تروى حواديت وحكايات عن مدينة دمنهور لا يعلم عنها أحد سوي كبار السن، وقد لا يعلمون أيضاً، كم هي دمنهور مدينة عريقه تخبيء بين ثناياها تراثا كبيرا، وسوف نروي في تقارير متسلسلة بعضاً منها ليرى شباب دمنهور ما كانت وما زالت تصنع مدينتهم تاريخيا. فالفول أكلة مصرية شعبية ، لا يبدأ أحدهم يومه إلا بطبقٍ منه ، ويوجد العديد من مطاعم الفول والفلافل ،التي لا تحصى في مصر كلها، ولكن تميزت مدينة دمنهور بمطعم "عاصي"، الذي أنشيء عام 1919 ،والذي ما يزال موجوداً إلى الآن في شارع الصاغة، وقد مر بمراحل تاريخية عديدة منذ الثلاثينيات ، وهو من أشهر مطاعم الفول والفلافل في الوجه البحري. وما يميز طبق فول عاصي أيضاً أنه وصل صيته الي الملك فاروق بنفسه، وطلب أن يتذوق منه، وقد نال إعجابه بشدة، وقد كان الحاج علي عاصي يجهز كل يوم 6 قدور من الفول المدمس، صنعت خصيصا من الفضة، وفى الصباح الباكر يذهب بها إلى محطة قطار السكة الحديد بمدينة دمنهور، حيث يجد في انتظاره طبيباً يقوم بالكشف على القدر وتشميعه، ويذهب بها إلى مقر الملك فاروق. وتابع دائما الحاج عاصي إرسال قدور الفول وعندما ولد الأمير أحمد فؤاد، أهداه قدرا من الفول المدمس مصنوعة من الذهب تزن حوالي 460 جراما، وهي موجودة الآن في متحف قصر المنتزه. ومازال حفيدا الحاج عاصي مستمرين في العمل في المطعم بذات النمط لم يتغير فيه شيء إلى الآن، ومازال على الطراز القديم كما كان أي منذ ما يقرب من 100 عام، وأكدا أن مطعم جدهما يقدم الفول منذ أن كان سعر الوجبة 15 مليما. وما زالت مدينة دمنهور محملة بالكثير من التراث والحكايا تابعونا علي صفحات ميدان البحيرة لسردها لكم .