جرى تعديل قانون الخدمه العسكريه في امريكا بحيث اصبح الجيش بكامله جيش تطوعي واحترافي.. الغالبيه الساحقه من المتطوعين هم من الفقراء ومن الاقليات.. وبالتالي عندما يتم زج الجيش في حروب مستمره لا يعترض الاغنياء ذوي النفوذ علي موت اولادهم اذ لا يموت سوي الفقراء. نسبه من يحصل علي شهاده جامعيه من المتطوعين واغلبهم بين عمر 18-23 هو سته بالمائه مقابل 46 بالمائه لباقي افراد الشعب. كما ادى استعمال الاسلحه الذكيه والطائرات بدون طيار والاعتماد علي زج اعداد قليله نسبيا في المعارك مقارنه بالحروب السابقه في فيتنام، الي تصوير الحروب وكانها حروب العاب الفيديو لا نرى فيها ضحايا مدنيين ولا جرحى او قتلي من الجيش الامريكي الذي يخوض ضربات جراحيه نوعيه... واصبح الشعب الامريكي يتابع الحروب كما يتابع يوميا اخبار المباريات الرياضيه ويشجع فريقه او جيشه الذي يفخر ويعتز به.. واصبح العسكري الامريكي رمزا للانسان الوطني ذو المثل العليا في العطاء والتضحيه والانضباط وبالتالي فوق اي مسائله من قبل سياسييه والجميع يتسابق في دعم افراد قواته المسلحه - supporting the troops- وعندما يقوم باي استهداف للمدنيين او تعذيب للمعتقلين فان ذلك خطا فردي سرعان ما يتم التسامح عنه .. قد يختلف الحزب الجمهوري مع الحزب الديمقراطي في برامج الاصلاح الاقتصادي او المواضيع الاجتماعيه ولكنهم يتسابقان علي دعم الجيش والدفاع عنه. تتقاطع معه في ذلك مصالح الاقتصاد والشركات الامريكيه وخاصه الشركات البتروليه العملاقه ومصانع الانتاج العسكري وكذلك موسسات الكنيسه التي ترى في الجيش عوده للمثل العليا وابتعاد عن الانحلال الاخلاقي الذي يهدد شعب امريكا الاكثر تدينا من اوروبا الملحده باستثناء بولونيا وايرلاندا.. يقوم الاعلام وتقوم الموسسه العسكريه بالتسويق لحروب اصبحت في السنوات الاخيره شبه مستمره بحجه محاربه الارهاب في ارضه في كل مكان وقبل ان يصل الي امريكا - Global war on terror.. ادت هذه الثقافه الجديده الي افساد القيم الديمقراطيه وقيم العداله التي قامت عليها امريكا وعزلتها دبلوماسيا وتزايد كراهيه الشعوب لها بما في ذلك الشعوب الاوروبيه... لو اراد اوباما انها الحرب في سوريا لقام بذلك بكل سهوله ولكنه لا يرى اي مصلحه لامريكا بذلك. .. كما ان العسكر الامريكان قد بداوا يعتبرون انفسهم ارقى واصدق واكثر وطنيه من شعبهم وهذا خطر يهدد ديمقراطيتهم وقيمهم وحرياتهم وكان قد حذر منه جنرالهم جورج واشنطن منذ مئات السنين. شعب غني ومرفه وطيب والشعب السوري يدفع ثمن الغباء السياسي للشعب الامريكي.