تمكنت قوات الدفاع المدنى السودانية من إخماد حريق شب مساء أمس ب"داخليات" جامعة الخرطوم (مجمع الوسط)، وذلك على إثر صدامات طلابية جرت فى محيط الجامعة . وأوضح المكتب الصحفى للشرطة، فى بيان له، أن مجموعة محدودة من طلاب الأقسام الداخلية مجمع الوسط قامت بإشعال نيران فى جزء محدود من مبانى الأقسام الداخلية، إثر أعمال شغب قامت بها فئة محدودة من الطلاب. وأشار البيان إلى أن قوات الدفاع المدنى تدخلت وسيطرت على الحريق دون حدوث خسائر فى الأرواح أو إصابات وسط الطلاب، كما أن الخسائر فى الأثاث والمبانى محدودة، لكن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث. وكان مصدر مطلع قد كشف ، أن اندلاع الحريق جاء على خلفية صدامات وقعت بين طلاب ينتمون لتنظيمات سياسية خلال احتفالية تخريج طلاب من الجامعة أمس الأول، وأنهم قاموا أمس بالدخول فى نقاشات حادة وصلت إلى حد استخدام قنابل "المولوتوف" الأمر الذى أدى إلى اشتعال المجمع. من جهة أخري أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي عدم وجود رؤية واضحة لدولة الجنوب لحل القضايا الخلافية مع السودان، مشيراً إلى أن التراجع عن الاتفاقيات لا يمثل سياسة، ولفت إلى أن كثيراً من الدول تريد التعاون مع السودان لكنها تواجه صعوبات ممن يريدون عزل السودان، ونفى وجود أية تهديدات لدولتي السودان والجنوب لنقل ملفي أبيي والحدود إلى مجلس الأمن الدولي، وقال إن هذه القضايا ستحل في الإطار الإفريقي فقط ، وشدد على ضرورة فتح الباب واسعاً أمام القضايا الخلافية. وأشار الوزير في برنامج «مؤتمر إذاعي» أمس إلى أهمية تقوية الجهات التي تريد التعامل مع السودان والتي وصفها بأنها تجد صعوبات في الداخل وفي دولة الجنوب، وممن يريدون عزل السودان بسبب مشكلات مفتعلة مع الجنوب. وأكَّد وزير الخارجيَّة أنَّ اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي استمع لإفادات من الوسيط بشأن القضايا الخلافيَّة، وقال إن الإفادات والطروحات كانت في صالح استمرار التفاوض وليس في صالح رفع أي مقترح لمجلس الأمن أو محاولة إجبار الحكومة على القبول، وأشار إلى أن مقترح أبيي والحدود ظلَّ قائمًا وتُرك للوساطة والبلدين لكي يتحاورا حوله، وثمَّن كرتي دور إفريقيا في حل القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا، وأضاف: لا بد من إعطاء إفريقيا حقها في التقدير والاحترام ولا بد من تطوير المقترحات في اتجاه إيجابي وضرورة التأسيس لحوار مع الدول الإفريقيَّة. ووصف كرتي إفريقيا بأنها أصبحت محطّ أنظار العالم لامتلاكها الموارد الاقتصاديَّة والمواقف السياسيَّة، وقال إن الاتحاد الإفريقي أصبح وحدة سياسيَّة قويَّة ذات رؤية واضحة في استقلال قرارها، وأشار إلى أن أوربا تبحث حاليًا عن رؤية إفريقيا وكيفيَّة الاستفادة من مواقفها. في الاثناء جدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان ثقته في الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو امبيكي لما بذله ويبذله من جهود وساطة لتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية بين السودان وجنوب السودان. وقال الناطق الرسمي بإسم الحزب الدكتور بدر الدين إبراهيم في تصريح صحفي مساء أمس , إن رئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي "ظل يعمل بصورة معتدلة ووساطة نزيهة في الاتفاقيات التي وقعت بين الدولتين". وأضاف ان"معظم التقارير الخاصة بالقضايا الخلافية من قبل الآلية أوضحت بجلاء جدية الحكومة السودانية وحرصها على حل الأزمة العالقة مع دولة الجنوب". وكشف إبراهيم أن لجنة الوساطة الأفريقية قلقة من تعنت موقف المفاوضين من الجنوب وعدم التزامهم بما يتم الاتفاق حوله من قضايا , قائلا "فترة الستة أشهر المقبلة ستؤكد ما إذا كانت دولة الجنوب حريصة على استقرار المنطقة بصورة عامة أم غير ذلك" . وأشار إلى أن حزبه والحكومة "لن يغيرا موقفهما "في الأسس والطرق التي تدير بها الآلية رفيعة المستوى الوساطة بين الدولتين بجانب عدم تبديل القائمين على إدارة شئون تلك الآلية الأفريقية.