اصبحت طامة كبرى انتشرت منذ زمن ليس بقريب وانتهكت على اثرها العديد من القيم والاخلاق فضلا عن الامور الدينيه التي امر بها الله واوصى به رسوله وتاتي تلك النكبة العظمى من الاجيال الصغيرة والشباب الواعي المثقف وتتضح مظاهرها في عدم احترام الصغار للكبار متناسين ان من انجبهم وقام بتربيتهم مثل الذي يتطاولون عليه ان كان رجلا كبيرا او شيخا او سيدة عجوز . اعتقد الكثير منهم ان هذا الامر من سمات الرجوله وقوة الشخصية ، وهذا له عواقب وخيمة في الدنيا والاخره ففي الدنيا سيفعل بمن يسلك تلك الطرق المشينه من صغار مثله عند كبره فتمر الايام ,وتتغير الظروف ولكن العمل ثابت فكل يذوق من عمله . يسخر الصغار من قول الكبار ,وحكمهم ,ونصائحهم التي لن تاتي من الهوى بل اتت بعد مرور سنين ومروا بها ووقعوا في اخطائها وذاقوا عذابها ليعطوها للصغار بكل صدر رحب غير حاملين اي ضغينه في قلوبهم ويكافئهم الصغار بالسخريه . قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ان من اجلال الله تعالى اكرام ذي الشيبه المسلم وحمل القران غير الغالي فيه والجافي عنه واكرام ذي السلطة المقسط" . وكان الرسول "ص" يبدأ ويقدم الكبير قبل الصغير وله في هذا الجانب القصص والعبر الكثير, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ,يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول " استووا ولا تختلفوا . فتختلف قلوبكم . ليلني منكم أولو الأحلام والنهى هم الرجال البالغون . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونهم " قال أبو مسعود : " فأنتم اليوم أشد اختلافا . صحيح مسلم – المصدر المسند الصحيح 432 ومن اداب الاسلام ,والتربية الدينيه الاسلاميه ان لا يجلس الصغير ويقف الكبير متزاحما مثلما يفعل الكثيرين في المواصلات العامة متحججين بالارهاق ,ومنهم من يتصنع النوم ,فضلا عن ادعاء المرض فهذا منافي تماما لتعاليم الاسلام فقال الرسول "ص" : "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا " صحيح ابو داوود والترمذي ,وقال ارسول "ص" : "من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة " رواه النسائي والترمذي حديث حسن صحيح .