أفادت مصدر محلية وشهود عيان بسقوط عشرات القتلى والجرحى في تجدد للمعارك بمحيط مدينة "زوارة"، غربي ليبيا، بين مسلحين من المدينة الساحلية، وآخرين من بلدتي "راقدالين" و"الجميل" المجاورتين، وسط أنباء عن استمرار المواجهات حتى مساء الثلاثاء. وقال المتحدث باسم المجلس المحلي لمدينة زوارة، أيوب سفيان، لCNN الثلاثاء، إن أربعة قتلى سقطوا خلال المعارك، التي وصفها بأنها "الأسوأ" التي تشهدها المنطقة، منذ سقوط العاصمة الليبية طرابلس، في قبضة الثوار المناهضين لنظام العقيد الراحل، معمر القذافي، في أغسطس/ آب الماضي. ووصف المسؤول الليبي الوضع بأنه "خطير للغاية"، قائلاً إن "حرباً حقيقية تشهدها المنطقة في الوقت الراهن"، وسط مخاوف من امتداد المعارك إلى عدد من المدن المجاورة. واندلعت المعارك في المنطقة قبل أيام، بين سكان مدينة زوارة، وغالبيتهم من القبائل "البربرية"، والسكان العرب بمدينتي راقدالين والجميل، أثناء عودة بعض أهالي زوارة إلى منازلهم، بعدما فروا في وقت سابق من العام الماضي، إلى الأراضي التونسية، هرباً من المعارك بين الثوار وكتائب القذافي. وأشار سفيان إلى أن عدداً كبيراً من المسلحين، من "أتباع القذافي"، هاجموا مدينة زوارة، وقاموا باعتقال 25 مسلحاً، حيث تعرضوا لأعمال تعذيب خلال فترة احتجازهم التي امتدت ليومين، كما وصفهم معتقليهم ب"الجرذان"، و"عملاء الناتو"، وهي نفس التسميات التي كان يطلقها القذافي على الثوار المناوئين لنظامه. وأضاف أن المجلس الوطني الانتقالي ومسؤولين بالحكومة المؤقتة تدخلوا لإطلاق سراح الثوار المعتقلين، إلا أنه بعد تحريرهم، اندلعت الاشتباكات مجدداً الأحد، وما زالت مستمرة حتى مساء الثلاثاء. تأتي هذه المواجهات بعد التوصل إلى اتفاق لتهدئة الأوضاع في مدينة "سبها"، جنوبي ليبيا، التي شهدت هي الأخرى مواجهات دامية الأسبوع الماضي، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى. ودارت المواجهات بين مسلحين ينتمون إلى قبائل عربية، وآخرين من قبائل التبو ذات الأصول الأمازيغية، هذه الأخيرة التي دعا زعماؤها الأممالمتحدة إلى التدخل لوقف ما وصفوه بأعمال "التطهير العرقي."