كنا قد مكثنا نحو الساعة فى مدينة الخارجة قبل أن نبدأ فى مواصلة الرحلة مرة أخرى ........ وقد اجريت اتصالا مع مضيفنا الحاج عبد الحميد مدير أحد الفنادق بقرية القصر الاسلامية والتى تقع داخل نطاق الواحات الداخلة ليصف لنا ما تبقى من طريق الرحلة.... وبعد حوالى ما يزيد على الساعتين كنا قد وصلنا الى قرية القصر وبدأنا رحلة البحث عن الفندق ..... كان الفندق يقع فى نهاية طريق صاعد ..على ربوة عالية تقع فى أحضان الجبل ....... وكان صوت محرك السيارة يئن من مشقة الصعود على ذلك الطريق الجبلى...... وما ان نزلنا من السيارة حتى لفحت وجوهنا نسمات الصحراء الحارة .... فالفندق تحيط به الصحراء احاطة السوار بالمعصم ...... ومالفت انتباهى أن الفندق مبنى على الطراز الاسلامى لقرية القصر القديمة ...... وما أن دلفنا الى الردهة حتى استقبلنا العاملون بتحية حارة... ككل شىء هنا..... وبسمات خففت عنا بعض من عناء الرحلة ....كانوا جميعا يرتدون الجلباب .... قررنا ان نصعد الى الغرف لنغتسل وننال قسطا بسيط من الراحة قبل النزول لمشاهدة الغروب .....وتناول طعام الغذاء ...والالتقاء بمضيفنا الحاج عبد الحميد ..... كانت الغرف منمقة شديدة الاناقة ..... على جدرانها المبنية من الطوب اللبن... خطت بعض الابيات الشعرية بحروف عربية مزخرفة ... أما السرير فكان مبنى من الطوب اللبن .... والسقف من جذوع النخيل ..أما الشبابيك فكانت عبارة عن مشربيات مبنية من أفرع الأشجار الموجودة بالصحراء.... والتي كان يستخدمها المسلمون في العصر الأيوبي... وصوان الملابس مصنوع من جريد النخيل .... وأرضيات الحجرة كانت من السيراميك الملون بلون الجبل .... وبالطبع لم يكن فى الغرفة أى أجهزة تكييف ..... كل شىء هنا يعود بك قرونا الى الماضى ...