عقدت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة اجتماعا هاما بنقابة الصحفيين ، بحثت خلاله الاوضاع التى تسود نقابة الصحفيين ، والحالة التى يمر بها اعضاء الجمعية العمومية ، قبيل اجراء انتخابات التجديد النصفى لاعضاء المجلس وانتخاب النقيب الجديد ، والوقوف على الاستعداد لتلك الانتخابات ، وآليات متابعتها ، تمهيدا لاصدار تقرير شامل بها بعد اعلان النتائج الرسمية. اكد اللجنة ، ومن خلال رصدها ومتابعتها للاوضاع داخل النقابة ، ولدى شريحة كبيره من اعضاء الجمعية العمومية للنقابة ، ان حالة من عدم الارتياح تسود اوساط المرشحين لانتخابات النقابة ، وان اتهامات متبادلة تستشرى بينهم ، وان لغة السياسة والتحزب مازالت تطغى على احاديث البعض فى اروقة النقابة ، فى وقت تعمد فيه البعض الترويج لبعض المرشحين ، والطعن فى آخرين. وتعرب اللجنة عن تخوفها من استمرار تلك المظاهر داخل النقابة ، وتدعو الجميع مرشحين واعضاء جمعية عمومية ، للتخلى عن التحزب والتسييس ، والكف عن ذم او مدح بعض المرشحين ، فكلهم فى الحقوق والواجبات الصحفية سواء. وتجدد اللجنة تأكيدها لجميع اعضاء الجمعية العمومية ، من ناخبين ومرشحين ، انها لجنة محايدة ، تراقب اعمال المجلس ، وتقف على تنفيذ قراراته بالدعم وليس بالصدام ، وفقا للقوانين واللوائح المنظمة لمهنة الصحافة ، سواء فى مواجهة مجلس النقابة ، او الجهات الخارجية ، كما انها تناضل من اجل استقلال الصحافة ،وحفظ حقوق الصحفيين ، وانها لم ولن تكن طرفا فى صراع ، ولن تدعم مرشح على حساب الآخر ، وانما تقف على الحياد من الجميع. وتلفت الى انها ، وضمن اعمالها ، سوف تصدر تقريرا شاملا ، بسير العملية الانتخابية والاوضاع السابقة عليها ، ملتزمة الموضوعية ، وعدم الانجرار الى اى محاولات لتسييس عملها. وتعبر اللجنة عن مخاوفها من استغلال بعض المرشحين ، لقضايا مثارة يرون فيها دعما انتخابيا اضافيا ، داعية الجميع الى احترام القانون ، واعلاء سيادة الدولة ، وهى الدعوة التى يتوجه بها الصحفيون ، بليل ونهار ، الى اجهزة الدولة الرسمية. ودعت اللجنة اعضاء الجمعية العمومية ، لتقديم نموذج حضارى فى انتخابات الغد ، حيث ينظر العالم الى نقابة الصحفيين ، باعتبارها منارة الفكر ، وتوجيه الرأى العام فى مصر ، مناشدة الجميع اعلاء مصلحة مهنة الصحافة فوق كل اعتبار ، لافتة الى ان المناصب والمواقع زائلة ، وتبقى الصحافة واستقلالها. ومن جانبه اعتبر بشير العدل مقرر اللجنة ، ان مهنة الصحافة مازالت فى خطر ، وانه يحدق بها ، مؤكدا ان الخطر الاكبر يأتى من الداخل الصحفى ، ويظهر فى حالة اللاتجانس ، والحرب التى تكون مستترة احيانا ، وعلنية فى اغلب الاحيان بين ابناء المهنة ، لافتا الى ان مايحدث خلال الفترة السابقة على الانتخابات ، المقرر لها غدا الجمعة ، يؤكد ان الوسط الصحفى يعانى انشقاقات كثيره ، وان الصحفيين هم الذين يدفعون ضريبة الخلل الادارى فى الدولة ، بشكل عام ، وفى نقابة الصحفيين ، بشكل خاص. واكد العدل ان مشاكل الصحفيين ، سواء مع نقابتهم ، او مع اجهزة الدولة ، والتى زادت بشكل لافت للنظر خلال الآونة الاخيرة ، تتطلب مجلسا قويا متفاعلا مع تلك المشاكل ، لايغلب عليه هوى سياسى ، او طابع دينى ، وانما تغلب عليه مصلحة اعضاء النقابة. واشار العدل الى ان الصحفيين مازالوا يدفعون ضريبة الاهمال العام ، التى ادت بهم الى التشرد والانضمام الى طابور البطالة ، فى وقت كان من الممكن العمل على حل مشاكلهم ، بقليل من الاخلاص فى العمل. وعن تحويل بعض الصحفيين لجهاز الكسب غير المشروع وموقف المرشحين منها وردود افعالهم عليها قال العدل : ان الصحفى ينبغى ان يكون نموذجا لتطبيق القانون على نفسه اولا ، قبل ان يطالب بتطبيقه على الآخرين ، ويجب ان يؤمن الصحفيون بانهم متغير مستقل ، يتبعه متغيرات تابعة كثيرة ، فاذا كان المتغير المستقل يضرب القانون ، فلا يمكن انتظار العدالة من المتغيرات التابعة. ودعا العدل الغيورين على مهنة الصحافة ، الى تبنى لغة الخطاب العاقل ، الذى يؤسس على ارض الواقع ، اكثر مما يرتفع فى سماء الخيال. واعرب العدل عن امله ان تخرج انتخابات الغد ، بالصورة التى ينبغى ان يظهر بها الصحفيون ، فى بلادهم وفى غيرها من بلدان العالم.