لمح الرئيس الافغاني حامد كرزاي الى انه فقد الامل في مواصلة محادثات السلام مع حركة طالبان وقال ان على أفغانستان ان تتفاوض بدلا من ذلك مع باكستان من اجل السلام. وجاءت تصريحات كرزاي في اجتماع مع عدد من كبار رجال الدين بعد أقل من اسبوعين من اغتيال الرئيس السابق ومبعوث الحكومة للسلام مع طالبان برهان الدين رباني. وقال كرزاي في تسجيل مصور بثه القصر الرئاسي لاجتماع يوم الجمعة "شعب أفغانستان يسألني (السيد الرئيس مع من تتفاوض. من الجانب الاخر في محادثات السلام ..) ليست عندي اجابة سوى القول بأن شريكي أو الجانب الاخر في محادثات السلام هو باكستان." وكان رباني يتولى رئاسة المجلس الاعلى للسلام الذي شكله كرزاي في اكتوبر تشرين الاول من العام الماضي للتواصل مع طالبان. واغتيل رباني على يد مهاجم انتحاري تنكر في هيئة مبعوث سلام يحمل رسالة من مجلس قيادة طالبان الذي يعرف باسم مجلس شورى كويتا على اسم المدينةالباكستانية التي يعتقد انه يتمركز فيها. لكن كرزاي شكك في الاجتماع عما اذا كانت طالبان لديها حتى قيادة فعالة. وقال "لا استطيع ان اجد (الزعيم) الملا عمر ..اين هو .. لا استطيع ان اجد مجلس شورى طالبان. اين ذلك الشورى.." ويتهم الكثير من الافغان منذ فترة طويلة باكستان ووكالة مخابراتها الرئيسية المعروفة باسم مديرية المخابرات الباكستانية بدعم الجماعات المتمردة لدعم مصالح اسلام اباد وهو ما تنفيه باكستان. لكن الساسة ورجال المخابرات الافغانية يقولون ان لديهم أدلة قوية على وجود صلة لباكستان بمقتل رباني. وقالت وكالة المخابرات الافغانية يوم السبت انها سلمت باكستان ادلة على ان قيادة طالبان دبرت في باكستان واقعة اغتيال رباني. وقال وزير الداخلية الافغاني ايضا خلال الادلاء بشهادة امام البرلمان ان المخابرات الباكستانية شاركت بدور في الاغتيال. واشار كرزاي نفسه الى وجود صلة لباكستان بعملية القتل وقال ان أفغانستان ستطالب باجراء تحقيق دولي اذا لم تتعاون اسلام اباد. وقال في مقابلة مع قناة نور التلفزيونية الافغانية "تشير معلوماتنا المخابراتية الى وجود صلة في كويتا...ولهذا نريد تعاونكم (باكستان) في هذا الشأن." وقالت تهمينة جانجوا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان باكستان لم تتسلم اي معلومات عن واقعة القتل لكن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني تعهد بالتعاون. واتهم مسؤولون أمريكيون كبار باكستان بدعم الجماعات المتمردة النشطة في أفغانستان في اعقاب هجوم استمر لمدة 20 ساعة على اهداف دبلوماسية في كابول في وقت سابق هذا الشهر. وكان رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الاميرال مايك مولن قال في شهادة امام مجلس الشيوخ الامريكي الاسبوع الماضي ان شبكة حقاني ذات الصلة بطالبان والتي يعتقد انها وراء الهجوم هي "ذراع حقيقية" للمخابرات الباكستانية. وتنفي باكستان وطالبان بقوة هذا الادعاء.