ينظم المنتدى العربي في هولندا بالتعاون مع الجامعة الإسلامية في روتردام، خلال الفترة من 17 إلى 20 ديسمبر 2009، مهرجانا ثقافيا وفنيا عربيا متنوعا، يشتمل على عديد الأنشطة والفعاليات، من بينها معرض للفن التشكيلي وأمسية موسيقية وشعرية ومؤتمر فكري وعرض سينمائي, كما يشارك في المهرجان عدد كبير من الفنانين والمثقفين من جنسيات عربية وإسلامية وأوربية متعددة. وفقا لما ورد في تصريح الدكتور خالد شوكات رئيس المنتدى العربي في هولندا، فإن المهرجان يأتي كرد حضاري راق على الهجمات العنصرية التي يشنها اليمين الأوربي المتطرف منذ سنوات ضد الأقليات العربية والمسلمة، وآخرها قانون حظر بناء منارات المساجد في سويسرا، والدعوة التي أطلقها السياسي العنصري خيرت فيلدرز لفرض ضريبة على ارتداء الحجاب. يلتقى جمهور المهرجان مساء اليوم الثاني مع الشعر والموسيقى الروحية، حيث سيقرأ على الحضور جديد قصائدهم ثلاثة شعراء هم "أرين دونكر" من هولندا، و"لمياء المقدم" من تونس، و"صلاح حسن" من العراق، وينتمي جميعهم إلى مدارس شعرية حديثة امتزجت فيها اتجاهات الشرق والغرب معا, ويتخلل القراءات الشعرية وصلات من الموسيقى الروحية الإسلامية تقدمها الفنانة المغربية "مليكة" بمصاحبة عازف القانون العراقي "جميل". فيما خصص اليوم الثالث، لعقد مؤتمر فكري يشهد مداخلات لأربعة من المفكرين والأكاديميين العرب والمسلمين، يعالجون من خلالها عديد القضايا الفقهية والثقافية المتصلة بقيم التسامح والحوار في الفكر العربي والإسلامي المعاصر, والمتدخلون الأربعة وهم على التوالي: البروفيسور أحمد أقندوز رئيس الجامعة الإسلامية في روتردام، والدكتور كمال عمران المفكر التونسي مدير الزيتونة للقرآن الكريم، والدكتور عبد الحسين شعبان المفكر والحقوقي العراقي، و الدكتور أوزغان خضر الأكاديمي التركي المتخصص في الإسلاموفوبيا. يختتم المهرجان أعماله بعرض ثلاثة أفلام سينمائية هي "باب السماح" لفرانشيسكو سبيرانديو إنتاج تونسي إيطالي مشترك، و"الجمعة مساء" لأندري بينابل بطولة مجموعة من الممثلين الشباب من أصل مغربي، وفيلم المخرج التونسي المهاجر منجي فرحاني "رسالة إلى أبي"، الذي يعالج موضوع التواصل والحوار بين المواطنين الأصليين والمهاجرين العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر. يأمل منظمو المهرجان أن تكون تظاهرتهم الفنية والثقافية بمثابة نداء قوى من أجل استعادة الوعي المتوازن والبناء المتشبث بقيم التعايش السلمي المشترك والحوار والتسامح والتواصل الإيجابي بين مختلف مكونات المجتمعات الأوربية، على نحو يحقق فعلا الشعار المرفوع منذ سنوات من قبل العديد من الحكومات الغربية، والمتمثل في "حياة مشتركة متعددة الثقافات". يذكر أن المنتدى العربي في هولندا، مؤسسة اجتماعية وثقافية غير حكومية تأسست سنة 1999، سبق أن نظم العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية التي صبت في نفس الاتجاه مثل "مهرجان الفيلم العربي" و"مهرجان المرأة العربية" و"مؤتمر الإسلام والتسامح"، كما يصدر المنتدى مجلة "المصير" الدورية، وله موقع على شبكة الانترنت.