مصادر مصرية: القيادة المصرية دعمت ترشيح مشعل خشية من تعطيل مساعي المصالحة الفلسطينية القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - أفادت وسائل إعلام فلسطينية وعربية، مساء أمس الاثنين، بأن مجلس الشورى لحركة "حماس" الفلسطينية، أعاد بأغلبية أعضائه انتخاب خالد مشعل رئيسا لمكتب الحركة. وسيبقى مشعل بعد هذه الخطوة، الرجل الأقوى في الحركة التي انتزعت الحكم بالقوة من حركة "فتح" في قطاع غزة عام 2007. ويقول مراقبون في إسرائيل إن اختيار مشعل مجددا يعكس الدور المصري والقطري في المرحلة القادمة لسياسة الحركة، مشيرين إلى أن الحركة ستستمر في انتهاج البراغماتية والمناورة المميّزة لمدرسة مشعل. ويقود خالد مشعل المكتب السياسي للحركة منذ عام 1997، وقد صرح خلال العام الأخير بأنه لن يرشح نفسه مجددا لرئاسة الحركة، بعد أن زادت الخلافات في صفوف الحركة جرّاء خطوة مشعل الانضمام إلى مساعي المصالحة مع الحركة المنافسة لحماس في الضفة الغربية، والتي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ولكن مشعل غيّر موقفه بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في كانون الأول (ديسمبر) 2012 ضد حماس، والتي سماها جيش الدفاع الإسرائيلي "عمود سحاب"، وأظهر عزمه على استمرار قيادة الحركة من خلال زيارة تاريخية لقطاع غزة بمناسبة احتفال حماس بذكرى إقامتها ال25، مؤكدا على خيار الكفاح المسلح ضد إسرائيل، ومعلنا أن فلسطين "هي عربية وإسلامية"، وأن الحركة لن تعترف بإسرائيل. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مصرية أن رئيس حكومة حماس في غزة، إسماعيل هنية، والدكتور موسى أبو مرزوق، أعربا عن رغبتهما في الترشح لمنصب رئيس المكتب السياسي لحماس، إلا أن ضغوطا مصرية، وضغوطا داخلية في الحركة، دفعت إلى إبقاء مشعل في منصبه. وقالت المصادر للصحيفة إن رئيس الاستخبارات المصرية، رأفت شحاتة، حضر اللقاءات السرية للحركة، والتي أجريت في فندق فاخر في القاهرة. وحسب مصادر من حماس، فقد ضغط الجانب المصري على الحركة بإبقاء مشعل خشية من عواقب اختيار شخصية جديدة لرئاسة الحركة، وحدوث خلافات داخل الحركة قد تعرقل الخطوات المصرية – القطرية فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية. وثمة من يعتقد في مصر أن الكيمياء بين "أبو مازن" ومشعل جيدة، خلافا للعلاقات بين زعيم السلطة وهنية، مما يزيد من ثقة المصريين بقدرة مشعل على استمرار المصالحة. ويُعد مشعل زعيما مقربا من العائلة الحاكمة في قطر في الحاضر، وأنه اعتاد على التنقل من حضن إلى آخر حفاظا على بقاء الحركة وتعزيز قوتها. فمنذ اندلاع الثورة السورية، التي ما زالت مشتعلة، فهم مشعل أن سوريا باتت ملاذا غير آمن للحركة، وبدأ العمل على عودة حماس إلى حضن حركة "الأم" في مصر، وتوطيد العلاقات مع المؤسسة الرئاسية في مصر المتصلة بحركة "الإخوان المسلمين". ويقول مطلعون على شؤون الحركة في إسرائيل إن نهج حركة حماس بقيادة مشعل يعتمد على البراغماتية السياسية، ومعناها انسجام الحركة مع الظروف الراهنة. فمن جهة تحاول الحركة أن تكون لاعبا سياسيا في إطار الشرعية الدولية عبر اتصالها بدول إقليمية مثل مصر، ومن الناحية الأخرى تستمر الحركة في دفع حوار الكفاح المسلح ضد إسرائيل، ولا يتوقع المحللون تغييرا في هذا النهج. وطالب مشعل قبل مدة قصيرة بتعجيل مساعي المصالحة مع حركة "فتح"، وقد صرّح بأنه لا يستبعد ترشيح نفسه لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، علما أن إجراء انتخابات قريبة في الأراضي الفلسطينية يبقى موضوعا أساسيا لتحقيق المصالحة الفلسطينية. ويذكر أن مشعل يواجه معارضة داخل حماس في غزة منذ قراراه الانضمام إلى مجهود المصالحة في مايو (آذار) 2011، وقد خرج بعض الشخصيات مثل: محمود الزهار، ضد مشعل مدعين بأنه يستأثر بقرارات الحركة، ومطالبين بتدخل مجلس الشورى في قضية المصالحة. وترى القيادة الحمساوية في غزة نفسها عنصرا مركزيا في تقرير مصير الحركة داخل غزة والضفة الغربية، خاصة بعد أن استولت الحركة بالقوة عام 2007 على القطاع. ويقوم مشعل الذي يدير "الخارجية" في حركة حماس في انتهاج موقف مبهم إزاء التسوية مع إسرائيل، ويتقلب موقفه بين دعمه لتسوية سياسية مع إسرائيل أسوة بحركة "فتح" والدول العربية التي واقفت على المبادرة العربية، على أساس قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، وبين دعمه للإرهاب ضد إسرائيل والاصطفاف وراء دولة مثل إيران. وقد صرح مشعل في السابق قبوله إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، إلا أن الحركة أسرعت في التأكيد على أنها مرحلة في تحرير فلسطين من "النهر إلى البحر".