في تصريح يعد بمثابة فصل جديد في مسلسل السياسة الأميركية ذات الوجهين، وفيم يعد تدخلا صريحا في شأن داخلي، أعرب البيت الأبيض عن قلقه العميق إزاء تقارير بشأن العنف الجنسي في مصر, وحمل الحكومة المصرية مسئولية اتخاذ تدابير قانونية لمنعه ومقاضاة الأشخاص الذين يشاركون فيه. ووصف فكرة القاء اللوم على الضحايا في اغتصابهن والاعتداء عليهن بالأمر المقيت.. وحث الحكومة على الوفاء بوعودها بالحكم باسم جميع مواطنيها.. ودعا الشعب المصري لممارسة حقوقه سلميا واحترام حقوق المواطنين الآخرين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست, في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية التي أقلت الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم من واشنطن إلى ميامي: "نحن على علم بهذه التقارير.. ويساورنا قلق عميق بشأنها". وأضاف: "لقد حدث العنف الجنسي, بما في ذلك الاغتصاب الجماعي, أثناء المظاهرات الأخيرة في مصر.. وهذا مدعاة لقلق كبير من جانب الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي والعديد من المصريين.. هؤلاء الضحايا هم أمهات وزوجات وبنات وأخوات من مصر". وقال إرنست: "الحكومة المصرية تقع عليها مسئولية اتخاذ تدابير قانونية لمنع العنف الجنسي ومقاضاة الأشخاص الذين يشاركون في أعماله". وأضاف: "فكرة القاء بعض المصريين باللوم على الضحايا في اغتصابهن والاعتداء عليهن أمر مقيت.. ونحن ندين هذه الآراء بشدة, ونؤكد حق المرأة في التعبير عن نفسها في الساحات العامة جنبا إلى جنب مع الرجل, فضلا عن مسئولية الحكومة المصرية عن حمايتهن". وزعم بقوله: "إننا نحث الحكومة على الوفاء بوعودها بالحكم باسم جميع مواطنيها, وندعو الشعب المصري لممارسة حقوقه سلميا واحترام حقوق المواطنين الآخرين". إلى هنا انتهت تصريحات المسئولين بالبيت الأبيض الأميريكي الذين لازالوا يظنون أن عميلهم المخلوع يحكم مصر، ودون التطرق إلى محاولة الرد من منطلق أن بقايا عهد المخلوع من خدام أمريكا لازالو في مواقعهم أم لا، فيكفي للرد على هذه التصريحات التى تدخل في حيز المساس بسيادة الدولة، أن نشير إلى الإحصاءات الرسمية المنشورة في الصحف الأميركية، على لسان متحدث باسم مركز الضحايا الوطني الأمريكي ويكشف التالي: معدل الاغتصاب في الولاياتالمتحدة (1.3) امرأة بالغة في الدقيقة الواحدة... يعني أن (683.000) امرأة أمريكية تغتصب في العام الواحد. وفي دراسة احصائية بإحدى الجامعات الأمريكية والتي نُشرت بكتاب.. (أمريكا تصلي أم لا تصلي – لديفيد بارتون ) فإن 80 % من النساء الأميركيات يتعرضن للاغتصاب مرة واحدة على الأقل في حياتهن، وعدد النساء اللاتي يغتصبن كل يوم يتجاوز ال 1900 فتاة. والنتيجة أن حوالى 30 % من الفتيات الأميركيات يتعرضن للحمل أو الإجهاض أو الولادة في سن الرابعة عشر. وبحسب الدراسة ذاتها، فإن زنا واغتصاب المحارم ليس بعيدا عن دائرة الجرائم التى تجري في المجتمع الأميركي بشكل واسع النطاق، حيث تتعرض مئات الآلاف من نساء أمريكا للاغتصاب علي أيدي الأب والخال والعم والأخ في كثير من الأحيان.