التنمية هي البلسم الوحيد لشفاء الأوجاع - لا تأتي سيرة الصعيد أمام الرئيس مبارك، إلا ويشيد به وبأهله كثيراً، ويؤكد أن الدولة عاقدة العزم علي إعطائه نصيبه العادل من التنمية، حتي تعم الوطن كله. - الرئيس يقول دائمًا إن الصعيد هو العمق الكبير لمصر، فطوله نحو 1200 كيلو متر من القاهرة إلي أسوان، بينما المسافة من القاهرة إلي الإسكندرية 230 كيلو مترًا فقط. - أهالي الصعيد بالفعل «غلابة»، ولم ينالوا حظهم في التنمية في فترات الحكم السابقة، وابُتلي بالإرهاب والإرهابيين، الذي عطل التنمية سنوات طويلة. - الآن، شُفي الصعيد من داء الإرهاب، وعادت الطمأنينة إلي المستثمرين سواء من أبنائه أو من خارجه، وبدأت المشروعات الكبري تأخذ طريقها إليه. - الرئيس أكد في أكثر من مناسبة أنه يريد أن ينقل العمران من الغرب إلي الشرق، وإنشاء مدن وتجمعات جديدة، تستوعب الزيادة السكانية وتخلق أجواء مشجعة للتنمية. - بني سويفالجديدة، وأسيوطالجديدة، والمنيا الجديدة، وعشرات المدن الجديدة التي بدأت تقتحم الصحراء، وتحول رمالها القاحلة إلي مشروعات ومصانع ومزارع وعمران. - الكباري سهلت الحركة، ومن يمضي بسيارته في طريق الكُريمات من حلوان إلي بني سويف، سوف يلاحظ أن المزارع والمشروعات بدأت تغزو الصحراء، مثل طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي. - الطريق الغربي من القاهرة إلي أسيوط، بدأ يتحول تدريجياً إلي مزارع ومنتجعات وكافتيريات ومحطات تموين سيارات، وكان منذ سنوات قليلة طريقاً للأشباح. - منذ عدة سنوات، كان الطريق الزراعي هو الوحيد الذي يربط محافظات الصعيد بالقاهرة، حتي ضاق بمن فيه، وأصبح المرور فيه بنفس بطء إشارات وسط البلد. 4 - الرئيس لم يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها حرصه علي أن يأخذ الصعيد نصيبه من مشروعات البنية التحتية، وإضفاء طابع التطوير والتحديث في هذا الجزء المهم من أرض الوطن. - إذا أردت أن تنشئ مجتمعًا عمرانيًا جديدًا ابدأ بالطرق، ولذلك امتدت الطرق العملاقة في أرجاء مصر، وارتبط الصعيد مباشرة لأول مرة في تاريخه بالعين السخنة بطريق الكريمات. - انشقت الصحراء عن مشروعات التنمية بعد ربط سوهاج بالبحر الأحمر بواسطة خط بري مباشر، وربط الصعيد بمدينة الغردقة عن طريق خط أسيوطالغردقة المباشر. - الصعيد ليس فقيرًا، وأبناؤه ينتشرون في دول الخليج ويجلبون ثروات هائلة لاتجد مجالات لاستثمارها، لأنه مخنوق بين جبلين وسطهما النيل. - الطرق والمواصلات هي كلمة السر، وكما فعل «إمبان» بتسيير المترو لإنشاء مصر الجديدة، يمتد أكثر من شريان مهم لتجديد دماء الصعيد . - الآثار الإيجابية للبنية الأساسية سوف تظهر تدريجياً، وبدأ الصعيد بالفعل يجذب أبناءه في عودة بطيئة للطيور المهاجرة، ولكن أول الغيث قطرة. - الصعايدة هم ملوك الجمرك وسيناء، وكانوا ملوك سوق روض الفرج وهم الآن ملوك سوق العبور، يعني هم تجار أباً عن جد، وينحتون في الصخر. - إذا أتيحت لهم الفرصة اقتنصوها ولا يتركونها، سواعدهم قوية، وعزيمتهم نافذة، ويعيشون بأقل القليل، ليسوا مرفهين ولا مدللين مثل بعض أبناء بحري. - هم الذين شيدوا دول الخليج في درجة حرارة فوق الخمسين وتحملوا ظروفاً معيشية بالغة الصعوبة، فإذا وجدوا الفرصة في بلدهم، فلن يتأخروا أبداً عن رد الجميل. - الصعايدة قادمون، ليس إلي القاهرة أو الإسكندرية أو بورسعيد ولكن إلي بلادهم، قادمون أو عائدون ليبنوه بسواعدهم، فلا بناء ولا تنمية إلا بأصحاب البشرة السمراء. - لا أنسي يوم أن أعلن الرئيس منذ عدة سنوات في أسيوط أنه لن يهنأ يوماً إلا إذا نال الصعيد نصيبه العادل من التنمية، وقال جملته الشهيرة: «الصعيد في سويداء القلب». - التنمية هي البلسم الوحيد الذي يشفي الصعيد من أوجاعه، ويمنع نزوح أبنائه إلي الشمال، ويحميه من العنف والإرهاب.. يكفي الصعايدة ما تحملونه.