القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - بعد انقطاع دام نصف عام، تجتمع اليوم في كازاخستان الدول العظمى وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة، إضافة إلى ألمانيا، في جولة محادثات إضافية مع إيران، لتواصل مساعيها الديبلوماسية لإيجاد حل لبرنامج إيران النووي، ولا سيما الأبعاد العسكرية المحتملة فيه والتي تثير مخاوف الغرب. ويتوقع مراقبون في إسرائيل أن تكون هذه الجولة مجرد جولة أخرى تكسب فيها إيران الوقت، مستمرة في برنامجها النووي، في حين أن الدول العظمى ستكتشف أن إيران لن تقدم شيئا جديدا. وكتب المحلل السياسي أليكس فيشمان، في صحفية "يديعوت أحرونوت"، أن تجربة المحادثات بين الغرب وإيران تبيّن أن الأخيرة تخرج الرابحة حتى الآن، بحيث أنها تستمر في تطوير مشروعها النووي من دون انقطاع، وأحصى فيشمان تقدم إيران كاتبا على صفحات الجريدة "منذ الجولة الأخيرة أنشأت إيران أجهزة طرد مركزي قادرة على انتاج يضاعف انتاج الأجهزة القديمة، وجمعت كذلك المزيد من اليورانيوم المثرى، وقامت بتشغيل منشأة المياه الثقيلة في آراك، وعملت على إخلاء المواد المشتبه بها في بارشين، وبالمقابل لم تعرض إيران خطوة واحدة لبناء الثقة مع الغرب". ويخلص فيشمان إلى أن النتيجة المؤكدة من هذه الجولة هي الاتفاق على جولة محادثات أخرى، في زمن ما، ومكان ما في المستقبل. ويذكر أن فيشمان يستند في تقريره إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي نشرت الشهر الجاري تقريرا أفاد بأن إيران ركّبت 180 طاردة مركزية متطورة في ناتانز، وأشارت إلى أن إيران تُخفي عمدا نشاطها المتعلق بالبرنامج النووي، ولا سيما في الموقع العسكري في بارشين. وإلى ذلك، طلبت الوكالة من إيران بأن تسمح للمراقبين الدوليين الوصول إلى الموقع لمعاينته من دون مماطلة. وعلى الأغلب أن يقدم الجانبان المتفاوضان مقترحات ذُكرت في السابق، على أمل أن يتعامل معها الطرف الآخر بجدية، فمن جهة ستطالب الجمهورية الإسلامية بتخفيف العقوبات المفروضة على اقتصادها، وكذلك باعتراف الدول العظمى بحق إيران أن تثري اليورانيوم على أرضها. وقد تتطرق إيران لقضايا إقليمية أخرى لا تتعلق ببرنامجها النووي، ساعية إلى التهرب من الموضوع المطروح على طاولة المفاوضات. ومن المتوقع أن تكرر الدول العظمى مطالب سابقة ومنها غلق المحطة النووية في فوردو، ووقف النشاطات المتعلقة بإثراء اليورانيوم لمستوى 20 بالمئة، ونقل المواد المثرية لنسبة 20 بالمئة إلى خارج إيران، ولا سيما فتح المواقع المتعلقة بالبرنامج النووي لمعاينة المراقبين الدوليين. وبالرغم من أن السيناريو بين إيران والغرب يبدو مألوفا، ونتائجه معروفة مسبقا، إلا أن التطورات التي تعقب المحادثات هذه المرة لها تأثير خاص، وقد تؤثر على نتائج المحادثات الجارية على نحو مغاير لما سبق، وأبرز هذه التطورات هي زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة الشهر المقبل. وقد نقل أمس الاثنين التلفزيون الإسرائيلي، القناة العاشرة، عن مصادر سياسية في إسرائيل أن الرئيس أوباما سيبلغ نتنياهو بتفاصيل المحادثات بين الدول العظمى وإيران، وأنه سيعلم الزعيم الإسرائيلي بأن الخيار العسكري الأمريكي سيكون متاحا في حال فشلت المحادثات مع إيران، بدءا من شهر يونيو (حزيران)، بعد إجراء الانتخابات الإيرانية. وأضافت المصادر أن الرئيس أوباما سيطلب من نتنياهو ألا تتدخل إسرائيل في العملية العسكرية التي تخططها الولاياتالمتحدة. وعلى صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام لبنانية الخبر أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، غادر مطار بيروت متجها إلى طهران لتلقي العلاج بعد تدهور ملحوظ في صحته. وتحدثت التقارير عن أن نصر لله يعاني من مرض السرطان.