مر الدين الإسلامي بالعديد من الافتراءات على مر العصور وجهت له من أعداء الإسلام والإسلاميين ،والتي كانت سعيا منهم لمحو تاريخ الأمة الإسلامية على مر العصور المختلفة ، وعرضه الشيخ يوسف القرضاوي في كتاب "تاريخنا المفترى علية" . فتناول القرضاوي - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومفكر إسلامي – تلك القضية موضحا أن هناك أمم كثيرة تبرز تاريخها وتعظمه مؤكدا على ضرورة اهتمام الأمة الإسلامية بتاريخها مشيرا إلى وجود العديد من العناصر هادفين إلى محو تاريخ الأمة الإسلامية حتى يتم فصل الأجيال القادمة عن الماضي الإسلامي العظيم مستنكرا عدم اهتمام الأمة بتاريخها وتركة عرضة للاندثار والخلط . وتعرض التاريخ لمواقف قاسية هدف إليها أعداء الإسلام الحاقدين بمساعدة ابنائة الطيبين المخلصين ولكن دون عمد من ابنائة مما أصبح "ديننا الإسلامي مفترى علية " ،مشددا على ضرورة التصدي لهذه الافتراءات وإزالة تلك الأكاذيب والذي ألقى هذا الدور على عاتقه ومن مثله من الدعاة الإسلاميين . وذكر "القرضاوي" أن سبب تناوله لكتابة هذا الكتاب هو السؤال الذي وجه إليه من قبل نقابة الأطباء بمصر عام 2003 حيث قال المتسائل : أن كثيرا ممن يتحدثون عن عظمة الإسلام وعدالته، وما أرساه في الحياة الإسلامية من قيم ومفاهيم وتقاليد ،يقفون بها عند عصر الخلفاء الراشدين ، ثم يسكتون عما بعد ذلك من انجازات في تلك العصور، كأنما خلت هذه العصور من كل فضل أو إنجاز. وتناول هذا الكتاب خمسة أبواب يتكلم الأول منهم على جور العلمانيين على التاريخ الإسلامي ،وتحريفهم المتعمد له بالإضافة إلى مساعدة بعض الدعاة في ذلك ،ويتناول الباب الثاني تاريخ الدولة الأموية ،والعباسية ،وموقفهما من الشريعة الإسلامية ،أما الباب الثالث ،فيتحدث عن التاريخ الإسلامي وما يلحق به من عظمة وفخر ،ويتساءل "القرضاوي" في الباب الرابع عن ،من المسئول عن تشويه صورة تاريخنا؟ ، أما الباب الخامس عن إعادة كتابة تاريخنا وكيف يكون ؟ . وجه "القرضاوي" الخطأ الذي نشر بغير وجه حق عن التاريخ الإسلامي وتعمد لمناصفة الأمة الإسلامية وحضاراتها وتاريخها وان ترجع الأمور إلى وضعها الطبيعي . كتب في الباب الأول من هذا الكتاب عن العلمانيين الذين استجدوا على التاريخ الإسلامي ،وادعوا أن الدين الإسلامي لم تطبق شريعته إلا في عهد الفاروق عمر بن الخطاب . يرى أن الاتهامات الموجهة للتاريخ في تلك الفترة تعد ظالمة للتاريخ الإسلامي العريق الذي يعد منارة للعالم كله ،والذي بنيت على مبادئه عدة حضارات ،وقامت على أعمدته العديد ،والكثير من الدول . ودلل "القرضاوي" على هذا في حديثه عن الخلفاء الراشدين كنوع من الردود على مظالم ،الكتاب الذين تعمدوا الإساءة إلى تاريخنا الإسلامي مشيرا إلى "عمر بن عبد العزيز ،ويزيد بن الوليد ،والشهيد نور الدين محمود ،وصلاح الدين الأيوبي " وكثيرا آخرين ،مؤكدا أن لا احد منهم لا يكون مثل "الفاروق". واستنكر "القرضاوي" في نفس الباب موقف الكثير من الدعاة الإسلاميين المرموقين الذين تعمدوا إبراز القسوة على التاريخ الإسلامي ومنهم المودودي،وسيد قطب،والغزالي .