القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - عُقد اليوم في معهد ترومان في الجامعة العبرية في القدس، بالتعاون مع منظمة The Israel Project، مؤتمر صحفي خاص بالانتخابات الإسرائيلية. وجمع المؤتمر ممثلي الأحزاب الإسرائيلية الرئيسية، من اليمين ومن اليسار، في مناظرة تداولت توجهاتهم السياسية إزاء القضايا الخارجية. واستهل الحديث عضو الكنسيت يتسحاق هرتسوغ من حزب "العمل" (هعفودا) قائلا إن "هدف الحزب في الانتخابات القريبة هو تبديل نتنياهو"، وأردف أن حكومة نتنياهو فشلت اقتصاديا وسياسيا في سنوات حكمها الأخيرة. وبعده تحدث نفتلي بينيت، النجم الصاعد لدى اليمين المتشدد، ووصف نشاط حزبه "البيت اليهودي" بأنه "ربيع يهودي"، موضحا أن حزبه يسعى إلى إحياء القيم اليهودية في سياسة الدولة. ولم يستغرق طويلا حتى صرح أن حزبه "يرفض إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية"، مبررا ذلك باعتبارات أمنية. أما مندوب حزب "الليكود" الحاكم، السياسي العتيق تساحي هنغبي، والذي يخوض الانتخابات القريبة في إطار قائمة مشتركة مع حزب "إسرائيل بيتنا"، استهل حديثه قائلا إن "الملف الإيراني سيحتل الصدارة في أولويات الحكومة القادمة التي سيقودها نتنياهو"، وحذر أن إيران تقترب من الخط الأحمر الذي رسمه رئيس الحكومة الإسرائيلي في خطابه في الأممالمتحدة العام المنصرم. وقال السياسي يعقوب بيري من حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الجديد، الذي يقوده الإعلامي يائير لابيد - المحسوب على الوسط في إسرائيل- إن الحزب "يسعى لتغيير الواقع الاجتماعي في إسرائيل، ولتبديل السياسة القديمة بسياسة حديثة"، تضمن المساواة والمشاركة في أعباء المجتمع الإسرائيلي. وأضاف أن الحزب ينادي إلى "عودة إسرائيل والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، من دون مماطلات إضافية". وفي مرحلة المناظرة سُئل المتحدثون عن توجههم نحو الربيع العربي، واتفق ممثلو اليمين السياسي، هنغبي وبينيت، على أن دول الربيع العربي أصبحت "دولا ضعيفة لا تهدد إسرائيل". واقترح هرتسوغ وبيري أن تخاطب إسرائيل الشعوب التي طالها الربيع العربي، وأضافا أنه يتعين على إسرائيل المبادرة، وأن لا تضيع "الفرص الكامنة" في التحولات العربية. وخلافا لمنظور بينيت من حزب "البيت اليهودي"، الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، اتفق المتحدثون على أهمية قيام دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل، والتمسك بحل الدولتين. وقال يعقوب بيري إن "انهيار السلطة الفلسطينية سيكون حدثا كارثيا لإسرائيل"، ووافق هرتسوغ على ذلك، مضيفا أن القيادة الفلسطينية أخطأت في تعنتها عدم لقاء نتنياهو، ولكنه أوضح أن دعم السلطة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص رئيس الحكومة فياض، في تجاوز الأزمة الاقتصادية أمر في غاية الأهمية. وفيما يتعلق بترقية السلطة الفلسطينية لمكانة "دولة غير عضو" في الأممالمتحدة، قال بيري إن مرد الدعم الدولي لهذه الخطوة هو عدم المبادرة من جانب إسرائيل، وأضاف أن العلاقات بين "أبو مازن" ونتنياهو تتسم بعدم الثقة. وأسهب هنغبي الحديث عن العوامل التي ستحدد موقف إسرائيل إزاء ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، وذكر: العقوبات الاقتصادية، التي لم تردع إيران بعد عن طموحاتها النووية حسب قوله، وثانيا، نتائج المحادثات بين إيران والدول العظمى (5+1)، وأخيرا، تعهد قوة عظمى، إضافة للولايات المتحدة، منع إيران من الحصول على قنبلة ذرية. أما بينيت فقال "لا أملك المعلومات والحقائق الكافية لأتحدث عن ضربة إسرائيلية"، وتابع أنه أمر مسلّم به أن إسرائيل لن "تتحمل" إيران نووية. وشدد المتحدثون على أهمية دمج عرب إسرائيل (فلسطينيو 1948) في المؤسسات الإسرائيلية، ولا سيما الاقتصاد الإسرائيلي، وقال بينيت إنه يعُد نفسه داعما متحمسا لدمج العرب في المجتمع الإسرائيلي، وفي ذلك مساعدة المدن والقرى العربية في تكريس القانون والنظام في الحيز العام. وسأل أحد الصحفيين السياسيين في المؤتمر عن رأيهم في تعيين تشاك هيغل، السيناتور الجمهوري السابق، وزيرا للدفاع في إدارة أوباما، وأجمع السياسيون، من اليمين ومن اليسار، على أنه شأن داخلي يخص الولاياتالمتحدة، وينبغي لإسرائيل ألا تتدخل.