طالب السفير صلاح حليمة ممثل جامعة الدول العربية في المبادرة الثلاثية لاغاثة منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، المجتمع الدولي والمنظمات بحث الحركة الشعبية -قطاع الشمال- على الاستجابة لبنود المبادرة وادخال الغذاء الى الولايتين تجنبا لتفاقم الاوضاع الانسانية. ورأى حليمة في تصريحات صحفية ان المجتمع الدولي تخلى عن المبادرة الانسانية وركز جهوده على العملية السياسية والمحادثات المباشرة بدلا عن العمل على تنفيذ المبادرة الثلاثية.
وشدد حليمة على ضرورة تنفيذ المبادرة الثلاثية ،وقال ان الشركاء الدوليين اجروا اتصالات باللجنة الافريقية رفيعة المستوى لحث قيادات قطاع الشمال على الاستجابة كما ان المحادثات التي ستنطلق مطلع مارس المقبل فرصة حقيقية لاقناعهم بأن العملية الانسانية تشكل اولوية قصوى، وعليه يجب تشجيع المحادثات غير المباشرة للتوصل الى حلول ايجابية بشأن الاوضاع الانسانية.
واكد ان الشركاء الدوليين لن يملوا من الاتصال بالحركة الشعبية- قطاع الشمال- لتحذو حذو الحكومة والقبول بخطط المبادرة التي تركز على وقف اطلاق النار من الجانبين حتى تتمكن المنظمات من ادخال الغذاء الى المناطق المتأثرة.
من جهته أدان حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان إقدام حكومتي دولة الجنوب وأوغندا على تبني تجنيد أكثر من ثلاثة آلاف من أطفال السودان في الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب للزج بهم في الحروب .
ودعا أمين المنظمات بالحزب عادل عوض ،الأممالمتحدة والمنظات الدولية ذات الصلة والصليب الأحمر الدولي للتدخل الفوري والميداني العاجل لتفقد أوضاع هؤلاء الأطفال ووقف ما يتعرضون له من انتهاكات وحرمان لحقوقهم فى التعليم والصحة وغيرها من الخدمات.
واعتبر تجنيد هذا العدد من الأطفال القصر (أمرا خطيرا وسلوكا يتنافى مع القانون الدولي والأعراف ومبادئ حقوق الانسان) ، وأوضح أن المعلومات تشير إلى تعرض الاطفال لأبشع انتهاكات حقوق الانسان من مرض وفقدان للتعليم والخدمات والاحتياجات الأساسية ، وقال إن هذا الوضع يتطلب تعويضهم عما فقدوه من خدمات .
وفى رده على سؤال حول الخطوات العملية التى ستتخذها جهات الاختصاص بالسودان ، قال عادل عوض إنهم سيثيرون القضية في الدورة القادمة لمجلس حقوق الانسان عبر المنظمات السودانية ، مضيفا أنه تم رفع مذكرات للأمم المتحدة والمنظمات الدولية .
وحول الكيفية التى تم بها استدراج الأطفال الذين يتعرضون لهذا القهر ، قال (تم استدراجهم عبرأغطية مختلفة وليس بصورة شرعية ، فيما كان الهدف الرئيسي تجنيدهم للحرب).
كانت السلطات بولاية جنوب كردفان قد أعلنت عن قيام (الجيش الشعبي) بحملة تجنيد واسعة للأطفال القصر بعدد من المناطق داخل الولاية ، وقال مسئول محلي إن عدد الأطفال الذين تم نقلهم إلى مناطق التجنيد بلغ أكثر من 3 آلاف طفل من محلية (البرام) وحدها خلال الفترة الماضية .
وأوضح المسئول أن هناك شكاوى تقدم بها بعض المواطنين بشأن أطفالهم الذين يستدرجهم الجيش الشعبي بحجة إلحاقهم في المدارس بدولة الجنوب ، مبينا أن الأطفال يتم ترحيلهم بالتنسيق مع دولة أوغندا إلى منطقة (الكاكمة) على الحدود بين دولة الجنوب وأوغندا .
في سياق آخر أعلن تحالف أحزاب وحركات سلام دارفور، جاهزيته للتصدي للحركات المتمردة التي بدأت تنشط لزعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم، لافتاً النظر إلى أن هناك مخططاً خارجياً يستهدف العملية السلمية، من خلال دعم التمرد لتنفيذ أعمال عدائية لخدمة أجندة لا علاقة لها بإنسان دارفور.
وقال الناطق الرسمي باسم التحالف هاشم عثمان أحمد ، إن تحالف الجبهة الثورية وحركات دارفور، فشلوا في مخططاتهم وحاولوا إحداث فرقعات إعلامية باستهدافهم لبعض المناطق في دارفور وكردفان، للإعلان أنهم ما زالوا يمتلكون القوة. مؤكداً أن استهداف السلام والمواطنين الأبرياء خط أحمر لن يسمح التحالف بتجاوزه.
ووجه هاشم إنتقادات لاذعة لقادة الحركات المسلحة الذين ينادون بحقوق دارفور، ويستهدفون أهله والبنيات التحتية للمشروعات التنموية التي يعتمد عليها المواطنين، ووصف ذلك بالتناقص الذي يشير إلى أنهم يخدمون أجندات لا علاقة لها بقضية دارفور، وحذرهم من القيام بأي عمل تخريبي يستهدف الأمن والاستقرار الذي تحقق.
وطالب في الوقت نفسه حكومة دولة جنوب السودان، بالكف عن دعم التمرد في دارفور لخدمة أجنداته في السودان، مبيناً أن استمرار دعمها للمتمردين ستكون له آثار سالبة على الأمن والاستقرار في الجنوب.