أمس الفوج الثالث من مرابطي الشرطة الشعبية المتوجه لمسارح العمليات إلى أن ما يسمى بالجبهة الثورية قامت بأعمال بربرية تجاه المواطنين العزل بشمال وجنوب كردفان. من جانبه، أشاد اللواء هاشم محمد نور مدير الإدارة العامة للشرطة الشعبية بالتدافع وجاهزية القوات المستنفرة، و قال إن مهام القوات هي إسناد وتأمين المواطنين والتصدي للعدو، مشيرا إلي متابعته اللصيقة للقوات حتى يتم طرد المعتدين. وصف القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ، هجوم الجبهة الثورية على مناطق بشمال وجنوب كردفان بأنه استهداف لكامل الوطن ولكل أهل السودان، وقال إنّ المتمردين قتلوا الأبرياء على أساس الانتماء السياسي والعرقي. ووصف ياسر يوسف ، أمين الإعلام بالحزب الحاكم، الاستهداف بالعمل الإجرامي، وطالب عقب اجتماع القطاع أمس بتقديم مرتكبي الهجوم للمحاكمة على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب والمواطنين بالمناطق التي قال إنّ المتمردين دنّسوها. وشدّد على ضرورة تلقين المتمردين درساً قاسياً لن ينسوه. وقال يوسف: كل من يتعامل مع التمرد يجب أن يعاقب بجريرته وفقاً للمبدأ القانوني (لا عقوبة وجريمة إلاّ بنص). وأكد يوسف أنّهم سيتركون القوات المسلحة تقوم بعملها وتحرير التراب مع التأكيد على المبدأ الثابت للوطني في التفاوض. ونددت القوى السياسية السودانية المشاركة في الحكومة والمعارضة بالهجوم الأخير على أم روابة وأبوكرشولا من قبل متمردي قطاع الشمال، داعية الحكومة لاستمرار التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال دون السماح بالمساس بأرض البلاد والعقيدة، مؤكدة وقوفها مع القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي وفتح المعسكرات لاستقبال المجاهدين. وعبّر السماني الوسيلة رئيس القطاع السياسي بالحزب الاتحادي الديمقراطي ، عن استنكار الحزب للاعتداءات التي قامت بها قوات ما يسمى بالجبهة الثورية على شمال كردفان مندداً بالتصفيات التي قامت بها الجبهة الثورية على أساس عرقي وسياسي بمنطقة أبو كرشولا وطالب الجهاز التنفيذي بإجراء تحقيقات واسعة ومحاسبة المعتدين وإلزام الخارجين عن القانون بتحمل مسئوليتهم الجنائية ومطالبتهم بالتعويض عن كل الأضرار الناجمة عن الاعتداءات الأخيرة. وأوضح الوسيلة أن الانجازات التي تحققت بالبلاد يجب أن تكون قوة دفع ايجابية، داعياً الحكومة للجلوس والتفاوض مع قطاع الشمال بعد رد الاعتبار أولاً. وأوضح صالح محمود الناشط السياسي وعضو المكتب السياسي بالحزب الشيوعي أن الأحداث الأخيرة بشمال كردفان مؤسفة، مبيناً أن الحرب تعتبر مهدداً حقيقياً للأمن وسلامة المواطنين، داعياً لنبذ العنف والرجوع إلى صوت العقل والحكمة، مؤكداً أن التفاوض ولغة الحوار هو الحل للوصول لغاية السلام المنشود. من جهته قال الأمين عبد القادر الأمين لحزب الأمة القيادة الجماعية إن الاعتداء الأخير على أم روابة وأبوكرشولا مخطط إسرائيلي يقوم على زعزعة استقرار البلاد، مطالباً مجلس الأحزاب السياسية بتكوين لجنة للمساهمة في معالجة الأوضاع بشمال كردفان، مؤكداً جاهزية الحزب للدفاع عن العقيدة الوطن.