أعلن يوكيا أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قرب توقيع اتفاق بين الوكالة وإيران فيما يتعلق بتنظيم تفتيش الوكالة الدولية للمنشآت النووية الإيرانية. أمانو وفي ختام زيارة لطهران استمرت يوم واحد أشار إلى الأجواء الإيجابية والتفاهم الذي ساد المحادثات بينه وبين المسئولين الإيرانيين مثل وزير الخارجية على أكبر صالحي، وفريدون عباسي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وسعيد جليلي الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني والمسئول عن المفاوضات حول البرنامج النووي. أمانو قال أن هناك تفاصيل صغيرة لم يتم حسمها بعد في الاتفاق المزمع توقيعه، لافتاً النظر إلى أن طهران لا تعتبر هذه التفاصيل عائقاً أمام توقيع الاتفاق، معتبراً انه عندما طرح مسألة تفتيش موقع بارشين العسكري لم يجد أي تعنت إيراني، وأن هذا من شانه معالجة ما تبقى من التفاصيل المختلف عليها في الاتفاق المشار إليه. تأتي تصريحات أمانو قبل يوم واحد من مفاوضات وصفت بالحاسمة متعلقة بالملف النووي الإيراني ستعقد في بغداد بين دول5+1 وإيران، وقد أشارت تقارير سابقة إلى أن قاعدة التفاوض بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية ستكون حول "ترويض" البرنامج النووي لإيران وليس وقفه، وأن يظل البرنامج النووي الإيراني رهن مرحلة الأبحاث العلمية والطبية والابتعاد عن عسكرة البرنامج النووي، وهو ما قد أكده مسئولين إيرانيين سابقاً على رأسهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئي أن البرنامج النووي لإيران هو لأغراض سلمية فقط. أما عن الجانب الإيراني فستكون قاعدة تفاوضه على استقلالية البرنامج النووي، وإخضاعه للتفتيش فقط من جانب الوكالة الدولية ومن خلال اتفاق ثنائي، كذلك اعتراف الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة بان من حق إيران تملك التكنولوجيا النووية، وعلى رأسها مسألة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، وأن تكون جولة المفاوضات بداية لتعاون بين الجمهورية الإسلامية والدول الغربية في الشئون الإقليمية والدولية والنووية وذلك حسب تصريحات قالها سعيد جليلي عقب لقائه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم في بغداد. الأجواء الإيجابية التي سادت قبيل بدء جولة المفاوضات أثارت قلق إسرائيل، فتصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي أمس حذر فيها من التوصل لاتفاق بين إيران ودول5+1 والوكالة الدولية، محاولاً إثناء المجتمع الدولي وتحذيره من أن المفاوضات القادمة ستصبح مجرد مضيعة للوقت طالما لن تشمل وقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك منشآت تخصيبه. واصفاً الكلام عن الأجواء الايجابية التي تسبق مفاوضات بغداد بأنها تدل على رضوخ مبدئي من جانب القوى الغربيةلإيران، مضيفاً أن أياً كان ما سينتج مستقبلاً بين القوى الغربيةوإيران من تفاهمات لن يسحب الخيار العسكري الإسرائيلي ضد البرنامج النووي الإسرائيلي. ومباشرة عقب تصريحات أمانو اليوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن إيران تخادع الغرب وتطمح إلى التوصل لاتفاق يخدم مصالحها، معتبراً أن الاتفاق الذي تحدث عنه أمانو يعد اتفاقاً حول مسائل تقنية، يهدف لتخفيف الضغط على طهران قبيل بدء المفاوضات في بغداد، موضحاً أن أي اتفاق لا يضمن خروج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من إيران ووقف أي عمليات تخصيب من نفس المستوى مستقبلاً لن يكون الاتفاق ذو معنى، وان حتى بقاء تخصيب اليورانيوم ذو مستوى منخفض من الممكن أن يستخدم لصناعة سلاح نووي دون مراقبة صارمة من المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. فيما تتجه إستراتيجية الدول الغربية برفع بعض من العقوبات الاقتصادية على إيران كمحفز قبل بدء المفاوضات غداً وعلى الرغم من التصريحات الإيجابية من الصادرة من القوى الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، إلا أن الكونجرس الأمريكي أقر اليوم حزمة عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، فوافق بالإجماع على مجموعة من العقوبات الاقتصادية الجديدة في قطاع النفط في إيران. والعقوبات الجديدة بناء على مرسوم القانون الذي وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر ضد حركة التجارة للمؤسسات الأجنبية مع البنك المركزي الإيراني. Comment *